منتدى الشريعة والقانون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشريعة والقانون

**وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا**
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء


 

 المنهج النبوي في تربية الطفل

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
المدير العـام
شوقي نذير
شوقي نذير
المدير العـام


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 919
نقاط : 24925
السٌّمعَة : 7

تاريخ التسجيل : 10/02/2010
الموقع : الجزائر تمنراست
العمل/الترفيه : استاذ جامعي
المزاج : ممتاز
تعاليق : من كان فتحه في الخلوة لم يكن مزيده إلا منها
ومن كان فتحه بين الناس ونصحهم وإرشادهم كان مزيده معهم
ومن كان فتحه في وقوفه مع مراد الله حيث أقامه وفي أي شيء استعمله كان مزيده في خلوته ومع الناس
(فكل ميسر لما خلق له فأعرف أين تضع نفسك ولا تتشتت)


المنهج النبوي في تربية الطفل Empty
مُساهمةموضوع: المنهج النبوي في تربية الطفل   المنهج النبوي في تربية الطفل Icon_minitime1الخميس مايو 13 2010, 22:54



المنهج النبوي في تربية الطفل









يقول الخالق عز وجل :" لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر له كثير "


وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) والمربي الأول " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عظوا عليها بالنواجذ ".


إذا كنا مطالبين بالتأسي والاقتداء بسنة رسول الله "صلى لله عليه وسلم في كل الأمور كلها صغيرها وكبيرها فإن الأجدر والأول بنا أن نقتفي أثره في التربية عموما وتربية الأطفال خصوصا لأن هذا سيؤدي حثما إلى تطبيق سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)


من خلال بناء شخص إسلامي متوازنة وقوية .


إن الجماعة الأولى التي رباها الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) على عينة ، ومنحها كل جهده ورعايته وتوجيهه ، والتي اجتمعت لها كل عناصر التربية الإسلامية بكل تمامها ، على يد أعطر مربي في التاريخ ، نحن مطالبون بدراسة وافية لها تفسر لنا أسرار عظمتها وبلوغها ما بلغت إليه من قمم شامخة في كل مجال خاضته .


ماالعناصر التي تكونت منها تلك العظمة الفائقة ؟ وهل هي عناصر "طبيعية " بشرية، أم أن فيها عنصرا خارقا غير قابل للتكرار ؟ وماذا نملك نحن من العناصر التي كونت هذه الأمة وماذا نفتقد، لنعلم المدى المتوقع لنا من النجاح أو الفشل في بلوغ الغاية التي نريد ؟


أما عناصر التربية في الجماعة الأولى فهي : كتاب الله وسنة رسوله ( صلى الله عليه وسلم ) ، مضافا إليها شخص الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) حاجزا بنفسه في ذلك المجتمع وقائما بتعهد هذه الجماعة بذاته الكريمة .


فأما كتاب الله وسنة رسوله فهما حاجزان أبدا ، باقيان أبدا إلى قيام الساعة . أما وجود الرسول ( صلى الله عليه وسلم) بشخصه فهو العنصر الذي لم يتكرر في أي جيل آخر. ولكن لدينا سيرة مفصلة لحياته ( صلى الله عليه وسلم) نجعل كأنه حي بين ظهرانينا.لذا فان وجوده( صلى الله عليه وسلم ) بشخصه ليس شرطا لقيام المجتمع المسلم في صورته العادية، ولتطبيق التربية الإسلامية على مستواها العادي.


أن التربية في عالمنا موهوبة وعلم وفن , موهبة تجعل إنسانا من الناس ، بتركيبه الجسمي والعقلي والنفسي والروحي، أقدر على التربية والتوجيه من إنسان آخر , وعلم وخبرة يتعلمها إنسان من الكتب أو من تجارب الآخرين أو من تجاربه هو الشخصية . وفن يطبق به العلم الذي تعلمه بصورة صحيحة تناسب الحالة التي أمامه .


إن المربي ينبغي أن تكون فيه صفات معينة تؤهله لهذه المهمة الخطيرة ، والتي نجملها كالآتي :


1 – أن يحس الشخص الذي يتلقى التربية أن مربية أعلى منه ،و أنه منه – بالطبيعة – في موقف الآخذ المتلقي ، لا في موقف الند ، ولا في موقف أعلى من موقف المربي ، و تلك حقيقة نفسية تعمل تلقائيا عملها في النفوس .


2 – أن يحس المتلقي أن مربية بالإضافة إلى أنه أكبر شخصية منه عنده ما يعطيه .


3– أن يكون المربي – بالإضافة إلى كبر شخصيته وإلى عنده ما يعطيه- أن يكون حسن الإعطاء. في صورة ترغب المتلقي في آن يتلقى ، لا في صورة تنفر من المتلقي . والضمان الأول لذلك هو الحب . فما يشعر المتلقي أن مربية يحبه ، ويحب له الخير، فلن يقبل على التلقي منه ولو أيقن أن عنده الخير كله . ولكن الحب وحده كذلك قد لا يكفي، فالحب مع اللين.


4 – أن يكون عند المربي المقدرة على الاهتمام بالآخرين، والاهتمام بأن يعطيهم ما عنده من الخير.


5 – أن يكون المربي قادرا على المتابعة والتوجيه المستمر، فالاهتمام وحده لا يكفي أن كان اهتمام اللحظة العابرة. ثم ينقطع بانتهاء اللحظة أو انتهاء المناسبة.


6 – أن يكون المربي قادرا على القيادة مع قدرته على المتابعة والتوجيه. والقيادة موهبة توحي للمتلقي أن يتلقى أولا ، وأن يظمن لما يتلقى ثانيا، ثم أن يطيع ثالثا . وبغير ذلك لا يكون للتوجيه جدوى، ولا يتم من عملية التربية شيء.


أن تصدر الأمر هذا وحده لا يكفي ، ولو كان الأمر صحيحا في ذاته، وضروريا في مناسبته، إنما ينبغي أن تكون لذلك القدرة على جعل المتلقي ينفذ ذلك الأمر، وإلا فالنتيجة أسوأ من عدم إصدار الأمر على الإطلاق.


طفل واحد يتربى في حاجة إلى هذه الخصال الست ، كامة كاملة تتربى ... ولكن شتان في الدرجة بين [url=http://www.adaweya.net/showthread.php?t=13687]الطفل [/url]الواحد والأمة الكاملة. كلما زادت رقعة التربية ، وزاد عدد المتلقين كانت الدرجة المطلوبة من هذه الخصال أكبر.


فكل إنسان قد يصلح – جوازا – أن يكون مربيا في حدود بيته و أطفاله ، ولكن تربية أربعين طفلا في فصل من المدرسة مهمة تحتاج إلى موهبة أكبر ، وإلى قدرة من الخصال المطلوبة أكبر ، إلى علم وتجربة أكبر .


أما قيادة جماعة من البشر ، فهي في حاجة إلى شخصية غير عادية ، موهوبة ومدربة، وذات خبرة تقدر على توفير مطالب التربية لهذه الجماعة . وأما قيادة أمة، فالأمر أخطر بكثير من قيادة جماعة ، وأحوج بكثير إلى مزيد من الخصال الست المطلوبة .......فما بالك بقيادة البشرية ؟ ولقد أعد الله تبارك وتعالى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وهيأه لهذه المهمة الصعبة .


ولكي نعيد بناء الأمة على غرار الجماعة الأولى التي أنشأها رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ينبغي بل يتوجب علينا أن نقتفي أثره ( صلى الله عليه وسلم ) في السلوك والمعاملات ونتأسى بسنته ونهتدي بهديه في تربية الناشئة ، التربية الصحيحة والسليمة , ولهذا الغرض سوف يصحبكم معنا في هذا الباب " المنهج النبوي في تربة [url=http://www.adaweya.net/showthread.php?t=13687]الطفل [/url]" من خلال نمادج وصور في التربية الإسلامية والتي سوف نقدمها لكم عبر حلقات متكاملة ومترابطة .


الحلقة الأولى : بناء الشخصية الإسلامية.


لقد اهتم الرسول صلى الله عليه وسلم) بتربية الأطفال وبذل العناية البالغة باحياء الشخصية فيهم منذ الصغر . يحترمهم ويكرمهم حسب ما يايق بهم من درجة تكاملهم الروحي . وكان يسعى لاحياء الشخصية الفضلة فيهم قدر المستطاع .


وعلى سبيل الذكر ، نذكر نمادج من سلوكه ( صلى الله عليه وسلم ) في تربية أولاده وأولاد المسلمين أيضا .


روي عن أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب- مرضعة الحسين رضي الله عنه – قالت : " أخذ مني رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) حسينا أيام رضاعه فحمله، فاراق ماء على ثوبه، فأخذته بعنف حتى بكى فقال ص : مهلا يا أم الفضل، إن هذه الأراقة الماء يطهرها، فأي شيء يزيل هذا الغبار عن قلب الحسنين؟"


إن مرضعة الحسين ترى في البلل الذي أحدثته على ثوب جده شأنه في ذلك شأن سائر الأطفال عملا منافيا، ولذلك فهي تأخذه من يد رسول الله "ص" بعنف في حين أن ذلك يخالف ملوك النبي "ص" مع الأطفال ومع فلذة كبده الحسين بصورة خاصة.


فالطفل الرضيع يدرك العطف والحنان، كما يدرك الحدة والغلطة بالرغم من ضعف روحه وجسده، ولذلك فهو يرتاح للحنان ويتألم من الغلطة والخشونة إن الآثار التي تتركها خشونة المربي في قلب [url=http://www.adaweya.net/showthread.php?t=13687]الطفل [/url]وخيمة جدا، بحيث أنها تؤدي إلى تحقيره وتحطيم شخصيته وأن إزالة هذه الحالة النفسية من الصعوبة بما كان. ولذلك فإن الرسول "ص" يقول لمرضعة الحسين رضي الله عنه إن ثوبي يطهره الماء، ولكن أي شيء يزيل غبار الكدر وعقدة الحقارة من قلب ولدي؟


هذه الرعاية التربوية نفسها كانت تنال أطفال المسلمين بصورة عامة. فقد كان ينبه الآباء إلى واجابتهم في الحالات المناسبة.


فقد جاء في الحديث :" وكان "ص" يأتى بالصبي الصغير ليدعو له بالركة أو ليسميه ، فيأخذه فيضعه في حجره تكريمة لأهله. فربما بال الصبي عليه فيصيح بعض من رآه حيث بال. فيقول "ص" لا تزرموا بالصبي فيدعه حتى يقضي بوله. ثم يفرغ من دعائه أو تسميته. فيبلغ سرور أهله فيه، ولا يرون أنه يتأذى ببول صبيه


فإذا انصروفوا فإذا انصرفوا غسل ثوبه " بحار الأنوار للعلامة المجلسي


في هذا الحديث ثلاث نقاط جديدة بالملاحظة


الأولى : إن رسول الله " ص" كان يستغل جميع الأساليب والوسائل لاحترام المسلمين وتكريمهم ، ومن ذلك احتضان أطفالهم الرضاع بكل حنان وعطف ومعاملتهم بالشفقة. فأحد أهداف النبي في عمله هذا هو تكريم أولياء الأطفال كما ورد التصريح بذلك في الحديث : " تكرمة لأهله "


الثانية : إن [url=http://www.adaweya.net/showthread.php?t=13687]الطفل [/url]يبول طبقا لحاجته الطبيعية وأداء لعمل فطري ، ولا يدرك في عمله هذا استحسان المجتمع المجتمع أو استياءه.وذلك فإن الرسول
"ص" يقول : لا تغلطوا معه ولا تمنعوه من القبول، دعوه حرا ولا شك في أن إجبار [url=http://www.adaweya.net/showthread.php?t=13687]الطفل [/url]على إمساك ما تبقى من بوله يخالف القواعد الصحية


الثالثة : إن خشونة الوالدين وغلطتهما تؤدي إلى تحقير [url=http://www.adaweya.net/showthread.php?t=13687]الطفل [/url]وإيذاءه وأن الانهيار النفسي للطفل يؤدي إلى نتائج سيئة طيلة أيام العمر . فعلى الراغبين في تنشئة أطفالهم بصورة صحيحة أن يأخذوا من إثارة غبار التألم والاستياء في الضمير الباطن لهم .

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://acharia.ahladalil.com
الريحان
مرتبة
مرتبة
الريحان


الجنس : انثى عدد المساهمات : 191
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0

تاريخ التسجيل : 12/02/2010
الموقع : بلد الحرية
المزاج : متقلبة
تعاليق : لا تجعل الله اهون الناظرين اليك .
( كيف يشرق قلب .صور الاكوان منطبعة في مرآته ؟;أم كيف يرحل الى الله وهو مكبل بشهواته؟,أم كيف يطمع أن يدخل حضرة اللهوهو لم يتطهر من جنابة غفلاته؟,أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته ؟!......

المنهج النبوي في تربية الطفل Empty
مُساهمةموضوع: رد: المنهج النبوي في تربية الطفل   المنهج النبوي في تربية الطفل Icon_minitime1الأربعاء مايو 19 2010, 08:10

صدقت أخي الفاضل وأنا أايدك في طرحك الشيق .
اما بعد
أطفالنا أكبادنا تمشي على الأرض، أنعم الله بهم علينا ليمنحونا السعادة والهناء، وعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي تواجهنا مع أبنائنا منذ نعومة أظفارهم وحتى بلوغهم مرحلة الشباب إلا أنهم يمثلون لنا دائماً وأبداً سبباً قوياً من أسباب الحياة.
وقد تعددت وتباينت- في العصر الحديث- المدارس التي تتناول موضوع تعامل الآباء مع الأبناء وفق منظور علمي أو نفسي مستمد من حاجات المجتمع ومتطلباته، وبالرجوع إلى توجيهات هذه المدارس نجد أن هناك التقاء بينها وبين منهج رسولنا الكريم الذي أتي به منذ ما يزيد على 1400 سنة قبل أن تظهر تلك المدارس بأفكارها وأبحاثها ودراساتها.




* اهتمام الإسلام بالطفولة


أعطى الإسلام اهتماماً بالغاً بالطفولة، وحفظ للطفل حياته منذ تكونه جنيناً وأولاه الرعاية والعناية صغيراً وحظر على الوالدين أن يهملا في تربيته، وقد ترك لنا رسولنا الكريم إرثاً كبيراً من المواقف والقصص والأحداث التي تعلمنا التعامل مع الأطفال وعدم اعتبارهم قصّراً بعيدين عن إدراك ما يحدث حولهم من أمور، والباحث في هذا الإرث يجد مدرسة متكاملة المناهج، ثابتة المبادئ، راسخة الأصول في التربية والتنشئة الصالحة.


من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم:


أولا::


تشجيع الطفل على طلب العلم ومخالطة العلماء، ففي حضور الناشئ مجالس العلماء ومن يكبرونه سناً وقدراً تكريمُ له وتوسيعُ لمداركه وتبصيرُ له بأمور الحياة، ولكن ينبغي على الأبوين تعليمه آداب المجلس وكيفية التخلق فيه فلا يطاول الكبار في مجالسهم أو يتقدمهم بحديث أو كلام.

وقد روي مسلم في صحيحه أن سَمُرَة بن جندب رضي الله عنه قال: لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً، فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالاً هم أسن مني.


ومن القصص التي تروي عن تشجيع رسولنا الكريم للأطفال على طلب العلم.
ما رواه البخاري عن ابن عباس – رضي الله عنه- قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر،
فقال بعضهم: لم تُدخل هذا الفتى معنا، ولنا أبناء مثله،
فقال: إنه ممن قد علمتهم،
قال: فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم قال وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني
فقال: ما تقولون ( إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون) حتى ختم السورة،
فقال بعضهم: أُمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نُصرنا وفُتح علينا، وقال بعضهم لا ندري، ولم يقل بعضهم شيئاً،
فقال لي: يا ابن العباس أكذلك تقول؟ قلت: لا ،
قال: فما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فتح مكة، فذاك علامة أجلك ( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً ) قال عمر ما أعلم منها إلا ما تعلم.

ومن المهم مناقشة الطفل وطلب رأيه فيما يسمعه من أحداث مع توضيح ما غمض عليه منها وفقاً للمرحلة العمرية التي يمر بها.

ثانيا::

المداعبة والتعليم بطريقة اللعب، وهذه من الأمور التي تعتبرها المدارس الحديثة ذات فائدة ونفع في تعليم الطفل وأكثرها أهمية لقربها إلى نفسية الطفل وتكوينه السيكولوجي.

وهناك الكثير من الأحاديث التي تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر هذا النهج وعمل به ومن القصص التي تؤيد ذلك ما رواه الشيخان وغيرهما من حديث أنس رضي الله عنه قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخ يقال له أبو عمير، وكان إذا جاء قال: " يا أبا عمير ما فعل النغير"

والنغير تصغير لكلمة نغر وهو طائر كان يلعب به، فربما حضر الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته فيكنس وينضح، ثم يقوم ونقوم خلفه فيصلي بنا.

وفي هذا الحديث درس كبير في تربية الأطفال وتشويقهم والتودد إليهم بما يحبونه والاستعانة بذلك لتشجيعهم على أداء واجباتهم الدينية ليكبروا ملتزمين مدركين لحقوقهم وواجباتهم.



ثالثا::

التلطف بهم واحترام مشاعرهم ومواساتهم،
فقد روى أنه ذات مرة كان صلى الله عليه وسلم يمشي في السوق فرأى أبا عمير يبكي، فسأله عن السبب
فقال له " مات النغير يا رسول الله "
فظل صلى الله عليه وسلم يداعبه ويحادثه ويلاعبه حتى ضحك، فمر الصحابة بهما فسألوا الرسول صلى الله عليه وسلم عما أجلسه معه،
فقال لهم " مات النغير، فجلست أواسي أبا عمير ".
وفي هذا الموقف بيان واضح لرحمته صلى الله عليه وسلم وعطفه على الأطفال.


رابعاً:

التقرب إلى الأطفال بالهدايا والهبات، ومما يدل على ذلك ما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أخذه قال:
" اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا" ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر.

خامساً:

التأكيد على عدم غشهم أو الكذب عليهم،
ومما جاء في ذلك حديث عبد الله بن عامر رضي الله عنه،
قال: " دعتني أمي ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا فقالت: ها تعال أعطيك"
فقال لها صلى الله عليه وسلم: " ما أردت أن تعطيه؟"
قالت " أعطيه تمرا"، فقال لها: " أما أنك لو لم تعطيه شيئاً كتبت عليك كذبة".
فالكذب على الطفل يفقده ثقته بأبويه ويعطيه شعورا بالاغتراب فينصرف عن الاستماع إليهما ويعمد إلى تقليدهما بالكذب.

سادساً:

التأديب بلطف مع بيان السبب، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ الحسن بن علي رضي الله عنهما تمرة من تمر الصدقة، فجعلها في فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" كخ، كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل الصدقة؟".

ومن هنا نرى كيف يكون التوجيه بحب ولطف بعد المراقبة الدقيقة فإن فشلا تأتي بعدهما القسوة المحببة التي تنبع من قلوب تقصد الخير، لا الانتقام والتشفي.

و لنعلم اذن جيدا

إن أطفالنا نبتات طرية فإذا تركت دون ركائز مالت واعوجت،
فلتكن ركائزنا مستمدة من نهج رسولنا الكريم
ومن ذاك النبع الدافق من الحب والعطاء الذي علينا أن التربية السليمة تبدأ منذ نعومة الأظفار، فما ينشأ عليه الطفل من صغره يصبح ملازماً وراسخاً معه في كبره وقد قال الشاعر:

وينشأ ناشئ الفتيان فينا ***على ما كان عوّده أبوه



__________________
: .**04 .**04 ..%§M 44
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المنهج النبوي في تربية الطفل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أدب الطفل وأهميته في تشكيل شخصية الطفل
» البرنامج التدريبي المنهج المتكامل للصيرفة الإسلامية
» المراهقة :خصائص المرحلة ومشاكلها (تربية الابناء في الاسلام )
» المسجد النبوي الشريف ::: عبر التاريخ :::
» كيف يربي المسلم نفسه تربية إسلامية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشريعة والقانون  :: فضاء الدراسات الإنسانية والإجتماعية و الأدبية :: رواق علم النفس والتربية-
انتقل الى: