محب العلماء مرتبة
الجنس : عدد المساهمات : 33 نقاط : 69 السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 20/03/2010
| موضوع: درس "الاختيار" ما بين الثقافة وكرة القدم .. الإثنين يونيو 21 2010, 22:14 | |
| درس "الاختيار" ما بين الثقافة وكرة القدمماذا كان سيقول الروائي والكاتب رابح بلعمري لو أنه شاهد، وهو الضرير، مباراة الجزائر مقابل سلوفينيا؟ وماذا كان سيقول طه حسين لو أنه رأى، وهو الذي لا يرى، الجزائر تشارك في تصفيات كأس العالم إلى جانب الكبار وفي بلد نلسون منديللا؟كانا سيقولان وكانا سيتساءلان:حتى وإن أخفقوا، فلعبة كرة القدم انتصار لهذا وهزيمة لذاك، وهي كذلك من حيث توهجها لأنها انتصار وهزيمة، ليست هزيمة الحروب إنما هزيمة العشاق، أو هزيمة شعراء النقائض، ولكن بعيدا عن الانتصار والهزيمة كيف يمكننا أن نقرأ هذه التجربة الجزائرية في التحدي الرياضي؟ كيف يمكننا أن نقرأ هذا الوجود الجزائري إلى جانب الكبار في جنوب إفريقيا من حيث الرموزية؟.. وقال رابح بلعمري وهو يعلق على المباراة التي رآها بقلبه، رآها رؤية الحلاج:كيف يمكننا استثمار هذه التجربة الانتصارية في مجالات أخرى من حياتنا الثقافية والتربوية والعلمية والسياسية؟أولا: من ثلاثة وعشرين لاعبا يبدو أن عشرين منهم هم من مزدوجي الجنسية، ولكن هذه الازدواجية حتى وإن كانت جزائرية فرنسية، وهي الازدواجية الأكثر واقعية والأكثر حساسية، فإنها لم تكن عائقا في تفجر الوطنية في قلوب اللاعبين، ولم تكن حاجزا سيكولوجيا في تذكية نار الوطنية ورفع وتيرتها عند اللاعبين كما عند المناصرين. كانت الجزائر في القلب... وقال رابح بلعمري وهو يرى التفاصيل في التفاصيل، فيختلط لديه كلام الرياضة بكلام الرواية، وهو يذكرنا بالأيديولوجيا العنصرية في كتابات لوي برتراند:ثانيا: حين استعان المدرب رابح سعدان بمثل هذه الطاقات الخلاقة في نجوم كرة القدم النازلين من الدم الجزائري، كان يبحث أولا وقبل كل شيء عن انتصار الراية الجزائرية، عن انتصار النشيد الوطني وهو يرتل من أعالي المنصات، كان وهو يختار الأكثر إبداعا واحترافية يريد أن يعيد للجزائر أبناءها، جميع أبنائها، ويعيد الجزائر، كل الجزائر الواسعة، لأبنائها على اختلاف جغرافياتهم التي يقيمون بها الآن وعلى اختلاف ألسنتهم التي بها يتحدثون عن حب الجزائر.وفي هذا الاختيار الذكي وغير المؤدلج، بعيدا عن الشوفينية الضيّقة، وقريبا من عشق الجزائر المنتصرة والكبيرة، جزائر الحلم والتعدد والمتعدد، جزائر حلم بها محمد ديب وكاتب ياسين ورضا حوحو ومحمد قنانش وجان سيناك وعبد الله بوخالفة وصفية كتو والطاهر جاووت، في هذا الاختيار الجريء والحداثي، كان رابح سعدان يريد أن يعطي درسا، لبعض أطياف الطبقة السياسية الذين، إخفاءً لمحدودية تفكيرهم ومحدودية مخيالهم السياسي الذي لم يتجاوز سنوات الخمسينيات، لايزالون متشدقين بشعارات أساسها "وطنية مزكومة" أو "وطنية تشبه الياوورت الذي انتهت مدن صلاحيته" منذ زمان.كانت الجزائر في جنوب إفريقيا جزائر تمتد من الماء إلى الماء، يمتد حلم أبنائها من حيث يوجد أي جزائري في أية أرض إلى حيث توجد الجزائر. من حيث توجد الجزائر إلى حيث يقيم الجزائري، لأن الجزائر تكبر بقدر ما يكبر الحلم الجغرافي الذي يسكن الجزائري الذي لا يتردد في التموقع في بلاد الله الواسعة مبدعا وكبيرا وسيدا ونجما وبسيطا أيضا... وقال الشاعر رابح بلعمري وهو أكثرنا ارتباطا بتراثنا الشعبي جمع منه الكثير نثرا وألغازا وحكايات شعبية جزائرية:حين كان اللاعبون الذين تشبثوا بحبل وألوان العلم الوطني ونشيد قسما وبهاء صورة مفدي زكريا وجنات الشهداء، حين كانوا يصارعون على الميدان، انتصروا أم انهزموا لا يهم، كانت قلوبهم تخفق لشيء واحد، كانت تخفق للجزائر من بئر العاتر إلى باب العسة.وفال الحكيم رابح بلعمري الذي يشبه سقراط في النظر ويشبه في ذلك أيضا طه حسين صاحب كتاب "مستقبل الثقافة في مصر":ثالثا: أما يحق لنا والشعب الجزائري يشد على قلبه وهو يتابع أبناءه الذين يرفعون رايته قي بلاد منديللا، أما يجب علينا أن نراجع تقاليد وطرق ومضامين علاقتنا مع أبناء هذا البلد المتواجدين في أركان الأرض الأربع؟ إننا ظلمناهم كثيرا، نسيناهم كثيرا، حاربناهم كثيرا، قاطعناهم كثيرا.رابعا: أما يحق لنا اليوم ونحن نرى كيف يتعلق الشعب بالابن المنتصر المشرف للجزائر والقادم من جغرافية أخرى ولكنه بقلب جزائري نابض بالحب لذاكرة الأجداد، أما يحق لنا أن نعيد هذه ونستثمر هذه التجربة في حقول أخرى. أما حان الوقت وعلى الطريقة ذاتها وبعيدا عن الإيديولوجية المريضة والمعطوبة أن نجمع كتابنا في المهجر، أن نعيدهم إلى شعبهم، أن نصالحهم مع ذواتهم وذاكرتهم وأجدادهم، أما حان الوقت ونحن أمام تجربة شباب جزائري يشكل غالبية عناصر الفريق الوطني لكرة القدم، مقيم في بلدان أجنبية ولكنه يشرف الجزائر حين نداء الواجب أن نكف عن رمي أبنائنا من المبدعين الذين اختاروا الإقامة في جغرافيا أخرى غير الجزائر بسهام الخيانة واللاّوطنية وغيرها، لا لشيء إلا لأنهم مزدوجي اللغة أو يكتبون بلغة أخرى كالفرنسية أو الإنجليزية أو الإيطالية أو الإسبانية. أما حان الوقت كي نفرح بالروائي الوزير عزوز بقاق وبالمسرحي المبدع زياني شريف عياد الذي طرد من على رأس المسرح الوطني ذات يوم وأن نحترم رفات محمد ديب ونتذكر نبيل فارس المريض ونكرم مراد بوربون المتعب ونشجع عمارة لخوص بإيطاليا وحفيظ قفايطي بأمريكا ونعظم الشاعر والباحث المتميز عياش يحياوي بأبو ظبي ونفتخر بأحلام مستغانمي ببيروت ونعتد بالبروفيسور كمال صنهاجي بمدينة ليون...يعلمنا هذا الفريق الوطني في طبيعة تشكيلته إعادة النظر في أناتنا وفي ذاتنا، يدعونا إلى فتح صفحة جديدة من تاريخ الجزائر الجديدة مع أبنائها في كل العالم دون خوف أو حكم مسبق أو تخوين أو تجريم.لو كانت لنا في تدبير شأن الثقافة مثلا شجاعة ورؤية رابح سعدان في تدبير شأن الرياضة لكانت الجزائر من أكثر الدول حضورا ثقافيا على المستوى العالمي لما لها من رأسمال كبير ومتنوع في الآداب والمسرح والسينما والموسيقى والفن التشكيلي الموزعين على جغرافيات متعددة. لماذا يا ترى نسعد بكريم زياني، وهذا جميل، ونحجم عن الاحتفال بآسيا جبار؟ لماذا نستقبل زين الدين زيدان استقبال الملوك، وهو أهل لذلك، وننسى محمد أركون؟ لماذا نزغرد لمجيد بوقرة ونضرب الصمت عن عائشة لمسين؟ لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟شكرا لرابح سعدان لأنه وهو يركب الفريق الوطني على هذا الشكل والتشكيل، وبعيدا عن الانتصار أو الهزيمة، أعطى للجميع درسا جديدا وشجاعا في مفهوم الجزائري وفي مفهوم الجزأرة الجديدة.... وقال رابح بلعمري الذي رأى بقلبه ما لا يرى وهو الأديب والأستاذ الجامعي والباحث:خامسا: أما تستحق فلسفة تشكيل فريق كرة القدم التي بها شرفنا الجزائر أن نستأنس بها في تسيير شأن جامعاتنا التي تحولت إلى ثانويات أو حضانات للكبار وذلك بإدماج الأساتذة والباحثين الجزائريين المتواجدين في المهاجر والمؤثرين بشكل قوي في جامعات العالم في الشرق والغرب، إدماجهم في البنية البحثية والتربوية والأكاديمية للجامعة الجزائرية ومراكز البحث، علنا نبعثها وهي رميم.سادسا: أما يحق لنا وفي ضوء تجربة المدرب سعدان الجريئة، ولكي نخلق انتصارا حقيقيا، وفي مجال الصحة المريضة عندنا، أن ندعو الأطباء الجزائريين المنتشرين في كل العالم كي يساهموا في إنقاذ مستشفياتنا من الكوارث.دون شك إن انتصار الجزائر اليوم، مهما كان حجم الانتصار، بفضل أبنائه المتواجدين هنا وهناك هو مد الجسور بين أبناء الجزائر المبدعين في كرة القدم حول مشروع واحد وحلم واحد هو الانتصار للجزائر، فمتى يا ترى نفتح أعيننا ذات صباح لنرى جسورا أخرى ممدودة ما بين صناع مجد الجزائر وكبريائها في الفنون والعلوم والآداب في مختلف الجغرافيات واللغات، وذاك سيكون ذات فجر آخر انتقاء محب العلماء من الشروق2010.06.16 بقلم: الدكتور أمين الزاوي | |
|
عسل الشفاء رتبة
الجنس : عدد المساهمات : 319 نقاط : 696 السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/03/2010 الموقع : الجزائر تمنراست المزاج : رووووووووووووووووعة
| موضوع: رد: درس "الاختيار" ما بين الثقافة وكرة القدم .. الثلاثاء يونيو 22 2010, 23:53 | |
| | |
|
hakim_2007 مرتبة
الجنس : عدد المساهمات : 86 نقاط : 195 السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 11/11/1987 تاريخ التسجيل : 26/03/2010 العمر : 37 المزاج : ممتاز
| موضوع: رد: درس "الاختيار" ما بين الثقافة وكرة القدم .. الجمعة يونيو 25 2010, 14:49 | |
| هناك منهم الكثر ولكن كؤوس وجوائز الذهب تسلم فقط لللعب والفن ولا مجال للأدب والطب فعند هذه النقط يتجاهلون ويقولون لا يوجد . | |
|
نفيسة العلم رتبة
الجنس : عدد المساهمات : 166 نقاط : 339 السٌّمعَة : 10
تاريخ التسجيل : 19/03/2010 المزاج : الفصول الاربعة تعاليق :
| موضوع: رد: درس "الاختيار" ما بين الثقافة وكرة القدم .. السبت يونيو 26 2010, 18:46 | |
| نحن نشاهد ولا نمارس ننتقد ولا نقبل النقد نفرح بحدة او نحزن بألم نشجع الهزائم ونشجب الانتصارات والتاريخ خير شاهد على خيباتنا خلقنا امة وسط لكننا نأبى الا التطرف والحديث قياس | |
|