المدير العـام شوقي نذير
الجنس : عدد المساهمات : 919 نقاط : 24925 السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 10/02/2010 الموقع : الجزائر تمنراست العمل/الترفيه : استاذ جامعي المزاج : ممتاز تعاليق :
| موضوع: جمعية العلماء المسلمين ومحنة الرسالة الملعونة السبت أبريل 17 2010, 08:27 | |
| بعد حادثة الإغتيال (مفتي الجزائر الشيخ كحول)و اتهام الشيخ العقبي بها أو بالتحريض عليها،ضيقت الإدارة الفرنسية على نشاط الشيخ،فكانت بعد إطلاق سراحه من السجن-و هذا بعد اعتراف الجاني بأن الشيخ ليس له أي دخل من قريب و لا من بعيد بهذه القضية-و رغم ذلك كانت الإدارة الفرنسية في كل مرة تستدعي الشيخ إلى مجلس القضاء للتحقيق معه ،و لمساومته في التخلي عن الإصلاحيين مقابل التنازل عن اتهامه،فأبقاه تحت الحراسة القضائية في حرية مؤقتة.. و تكرّرت هذه المحاولات ،وهُدِّد الشيخ بالسجن في عدة مقابلات مع القضاء الفرنسي ،الذي أبقى ملف القضية مفتوحا ليستطيع استغلاله في المناسبات الحرجة. هكذا و في بداية الحرب العالمية الثانية،أي قبل حدوثها سنة 1938،بدأت فرنسا تجمع صفوفها و تميز أعداءها ،في الداخل قبل الخارج ،فكان لزاما عليها أن تضمن ولاء الجزائريين لها،قبل خوض الحرب حتى لا يستغل أعداؤها أهالي الجزائر لإحداث شرخ في صفوفها،فرأت -كما قال الأستاذ طاهر فضلاء :"أنّ على جمعية العلماء بمناسبة هذه الظروف الحرجة،أن تبعث برقية باسمها ،و باسم المسلمين بالجزائر إلى فرنسا في فرنسا ،تعلن فيها و لأهاليها بصفتها حامية الديموقراطية و الحرية في العالم…!،و تدين فيها الدكتاتورية التي تهدد الحريةَ الدّيموقراطية في العالم" و لمّا كان الشيخ العقبي هو المؤهل لتسليم هذه البرقية ،بحكم ظروفه الخاصة،استُدعي من طرف الإدارة الفرنسية ،واُبلغ بمضمون الرسالة و ما تحويه من مقاصد،أبدى موافقة منه على إثبات إمضائه،غير أن الإدارة طلبت منه إمضاء رئيس الجمعية ،حتى تصير الوثيقة بمثابة فتوى شرعية توجب على مسلمي الجزائر الوقوف إلى جانب فرنسا في حربها مع دول المحور،و رسالةَ ولاءٍ و خضوع للإدارة الفرنسية الغاصبة الظالمة. فأزمع الشيخ على عرض المسألة على الإمام ابن باديس، فلمّا عرضها عليه رفض ابتداءً قبولَ الأمر،فلمّا أصرّ عليه اتفقا على عرضها على مجلس الشورى في الجمعية . فاستدعى الشيخ أعضاء إدارته،و عقدوا مجلسا استثنائيا حضره الجميع ،وعُرضت القضية التي أصبحت تُعرف بـ" محنة الرسالة الملعونة أو المشؤومة" على بساط النقاش ،وارتفعت الأصوات و تضاربت الأفهام بين مؤيد و معارض ،و خرجوا بعد نقاش حاد برفض هذا العرض،وعدم إمضاء الوثيقة،الأمر الذي نتج عنه استقالة الشيخ العقبي عن جمعية العلماء، وممّا تذكره صفحات التاريخ عن وقائع ذلك الإجتماع أن الشيخ العقبي رحمه الله تعالى كان من بين ما تعلّق به من الحجج و الأسباب التي دفعته إلى التمسك برأيه أن قال:"إنّ لي بضعة من الأبناء أعولهم،وأقوم بخدمتهم" يعني أهله وأولاده، يشير إلى الظغوطات التي تمارسها الإدارة ضده،في حالة ما إذا رفض الإمضاء على الرسالة،فقال له الشيخ ابن باديس:"إذا كان لك أنت بضع من الأولاد ،فأنا كل أبناء المسلمين في الجزائر أبنائي "،فانتهى المجلس باستقالة الشيخ من عضوية مجلس الإدارة. منقول ولمحمد العيد آل خليفة بيتان رائعان في القضية خصمان فيما يفيد الأمة اختلفا ….إيّاك أن تنقص الخصمين إياكَ كلاهما في سبيل الله مجتهد …. فلا تذمن لا هذا و لا ذاكَ | |
|