محب العلماء مرتبة
الجنس : عدد المساهمات : 33 نقاط : 69 السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 20/03/2010
| موضوع: محمد بن أبي شنب- رائد المحققين الجزائريين الجمعة أبريل 02 2010, 10:30 | |
| محمد بن أبي شنب رائد المحققين الجزائريين الجزائر واحدة من البلدان، التي اهتمت بنشر التراث منذ أنْ عرفت الطباعة. ومن هذه الأعمال المنشورة في وقت مبكر: كتاب بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد، لابن خلدون في 1321هـ/ 1903م، ورحلة الورثلاني عام 1326هـ/1908م، وعنوان الدراية فيمن عرف في المئة السابعة ببجاية، للغبريني سنة 1328هـ/1910م، وغيرها كثير"ومن المبرّزين في هذا الميدان العلامة محمد بن أبي شنب الذي كان لوجوده "في كلية الآداب بالجزائر أثر ظاهر في دفع حركة نشر التراث خطوات واسعة". والقائمون بهذه الحركة هم المستشرقون، الذين تكفلوا بتحقيق بعض النصوص التراثية، وأسندوا تحقيق بعضها الآخر إلى باحثين جزائريين، واشترك الفريقان في ترجمة وتحقيق نصيب من هذه الذخائر وتحقيقها أيضاً.آثاره:أحصاها تلميذه عبد الرحمن الجيلالي، فوجدها تزيد على الخمسين كتاباً في فنون متعددة، طغت عليها صفة الأدبية، "أحيا بعضها بالتأليف والنشر والتحقيق، وبعضها بإجالة يد العمل فيها بالتنقيح والتصحيح".وتعليل توجيه عنايته إلى المجالين التاريخي والأدبي، يعود إلى تدريسه اللغة والأدب والمنطق، الذي انعكس على نوع تآليفه ومحققاته التي صدرت عنه.منهجه في التحقيق:تحدّث عن ذلك أبو القاسم سعد الله قائلاً: "هي مقابلة أكثر من نسخة، ووضع مقدمة قصيرة في وصف طريقة التحقيق دون ترجمة المؤلّف وعصره، ونحو ذلك. وأهمّ جهد كان ابن أبي شنب يقوم به في التحقيق هو وضع الفهارس؛ فهارس الأعلام، والأماكن، والكتب، والموضوعات، والشعر، وغير ذلك. وهنا تظهر مهارته وطريقته ومساهمته. وكأنّ ابن أبي شنب كان على عجل؛ فهو لا يهتمّ بالتنميق ولا بالتطويل، وإنّما كان يقتصر في الأسلوب على ما قلّ ودلّ (وهو أقرب إلى العلمي منه إلى الأدبي)".نماذج من أعماله المحققة:سأعرض لبعض هذه الأعمال بنوع من التفصيل، ليتضح لنا جهد الرجل، وأهمية هذه النصوص ويتبيّن مدى حقيقة ما قيل في منهجه، معتمدين في ذلك على ما أورده هو نفسه في كتبه التي وقفنا عليها، وعلى ما ذكره من أشار إلى تلك الأعمال وغيرها.*رحلة الورثلاني؛ المسماة: نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار: هي رحلة منثورة للعلامة الحسين بن محمد السعيد المعروف بالورثلاني (ت: 1194هـ). تعدّ مصدراً مهمّاً في تاريخ الجزائر، وتاريخ العالم العربي عامّة (تونس وليبيا ومصر والحجاز)، ترجم فيها للعديد من الشخصيات وذكر آثارهم. ومجمل القول، إنّها حوت فوائد تاريخية وجغرافية عالية القيمة. ولقد لقيت هذه الرحلة شهرة منذ أن كانت مخطوطة، على عهد مؤلّفها وما بعده؛ طبعت أوّل مرّة في بداية القرن العشرين طبعاً حجرياً في تونس، عام 1903م، بتصحيح الشيخ علي الشنوفي والأمين الجريدي. ثمّ جاءت طبعة الجزائر، بيير فونتانا عام 1908م، بتصحيح الشيخ محمد بن أبي شنب. واعتمد في ذلك على مقابلة ثلاث نسخ خطية؛ اثنتان منهما يعود تاريخهما إلى عصر المؤلف؛ أي 1768م، والأخرى نسخت سنة 1895م. وأضاف إليها نسخة تونس، وقابل بينها جميعاً. صدر في جزء واحد ضخم، وكان نشرها بطلب من حاكم الجزائر العام آنذاك (جونار). حوت 713ص، مع زيادة خمس صفحات لمقدمة الناشر والمصحّح، منه ترجمة للمؤلّف. وخصّ 105ص، للفهارس الفنية: الأعلام، وأسماء الأماكن والقبائل والأعراش، وأسماء المصادر التي تجاوزت 330 في علوم مختلفة.*الذخيرة السنية في تاريخ الدولة المرينية، لعلي ابن أبي زرع الفاسي: نشره ابن أبي شنب مصححاً ومحققاً، وقد نعت عمله هذا تلميذه عبد الرحمن الجيلالي بقوله: "نشره بالتصحيح الكامل، والتحقيق الدقيق"، وكان ذلك بالجزائر عام 1921م.*البستان في ذكر الأولياء بتلمسان، لأبي عبد الله محمد بن محمد ابن أحمد الملقّب بابن مريم التلمساني: اعتنى بتهذيبه وترتيبه العلامة ابن أبي شنب([b][1])[/b]، فظهرت طبعته عام 1908م، عن الثعالبية. وقد قدّم له بهذه العبارات: "لمّا كان الكتاب المسمّى البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان للشيخ أبي عبد الله... من أعظم المؤلّفات في تراجم العلماء والسادات، بادرنا إلى طبعه لتعميم نفعه، وجمعنا منه نسخاً؛ منها نسخة لمكتبة المدارس العليا الجزائرية محفوظة تحت عدد (2001) ونسختين للمكتبة الدولية الجزائرية محفوظتين تحت عدد (1736) و(1737) ونسخة للسيد وليام مارصي مدير مدرسة الجزائر الدولية.. وزيادة في تحرّي التصحيح راجعنا بعض الأصول التي نقل عنها المؤلّف رحمه الله تعالى، مثل نيل الابتهاج بتطريز الديباج لأبي العباس أحمد بابا التنبكتي السوداني، وبغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد لأبي زكريا يحيى بن خلدون، وروضة النسرين في ذكر دولة بني مرين لأبي محمد عبد الله عمر الشهير بابن الأحمر، وكتاب وفيات الخطيب القسنطيني، وغير ذلك من الكتب. وكما ذكر، فقد أحال في هوامش بعض الصفحات على بعض المصادر التي رجع إليها لتوثيق متن النص، ممّا اعتمده صاحب البستان وغيره.زيادة على ذلك، فقد صنع ابن أبي شنب فهارس للكتاب؛ للتراجم، وأسماء الرجال، وأسماء الأماكن والبلدان والجبال والأنهار، وأسماء الكتب.أعيد طبعه 1986م، من قبل ديوان المطبوعات الجامعية بالجزائر، وهي نفس النسخة التي راجعها ابن أبي شنب. قدّم لها الدكتور عبد الرحمن طالب، معلقاً عليها بأنّ ابن أبي شنب اعتمد عدّة نسخ، وخصّه بفهارس، لكنّه لم يقم بأية دراسة عنه ولا عن صاحبه.وتتمثّل قيمة هذا المصنّف الذي حقّقه ابن أبي شنب في كونه من كتب التراجم الغزيرة؛ فقد ترجم لاثنين وثمانين ومئة عالم ووليّ من تلمسان، أو من عاشوا بها، فأفاد أهل العلم بمسرد طويل من الكتب. ومن الفوائد ما تعلّق بالجانب العمراني؛ إذ ذكر أسماء أمكنة بتلمسان، وما تعلّق بالجانب الثقافي والعلمي في المغرب الأوسط. ومنها المعلومات الاقتصادية والاجتماعية.*عمران الدراية فيمن عرف من العلماء في المئة التاسعة ببجاية، لأبي العباس أحمد الغبريني (ت:704هـ/ 1304م): قال عنه محققه رابح بونار: "استرعى هذا الكتاب نظر المرحوم الأستاذ الدكتور محمد بن أبي شنب، ونال إعجابه فجدّ في البحث عن بعض نسخه المخطوطة وحققه ثم طبعه بالمطبعة الثعالبية بالجزائر سنة 1910م/ 1328هـ... وقد كان نشره لهذا الكتاب عملاً جليلاً خدم به الحركة العلمية وأمدّ المثقفين بزاد فكري يصلهم بماضيهم المجيد".*ديوان عروة بن الورد، بشرح ابن السكيت: تحدّث عنه عبد الرحمن الجيلالي، ذاكراً أنّ عمل ابن أبي شنب في هذا الديوان شبيه بعمله في ديوان (علقمة بن عبدة التميمي)؛ بمعنى أنّه حققه؛ فصدّره بمقدمة أورد فيها ترجمة للشاعر، وعلّق عليه بتعليقات جليلة، وخصّه بفهارس للكلمات المشروحة، وأسماء الرجال والنساء، والقبائل وأسماء الأماكن والبلدان والجبال والأنهار، والأبيات والقوافي. وكان طبعه في 1926م.*ديوان امرؤ القيس، بشرح الأعلم الشنتمري: ذكر عبد الرحمن الجيلالي أنّ شيخه ابن أبي شنب "اعتنى بتهذيب وترتيب (هذا الشرح) والتعليق عليه، ولم يترك فيه شاردة أو نكتة أدبية مفيدة إلا قيّدها. وهو كتاب ضخم كبير، جامع لكل ما ثبتت روايته عن (الشاعر) وإنّه لخزانة علم وأدب ثمينة...".انتقاء محب العلماءمن مجلة التراث العربي | |
|