|.| هل يجب أن نموت لنعيش !!؟ |.|

قد تكتسي مثل هذا التساؤل الغرابة وقد تعتريه الريبة وقد يقول أحدكم : إنَّ الرجل يهذي ولا شك وبه مسٌِّ من جنون .
فأي دنيا يُمكن أن يأملها من لفظ أنفاسه ؟
وأي حياة (دنيوية) يُمكن أن يرجوها من إنتقلت روحه لبارئها ؟

أُقرُّ أن التساؤل لامس مخيلتي وأنا أقرأ كل يوم عن شبابٍ (وليسوا وحدهم)يضعون حدًِّا لحيواتهم.
حكاياهم تملأ صفحات جرائدنا وجثثهم تملأ مقابرنا !
يطلبون الحياة (وهذا حقّهم) بالإرتماء في أحضان الموت (وذاك ليس من حقهم).
شباب (بل جحافل منهم) يرمون بأنفسهم في البحر يرومون جنّةً وهمية وراء الضفة الأخرى وأخرون إعتقدوا أنهم وجدوها (الحياة) في سيجارة مُخّدرة تجعل حيواتهم تتلاشى كما يتلاشى دخانها .
منهم من إختار زاوية منسية يطرق من خلالها باب النسيان الأبدي ومنهم من إختار موتا إستعراضيا يرفض به عروض دنيا لا تتماشى وطموحاته !
كلّهم أرادوا الحياة .....ولم يجدوا طريقا لها إلا الموت !

لست أبغي هنا تبرير فعل الموت الإرادي (وهل يمكن تبريره؟) فهو حرام شرعا ولست أبدا أنفي مسؤولية الشباب عن سلوكهم ذاك مهما حاولوا تبريره ولكن أريد الإستفهام :
أليس من السهل جدا على من لا يحيا معاناتهم (وليست بالضرورة مجرد لقمة عيش) أن يصمهم بالجنون؟
أليس أفضل لهؤلاء بدلا عن ذلك أن يتساءلوا : لماذا يفعل شبابنا ذلك ؟
وخاصة لماذا لا نسعى أن نمنحهم الحياة بدل الموت ؟

فسحة أمل وحياة لقلمك أن يرسمها .

أخي الانسان مكون من مادة وروح إذا تغلبت المادة وطغت عن الروح تجد غياب أحد عناصرها يسبب للإنسان تعاسة وضنكا في العيش ويأسا مما يدفعه -عند عدم تلبية هذه الحاجة-إلى الانتحار وهو محرم شرعا وعرفا أما إذا طغت الروح على المادة تجد الإنسان يؤمن بأنه خلق في كبد مثلما جاء في القرآن الكريم ومهما ضاقت به الدنيا فله رب حكيم رحيم عالم بحاله وما كان له أن يظلمه فيرضى بقضائه وحكمه وهو في ذات الوقت يسعى لما فيه خير له في الدنيا والآخرة لأنه يعلم أن الدنيا دار ابتلاء وهي فانية وأن داره الباقية هي الآخرة لهذا لا الفقر ولا الحاجة ولا البطالة تقنط المؤمن من رحمة ربه فيرتكب جريمة في حق نفسه لكن هناك نوع حقا من يطلب الحياة بالموت وهو الشهيد في سبيل الله .

** موتو قبل أن تموتو **

ما عهدنا منك هذا الرد إطلاقا قد تكون زلة قلم في لحظة شرود وأنت صاحب القلم الرسالي فهؤلاء عليهم أن يحيوا قبل أن يموتوا ولنا في سيرة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام خير دليل عندما مرت عليه جنازة رجل يهودي فبكى فسأله صحابته الكرام مايبكيك فهذا يهودي قال أبكي على نفس انفلتت مني ولم تعرف حقيقة هذا الدين ذهبت إلى النار ولم تدخل الجنة.
فهؤلاء والله نشفق عليهم أن قلوبهم لم تلامس حقيقة هذا الدين ولم تذق حلاوة الإيمان وإلاّ ما فكروا في الانتحار لحظة واحدة

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله واله ومن والاه

مهما تغيرت الظروف فإن الفكرالاصيل يبقى على اصالته ومهما تبدلت الاحوال فإن الكلام المحكم بالدليل ييبقى على احكامه فالاصالة والاحكام اساس الثبات والدوام فالمقولة فريدة من نوعها خاصة إذا كانت من قائد عظيم السيد علي كرم الله وجهه

لابد للانسان ان يعلم بحقائق المبداء والمعاد والصور البرزخية واحوال الجنة والنار فلايقر لك قرار وعليك أن تصرف كل وقتك في إعمار عالم البقاء وان تهرب من هذه الدنيا ومغرياتها فأنت عالم بما هنالك من مصائب وظلام وعذاب لايطاق اذاً لماذا لا تتقدم ولو خطوة واحدة خارج حجاب الكلمات والالفاظ والمفاهيم ولم تؤثر في قلبك البراهين الفلسفية قدر جناح ذبابة إذا انت خارج عن زمرة المؤمنين والحكماء

المشاركة من راسم الابتسامة سيد العطفي