يقال : إن أساس نهوض الشعوب والأمم هي العلوم الاجتماعية أو الانسانية التي تضبط المجتمع وتنظمه،،،وتهتدي إلى حل مشاكله ومعضلاته،،،حتى يعيش في كنف السلام والاحترام،،ويشعر الكل باحترامه، بل يسري ذلك في عروقهم،،،ولا يألفون غيره،،،وينزعجون للإختراقه بهذا يسود النظام ويعم الانضباط والانصياع للقوانين والنظم،،،فيحترمه الكبير والصغير الراعي والرعية الرئيس والمرؤرس،،،هذا عندما يكون منظرو المجتمع ومالكوا مفاتيحه زمام أموره ومستشاروه ،،،بل أطباؤه الاجتماعيون من خيرة طلبة العلم ونجبائه،،،لا من محدودي الاستيعاب والفهم وكسلائه
إننا نرى ونسمع ونقرأ أن في المجتمعات المتطورة الآن أن هاته العلوم لا يوجه إليها إلا الطلبة النجباء،،،بل خارقوا الذكاء ونافذوه،،،إن هذا الطالب الجامعي الذي يوجه إلى مثل هاته التخصصات والفروع سيربى ويكون كي يكون مستقبلا حلا لمعضلات مجتمعه،،،بل سيكون مرجعا لأمته،،،تعود إليه في شتى أموره
إن التخصصات الاقتصادية والتي ستقيم ميزانية الدول والأمم كي تضبظ مداخيلها ومخارجا كي لا تقع في العجز المالي والافلاس ،،،لا يوجه إليها إلا دقيقوا النظر بل فلتات المجتمع ذكاء وحرصا...
إن في بعض البلاد النامية إن لم نقل المتخلفة لا يوجه إلى مثل تلك التخصصات الحسسات إلى أصحاب المعدلات البائسة،،،بل لا يوجه إليها إلا من لم نجد له تخصصا يدرس بها،،،بحجة أنها علوم تعتمد على الحفظ وهي معربة لا إشكال فيها (مع أني أضع تحفظا بشأن المعدلات المحصل عليها في امتحان البكالوريا،،،فهي لا يمكن أن تعكس بصدف وبدقة مقدار ذكاء الطلبة من بلادتهم)،،،
بل هي مواد تدرس وتهضم كل سنة لا جديد فيها فهي تجتر
أما التخصصات التي نسميها دقيقة وتجريبية فلا يوجه إلها إلا الطلبة المتفوقون النبغ،،بدعوى أنهم فلتتات المجتمع ونخبته،،،،ألا يمكن أن نقول أن هاته العلوم لا تحتاج إلى جهد مضاعف أو على الأقل جهدا يساوي الجهد المبذول في باقي التخصصات والفروع الانسانية،،،أم أنها تخصصات غير معربة في دراستها فتحتاج إلى معدلات أكبر،،،إن الأمر لو كان كذلك لكفى أن يشترط فيها التمكن في اللغات
أم أن المجتمع وذهنيته السائدة هي الني أثرت في التوجيه فجعلت من هاته التخصصات مرأة حسناء لا تدرك إلا بغالي المهور وأبهاه،،،
أنا لا أريد من خلال هاته الخربشات ان أهضم حق التخصصات الدقيقة التجريبية والعلمية،،،ولا أريد أن أنتصر للتخصصات الاجتماعية الانسانية،،،
إني أريد أن أصل إلي شيء هام جدا أحسبه كذلك،،،هي أن كل علم له أهميته وفائدته ونجاعته وعائده على المجتمع إذا أبدعنا فيه وأتقناه،،،فلا فضل لتحصص على آخر ولا لشعبة على أخرى ولا لفرع على فرع إلا بالاجتهاد والمزاحمة بالركب والانكباب عليه تعلما واستماعا وبذلا للوسع