أمـــانــــــي
إذا ماشـئت أن تلقــــى ســـروراً *** وتلقى عـيشة ملئــت حُبـُـوراً
فخذ نُصحي و دع عنـك الأماني *** فــإنـي قد رأيت بها غُــرُورا
ودع دُنيــاك إن بهــا شــــــراكـا *** إذا صـادتك كـنت لهـا أسيـرا
تُـــبين الــشَهد و المخـفـيٌ سَـــمٌ *** زُعافٌ يـُورث القلب السعيرا
تـراهم خلفهـــا يجـرون ســــعيا *** لتلبــسهم براحتهــا حريــــرا
و أعمـوا قلبــهم عَمــا تُخبـــــي *** حُتُوفــا في ثناياهــــا قُبُـــورا
فـسَـل مـاذا ألــم بــأل عَـــــــــاد *** وأين اليوم من دُعـي الأميرا
وأين مـآل من عمــروا وشـادوا *** أقاموا في الـورى مُلكا كـبيرا
ومن وضعوا على الحجاب عَهداُ *** فــلا يُؤواُ كـبيراً أو صــغيراً
وأين مَضى أُولـو التيجان قسـرا *** ولاقــوا في حُتُـوفهم المـصيرا
نـسوا أن الحُظـوظ تجــئ عـدلا *** فمـا بُخـسُـوا ولا ظُلمـوا نقـيرا
ترى الساعات تجري وبك جَريا *** فتلـــك ســـنينُنا تبدوا شُــهورا
وتغرب شمــــسنا في كل يـــوم *** و عنـد مغيبهـــا تُبـدي أمـوراً
فنحــــسب أنـه يـــــوما جــديــدٌ *** فنُظهــرُ عند مشــرقها سُرُوراً
ونـــنسى أنهــــا للعُمـــر أبلــت *** و أن بُزُوغَهــا أفنــى دُهُــورا
فمـــاذا نَرتَجــــي إلا ممــــاتــــاً *** وحتفـاً ســوف يُـوردنا القُبُـورا
فينكشف الغطـاءُ ولا منــاصٌ *** وتُبـزغُ من صحائفنـا سُطُـــورا
فقُـــــم لله واطـــــرح الدنـايـــــا *** فــــإن وراء غَفلتنــا نـُــشُـــورا
ونقُ النفــس من أدران سُـوء *** وأيـــقظ فيــك بالذكــر الضميــرا
وجانب مسلك الشيطان تحظى *** بجنــة ربنـــــا مُلكـــــا كـــــبيراً