منتدى الشريعة والقانون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشريعة والقانون

**وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا**
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء


 

 من أبطال القدس الشيخ أمين الحسيني

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ندى
مرتبة
مرتبة
ندى


الجنس : انثى عدد المساهمات : 41
نقاط : 60
السٌّمعَة : 0

تاريخ التسجيل : 11/03/2010

من أبطال القدس    الشيخ أمين الحسيني Empty
مُساهمةموضوع: من أبطال القدس الشيخ أمين الحسيني   من أبطال القدس    الشيخ أمين الحسيني Icon_minitime1الجمعة مارس 26 2010, 17:25









وُلد
محمد أمين الحسيني في القدس عام 1895وهو ابن طاهر الحسيني مفتي القدس. وكانت
العائلة جاءت من الحجاز منذ استعاد صلاح الدين الأيوبي القدس. نشأ محمد في بيت علم
وتقوى وصلاح، تلقَّى القرآن واللغة العربية والعلوم الدينية في بيت والده.



وكان
أمين يرافق والده دوما للصلاة في المسجد الأقصى وتعتبر طفولة أمين في معظمها
دينية، استطاع أمين حفظ القران وهو في سن العاشرة من عمره، وتمتع أمين شأنه شأن
أطفال القدس بصيام شهر رمضان من كل سنة، وبقضاء عيد الفطر والصلاة في المسجد
الأقصى المبارك، لذلك تأثر أمين بهذه الحياة الدينية في القدس منذ طفولته.



وبالإضافة
إلى هذا فقد درس أمين في مدارس خاصة تدعى «كتاب» وبعد ذلك أكمل دراسته الابتدائية،
والإعدادية في المدارس الحكومية، وكذلك درس لمدة سنتين اللغة الفرنسية في مدرسة
الفرير في القدس.



التحق
بالجامع الأزهر في القاهرة وخلال دراسته بالأزهر أدى فريضة الحج مع أهله فأطلق
عليه لقب الحاج الذي لازمه طوال حياته. وكان لدراسته في مصر وتعرفه على قادة
الحركة الوطنية آنذاك أثر في اهتمامه المبكر بالسياسة.






التحق بكلية الآستانة
العسكرية وتخرج منها ضابطًا، والتحق بالجيش العثماني في ولاية أزمير، وعمل في
مراكز عسكرية أخرى على البحر الأسود حتى نهاية الحرب مما أكسبه خبرة جيدة، كان لها
الأثر الأكبر في شخصيته وحياته.





جهاده في فلسطين


وعى
الشيخ أمين الحسيني مفتي القدس أبعاد قضية تهجير اليهود، فكرس جهوده لهذه القضية
ولم يبخل عليها بشيء إلى أن لقي ربه. عندما احتل الإنجليز فلسطين انصرف الحسيني
إلى تنظيم الفلسطينيين في حركة وطنية شاملة ضد الاستعمار والصهيونية واستجاب له
نفر من أصدقائه فكونوا في القدس أول منظمة سياسية عرفتها فلسطين وهي (النادي
العربي) وانتخب الحسيني رئيسًا لها، وكان لهذا النادي أثر كبير في انطلاق الحركة
الوطنية، وقيام المظاهرات العنيفة ضد الاحتلال الإنجليزي.



تسلم
الحسيني منصب الإفتاء رسميًّا ـ بالرغم من مقاومة الإنجليز لذلك ـ فأعاد تنظيم
المحاكم الشرعية، واختار لها القضاة، ونظم الأوقاف، وعين فيها عددًا من الشبان
المخلصين المثقفين، وأخذ يعمل على تقوية المدارس الإسلامية القليلة وتنظيم أمورها،
كما أنشأ مجلسًا شرعيًا إسلاميًا لفلسطين تألف من مجموعة من العلماء، وعين الحسيني
رئيسًا لهذا المجلس الذي سمي (المجلس الإسلامي الأعلى)، الذي أصبح على مرّ الأيام
أقوى قوة وطنية إسلامية في البلاد، وقام بعدد من الأعمال والإنجازات الهامة منها:
إنشاء دار الأيتام الإسلامية الصناعية في القدس وفتح عشرات المدارس في البلاد،
وقام باسترجاع أراضي الوقف الإسلامي التي كانت حكومة الانتداب تسيطر عليها، وتولى
إدارتها، وأنشأ العشرات من المحاكم الشرعية، وعين المئات من الوعاظ والمرشدين،
فضلاً عن إنشاء فرق الجوالة والكشافة الإسلامية والجمعيات الخيرية والنوادي
الأدبية والرياضية، وإصلاح المسجد الأقصى المبارك والصخرة المشرفة وإنقاذها من
الأخطار التي كانت تتهددها بالانهيار، وقد تم ذلك بأموال الأوقاف وتبرعات العرب
والمسلمين في شتى أنحاء العالم.



استطاع
الحسيني أن يجعل لنفسه من خلال المجلس نفوذًا سياسيًا ساعد على مواصلة النشاط
والجهاد، بالرغم من المعارضة القوية التي كانت موجهة إليه وإلى الحركة الوطنية
معًا، وقد قامت هذه المعارضة في البداية على التنافس العائلي على منصب رئيس بلدية
القدس، وكانت ركائز هذه المعارضة البلديات التي يسيطر عليها الإنجليز، وأركانها
رؤساء هذه البلديات، والإنجليز كانوا يغذونها، وأطلق المعارضون على أنصار الحركة
الوطنية اسم (المجلسيين) نسبة إلى المجلس الإسلامي الأعلى الذي رأسه الحاج أمين،
واختاروا لأنفسهم اسم (المعارضون) ومن هؤلاء المعارضين عائلة النشاشيبي والشقيري،
وهكذا انقسمت البلاد إلى فئتين وكان لهذا الانقسام أثره في حياة فلسطين، وفي
حركتها الوطنية، حيث أثارت المعارضة الفتن، والشغب على المجاهدين، وكانت تستعين
على هذا بما تتمتع به من عون من الإنجليز واليهود تحقيقًا لمبدأ فرق تسد!! فتستجيب
لها وتقع في مصيدتها بعض النفوس الضعيفة.



كان
الحاج أمين القوة الدافعة للحركة الوطنية، ومركز الثقل في المقاومة الفلسطينية،
والعنصر الفعال الموجه في المحيط العربي الفلسطيني، السياسي والوطني على السواء،
هذا بالإضافة إلى الدور العظيم الذي كان يقوم به في مضمار الشؤون الإسلامية، مما
حفز الإنجليز وأعوانهم اليهود إلى مقاومته والتخلص منه.



وفي
أواخر تموز 1929 وقع اصطدام عنيف بين الفلسطينيين واليهود في ساحة البراق الشريف
بسبب محاولة اليهود اقتحامه وفرض سيطرتهم عليه، ووقف الإنجليز إلى جانب اليهود،
وامتدت الاصطدامات وأخذت تتوالى حتى حصل الانفجار الكبير يوم الجمعة 23 آب والذي
يعرف (بثورة البراق) حيث حدثت اشتباكات في جميع أنحاء المدينة وغدت الشوارع مسرحًا
لقتال العرب واليهود، وكانت حصيلة هذه الاشتباكات التي انتهت في 30 آب مقتل وجرح
450 من اليهود و348 من العرب.



مؤتمر
القدس 1931



لما
رأى الحسيني انحياز الإنجليز مع اليهود، لجأ إلى قوة العالم الإسلامي مستندًا إلى
مكانته الدينية، ودعا إلى عقد مؤتمر إسلامي رسمي في القدس، يشعر سلطات الانتداب
بأن عرب فلسطين ليسوا وحدهم، فهناك الملايين من العرب والمسلمين يساندونهم. وافتتح
المؤتمر الإسلامي العام رسميًا يوم الإسراء 7/ 12/ 1931، حضره حشد كبير من العلماء
والشخصيات السياسية، استنكروا فيه جميع أنواع الاستعمار وفي أي قطر من الأقطار
الإسلامية، كما وضع المؤتمر قرارات رئيسية أهمها: وضع نظام لعقد المؤتمر كل سنتين،
إنشاء جامعة إسلامية في القدس باسم (جامعة الأقصى)، التعاهد بالدفاع عن البراق،
إيجاد دائرة معارف إسلامية، تأسيس شركة زراعية لإنقاذ الأراضي ومساعدة الفلاحين
والقرويين وأرباب الحرف، وإيجاد شركات تعاونية للتسليف.



التشكيلات
السرية لمقاومة اليهود



عندما
تدفقت الهجرة اليهودية على فلسطين، ازداد نشاط الحركة الوطنية وقامت بعدة مظاهرات
يترأسها الشيخ موسى كاظم الحسيني، وتعاقبت المظاهرات، وأخذ الوضع يتأزم بمرور
الزمن خاصة بعد قيام اليهود بتهريب الأسلحة على نطاق واسع، وتوزيعها على
المستعمرات اليهودية، وتشكيل عصابات سرية للإرهاب والتخريب، مما جعل الحاج الحسيني
يؤلف لجان سرية من شبان فلسطين لشراء السلاح من داخل فلسطين ومن سورية ومن لبنان
والعراق وشرق الأردن، ونقله إلى فلسطين، كما أقام المفتي مراكز سرية في عدة مناطق
فلسطينية لتدريب الشبان المؤهلين على استعمال السلاح وحرب العصابات مستعينًا بعدد
من كبار الضباط العرب المتقاعدين (من فئة الضباط الناجحين في العهد العثماني)، كما
شكل مجموعات مسلحة من الوطنيين الصامدين في بعض أنحاء فلسطين في الشمال، وكان
الشيخ علي رضا النحوي مسئولاً عن هذا التنظيم، أما المناطق الجنوبية وخاصة القدس،
فقد كون الشبان الوطنيون تنظيمًا بقيادة عبد القادر الحسيني أطلقوا عليه اسم
(الجهاد المقدس).



توالت
الاشتباكات المسلحة بين العرب واليهود بسرعة فائقة، مما أدى إلى إعلان الإضراب
العام الذي شمل البلاد كلها، وهو ردة فعل فورية إزاء الأخطار المحدقة بالبلاد إثر
الهجرة المكثفة لليهود، وانتقال ملكية الأراضي لليهود، وحرمان العرب من أي نوع من
أنواع الحكم الذاتي. واستمر الإضراب في تصاعد مستمر، ودعا المفتي إلى الوحدة
الوطنية بين الأحزاب الفلسطينية وانتخبوا لجنة برئاسة الحاج الحسيني وعضوية ممثلي
الأحزاب الستة أطلقوا عليها اللجنة العربية العليا، حيث أعلنت هذه اللجنة قرارها
بالاستمرار في الإضراب العام إلى أن تمنع الحكومة البريطانية الهجرة اليهودية
منعًا باتًا، وتمنع انتقال ملكية الأراضي لليهود، وتوافق على إنشاء حكومة وطنية
مسئولة أمام مجلس نيابي، إلا أن الحكومة البريطانية لم تأبه بمطالب اللجنة العليا،
وأصدرت تقريرًا يقتضي تقسيم البلاد إلى ثلاث مناطق (منطقة عربية تضم إلى شرق
الأردن، منطقة يهودية تشمل أجود الأراضي الساحلية وتمتد من حدود لبنان إلى المجدل
عبر سهل مرج بن عامر وبيسان والجليل، ومنطقة واقعة تحت الانتداب البريطاني).



الاعتصام
في المسجد الأقصى


أعلنت اللجنة العربية العليا رفضها قرار التقسيم، لذا
اعتبرت بريطانيا المفتي العقبة الوحيدة أمام حل القضية الفلسطينية والتفاهم مع
اليهود، ورأت ألا تترك الساحة خالية لنشاطه، بل عليها أن تقيله من مناصبه وخاصة
رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى، وأن تبطش به وبالفريق المتصلب من المتطرفين،
فاقتحمت مقر اللجنة العربية العليا لاعتقال المفتي، لكنه نظرًا للحراسة المشددة
التي تحيط به تمكن من الإفلات والاختباء في بيته الواقع بين أروقة المسجد الأقصى
مما تعذر على الإنجليز دخوله خوفًا من انتهاك حرمة المكان، ولفت الرأي العام
العربي لعملهم هذا، واستمرت تحاصر المكان مدة 3 أشهر قطعت خلالها البريد والتلفون
والكهرباء، فعاش المفتي في عزلة تامة عن العالم. وخوفًا من نشوب القتال في ساحة
الحرم بين المجاهدين الذي جاؤوا لحماية زعيمهم وبين الأعداء، قرر المفتي مغادرة
البلاد، وقبل مغادرته كان قد أعد بيانًا دعا فيه الشعب لاستئناف حمل السلاح في 15
تشرين أول 1937
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مرتبة
مرتبة
ندى


الجنس : انثى عدد المساهمات : 41
نقاط : 60
السٌّمعَة : 0

تاريخ التسجيل : 11/03/2010

من أبطال القدس    الشيخ أمين الحسيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أبطال القدس الشيخ أمين الحسيني   من أبطال القدس    الشيخ أمين الحسيني Icon_minitime1الجمعة مارس 26 2010, 17:29

جهاده خارج فلسطين





ولم يكن الشيخ أمين
الحسيني مجاهدًا على أرض فلسطين وحدها؛ بل كان كالغيث أينما وقع نفع، فجاهد لأجل
البوسنة كما جاهد لأجل فلسطين، وأيد الثورة في العراق ضد الاحتلال، وطالب بتحرير
كل أراضي المسلمين من تحت وطأة المحتل بعد نهاية الحرب



الهروب
واللجوء السياسي



استطاع
المفتي التسلل والفرار ـ بعد تعرضه لمشاق كبيرة ـ إلى لبنان، وعند وصوله قامت
مظاهرات تأييد له واحتجاجًا على السلطات الفرنسية التي قررت نفيه إلى باريس لكنهم
تراجعوا، وفي هذه الأثناء حلت الحكومة البريطانية اللجنة العليا ونفت الزعماء إلى
الخارج، لكن الحسيني قبل خروجه من فلسطين أعد لاستئناف الثورة، فلما نجح في
الإفلات تفجرت الثورة مرة أخرى، وجعل يشرف على إدارتها من لبنان ، كما كون اللجنة
المركزية للجهاد



جهاده
في العراق



تأزمت
الحال في صيف 1939 في أوروبا، وتقاربت فرنسا وبريطانيا، وطلبت بريطانيا من فرنسا
أن تضيق الخناق على المجاهدين الفلسطينيين في سورية ولبنان، ووضع المفتي تحت
المراقبة الشديدة من مختلف طبقات المجتمع من موظفي الأمن العام حتى التجار إلى
الباعة، لكن بفضل الله ورعايته استطاع في غفلة من الفرنسيين الفرار إلى العراق بعد
مكوثه سنتين في لبنان.



كان
العراق في تلك الفترة يتمتع باستقلال نسبي، وكان أكثر البلدان العربية ملاءمة
لقبول لجوء المفتي إليه، وكان قد وصل إلى العراق قبله مائتا مجاهد فلسطيني، فأظهر
لهم الشعب والحكومة العراقية كرمًا عظيمًا، وبانتقال سماحته إلى بغداد أصبح العراق
مركز الثقل للقضية الفلسطينية. وفي العام الأول من وجوده في بغداد قام بتأسيس (حزب
الأمة العربية) وقد كان للحزب دستور تلخصت أهدافه السياسية بالاستقلال للبلدان
العربية من نير الاستعمار والوحدة بينها، وقد تألفت النواة الأولى للحزب برئاسة
المفتي، فانضم إلى هذا الحزب السري عدد من السياسيين والعسكريين العراقيين وعدد من
السياسيين العرب الذين كانوا في العراق في ذلك الوقت. انتهز المفتي فرصة وجوده في
بغداد، فطلب من السلطات العراقية أن تقوم بتدريب الفلسطينيين تدريبًا عسكريًا،
ودخل عدد كبير منهم في مدرسة ضباط الاحتياط وحصلوا على شهادتها، وكذلك في كلية
الأركان والمعاهد العسكرية وأتموا تدريبهم فيها.



كان
الحاج أمين يتمتع بسمعة وطنية كبيرة من جميع الأطراف في العراق، ازدادت نقمة
الإنجليز على المفتي أمام هذا العمل الدؤوب الذي كان لصالح العراق وقضية فلسطين،
وزاد هذه النقمة أنه استطاع أن يحسن الجو بين السعودية والعراق، مما أدى إلى تهيئة
البلدين لتحقيق وحدة مستقبلية.






حاول
الإنجليز اعتقال المفتي، لكنه استطاع الإفلات من أذاهم والهروب إلى إيران، ولم تطل
إقامته هناك بسبب احتلال القوات الروسية والبريطانية المشتركة للعاصمة طهران حيث
كان يقيم، واستطاع بعد جهد ومشاق، السفر إلى إيطاليا عبر تركيا بمساعدة الطليان،
ومن إيطاليا توجه إلى ألمانيا، حيث حل ضيفًا على الحكومة الألمانية.



وأثناء
إقامة المفتي في ألمانيا، وصل إليها رشيد عالي الكيلاني، فتقدم الاثنان بعدة
مشاريع لتصريح رسمي أو معاهدة بين العرب والمحور تضمن للعرب الاعتراف من قبل
المحور بالحرية والاستقلال للأقطار العربية الواقعة تحت الحكم البريطاني، وبالعمل
للقضاء على الوطن القومي اليهودي في فلسطين، وبعد موافقة هتلر تمكنا من الحصول على
تعهد رسمي من ألمانيا وإيطاليا موقع عليه من وزيري الخارجية الألماني والإيطالي،
مؤيدًا مطالبهم وموضحًا استعداد الحكومة الألمانية للمشاركة مع العرب في الكفاح ضد
العدو المشترك الإنجليز واليهود حتى يتحقق النصر.



كما
طلب المفتي من السلطات الألمانية أن توسع مجال عملها بشكل يتمكن فيه كل العرب
المقيمين في بلاد المحور من الانضمام إلى الجيش الألماني للتدريب وتكوين جيش عربي،
وبالفعل قررت الحكومة الألمانية إنشاء (الجيش العربي) ومد هذا الجيش بالأسلحة
اللازمة، ولتحقيق هذا بنى الألمان مستودعًا كبيرًا تخزن فيه الأسلحة الخفيفة،
ووضعوا تحت تصرف الجيش أربع طائرات لنقل العتاد ووضعه في مخابئ سرية لتدريب
المجاهدين في فلسطين.



الشيخ
أمين الحسيني والبوسنة



أثناء
إقامة المفتي في ألمانيا سمع بالمآسي التي حلت بالشعب البوسني المسلم عندما تصارعت
عليه القوميتين الكرواتية والصربية، حيث اجتمع بزعماء بوسنة وهرسك، وبعد البحث
معهم ومع قيادة القوات الألمانية في كيفية المحافظة على حياة البشانتة ومنع وقوع
المذابح فيهم، وافقت الحكومة الألمانية على تجنيد الشبان منهم وتسليحهم للدفاع عن
أنفسهم وعائلاتهم، كذلك اتفق المفتي مع السلطات الألمانية على إنشاء معهد للأئمة
لتوزيعهم على وحدات الفرق البوسنية الذين زاد عدهم عن 100 ألف مقاتل، وقد أنشأ
المعهد واختير له عدد من علماء البشناق لتوجيه أولئك الأئمة، وأنشأ المفتي كذلك
بالاتفاق مع الألمان معهدًا آخر في (دردسن) لتخريج الأئمة .



ولما
شرع الحلفاء بالزحف على الأراضي الألمانية عام 1945 انتقل المفتي إلى باريس، ومن
باريس إلى مصر حيث حل ضيفًا على الملك فاروق.



الهيئة
العربية العليا لفلسطين



وفي
مصر قام المفتي بتشكيل الهيئة العربية العليا لفلسطين برئاسته حيث نظم الحركة
الوطنية الفلسطينية تنظيمًا حديثًا، وقرر إعداد الشعب لخوض الكفاح المسلح ضد
الصهيونيين والإنجليز، كما أعاد تنظيم جيش الجهاد المقدس وأسند قيادته إلى عبد
القادر الحسيني وأنشأ المفتي كذلك منظمة الشباب الفلسطيني التي انصهرت فيها منظمات
الفتوة والجوالة والكشافة .



وبالرغم
من الاستعدادات العربية إلا أن ميزان القوى بين العرب واليهود في كل النواحي لم
يكن متكافئًا، وحدثت النكبة في 14 أيار 1948، ظل المفتي بعدها يعمل للدفاع عن قضية
فلسطين حيث ألف حكومة فلسطينية في منطقة غزة برئاسة أحمد حلمي عبد الباقي أطلق
عليها (حكومة عموم فلسطين) لتتولى شؤون الكفاح. لكن التواطؤ والمؤامرات على القضية
ظل مستمرًا يجمد نشاط وعمل هذه الحكومة بعد أن أرغمت على الانتقال إلى مصر، وكذلك
حُرمت الهيئة العربية العليا من حرية العمل والنشاط، وأغلقت في وجهها الصحف
والمجلات ومحطات الإذاعة، بينما واصل الأعداء مساعيهم لتصفية القضية وكانت خطتهم
الجديدة نقل القضية من أيدي أصحابها إلى الجامعة العربية، فتقرر إنشاء (إدارة خاصة
بفلسطين) في مجلس الجامعة تتولى القضية الفلسطينية من جميع نواحيها.



قامت
في مصر ثورة يوليو 1952 فاستبشر المفتي خيرًا، ورحب بالعهد الجديد برئاسة جمال عبد
الناصر، إلا أن روائح الحل السلمي للقضية بدأت تطل من جديد، فخمدت قضية فلسطين
وتحولت إلى قضية لاجئين، واتفقت الأمم المتحدة مع الرئيس جمال عبد الناصر على حل
القضية خلال عشر سنوات مقابل ثلاثة آلاف مليون دولار تدفع لمصر وسورية والأردن
ولبنان مقابل توطين اللاجئين من فلسطين.



وفجأة
وبدون سابق إنذار، هبت الصحف المصرية الخاضعة لإشراف الحكومة تشن حملة قاسية ضد
الهيئة العربية العليا ورجالها، وتعرضهم لاتهامات باطلة وافتراءات كاذبة جزاء
تنبيههم الفلسطينيين والرأي العام العربي لذلك الاتفاق الذي تم بين عبد الناصر
وهيئة الأمم المتحدة، مما اضطر المفتي ورجاله مغادرة القاهرة إلى لبنان عام 1959.



استأنف المفتي نشاطه في سبيل فلسطين من العاصمة اللبنانية، وظل ينبه
الزعماء العرب إلى الخطر الصهيوني والمطامع اليهودية التي ستتعدى فلسطين إلى الأقطار
المجاورة، ومد نشاطه إلى الدائرة الإسلامية حيث كان يرأس مؤتمرات إسلامية في مكة
المكرمة، نشأت عنها مؤسسة دائمة باسم (مؤتمر العالم الإسلامي) برئاسته، وظل يشغل
هذا المنصب طيلة حياته، إلى أن توفي ـ رحمه الله






وكان الشيخ أمين
الحسيني قد أصدر فتوى اعتبرت من يبيعون أرضهم لليهود والسماسرة الذين يسهلون هذه
العملية خارجين عن الدين الإسلامي ولا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين. ونشط في شراء
الأراضي المهددة بالانتقال إلى أيدي اليهود وضمها إلى الأوقاف الإسلامية.



ظل أمين
الحسيني فارسًا في الميدان، لم يأبهْ بتقدُّم السن ولا اعتلاء الشيب حتى وافته
المنية يوم 14 يوليو 1974م، ودُفِن في مقبرة الشهداء بعد رحلةِ جهاد كبيرة.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ندى
مرتبة
مرتبة
ندى


الجنس : انثى عدد المساهمات : 41
نقاط : 60
السٌّمعَة : 0

تاريخ التسجيل : 11/03/2010

من أبطال القدس    الشيخ أمين الحسيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أبطال القدس الشيخ أمين الحسيني   من أبطال القدس    الشيخ أمين الحسيني Icon_minitime1الجمعة مارس 26 2010, 17:32

قالوا
عنه



عقبت
الصحف البريطانية على وفاة الحاج المفتي أمين الحسيني ـ رحمه الله ـ بهذه الكلمات (مات عدو الصهيونية والإمبراطورية البريطانية)



ويذكر
الأستاذ محمد علي علوبة باشا أن الحاج أمين الحسيني كان ينفق كل دخله على حركة
الجهاد العربية، ولم يكتفِ بذلك، بل سافر للهند لجمع اكتتاب من مسلمي الهند
لفلسطين.



وصفه
الإنجليز بأنه رجل يشعر المرء بالراحة عند التكلم معه، ولكنه بطيء الكلام، حذر جدا
عند التعبير عن رأيه، وقد جاء في التقرير السري الذي أعد لوزارة المستعمرات
البريطانية، إن المفتي هو قائد سلم مخلص لوطنه، وللحركة الإسلامية.



وقال
جان مارلو الذي عرف المفتي جيدا: «إن المفتي هو الشخصية الوحيدة التي سيطرت على
فلسطين ما بين الحربين العالميتين، إنه رجل قوي، طموح، قاسي القلب، فكاهي، عفيف
النفس».



أما عائلته فوصفته بأنه
رجل متدين، لم يكن عنده وقت لتسلية النفس، كل وقته عمل، كان يسهر حتى منتصف الليل،
كل يوم يعمل لأجل وطنه فلسطين، كريم النفس، دائمًا يحفظ السر لنفسه، لا يطلع عليه
أحدًا حتى عائلته.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
وردة 15
مرتبة
مرتبة
avatar


عدد المساهمات : 102
نقاط : 188
السٌّمعَة : 1

تاريخ التسجيل : 30/04/2010

من أبطال القدس    الشيخ أمين الحسيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أبطال القدس الشيخ أمين الحسيني   من أبطال القدس    الشيخ أمين الحسيني Icon_minitime1الجمعة أبريل 30 2010, 23:12

مشكورة أختي على الموضوع سلمت يداك على معلومات هذا البطل اللهم طهر المسجد الأقصى
من دنس اليهود
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من أبطال القدس الشيخ أمين الحسيني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» زاوية الشيخ الشيخ سيدي لعموري لتعليم القرآن الكريم وعلومه
» أدب العلماء (رثاء الشيخ القرضاوي في الشيخ الطنطاوي)
» في القدس..
» مدينة القدس
» الشيخ رجب .. و بيع البطيخ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشريعة والقانون  :: الفضاء التاريخي :: رواق الأعلام-
انتقل الى: