عسل الشفاء رتبة
الجنس : عدد المساهمات : 319 نقاط : 696 السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 09/03/2010 الموقع : الجزائر تمنراست المزاج : رووووووووووووووووعة
| موضوع: احرص على ماينفعك الخميس أبريل 15 2010, 20:34 | |
| احرص علي ما ينفعك الحمد لله الذي جعل الشريعة محتوية على الهدى والشفا والنور ، وأوصل من استرشد بكلامه وكلام رسوله إلى كل خير وسرور ، نحمده سبحانه ونشكره، وهو الغفور الشكور ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، شهادةً تنجي قائلها يوم البعث و النُّشور، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، صل وسلم وبارك عليه صلاة تضاعف لصاحبها الأجور ، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقبت الأعوام والدهور ، وسلم تسليما كثيرا . أما بعد . فأوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله عز وجل، إِذْ لاَ خَيْرَ فِينَا إْن لَّمْ نَقُلْهَا، وَلاَ خَيْرَ فِيمَنْ سَمِعَهَا أَن لاَّ يَعْمَلَ بِهَا، فتقوى الله عَزَّ وَجَلَّ طريقُ الفلاح، وَعُنْوَانُ الصَّلاح فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِى ٱلاْلْبَـٰبِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. كَيْفَ الرَّحِيلُ بِلاَ زَادٍ إِلَى وَطَنٍ مَا يَنْفَعُ الْمَرْءَ فِيهِ غَيْرُ تَقْوَاهُ مَنْ لمْ يَكُنْ زَادُهُ التَّقْوَى فَلَيْسَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامةِ عُذْرٌ عِنْدَ مـَوْلاَهُ معاشر المسلمين : هذه وقفة مع حديث من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم، ووصيةٌ من وصاياه العظيمة لأمته، فقد روى مسلم في صحيحه ، عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَّ اللهُ عنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم- الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ ،خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ،وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَىْءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ، قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ . وسأقف مع هذا الحديث ،من خلال كلمتين جاءت فيه ، وهي قوله صلى الله عليه وسلم « احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ » فيالهما من كلمتين عظيمتين ،جمع فيهما خيريِّ الدنيا والآخرة ، لمن فهمهما وعمل بهما من العباد ، فأمَّا الحرص والجد في تحصيل الأمور النافعة، في المعاش والمعاد ، يكون بالاجتهاد في القيام بعبودية الله ،التي خلق الله المكلَّفين لأجلها ، وبما يُعِينُ على ذلك من كسب الحلال، المساعد على أمرها ، ولا يتم ذلك إلا بسلوك طرقها النافعة وأبوابها ، ولا يَحْصُلُ إلا بقوة الاستعانة بالله، والتوكل عليه ، لا على الأسباب وحدها، بل على مسببها ، فلا يَفُوتُ أحدٌ الخير، إلا بترك واحد من هذه الأمور ، إما أن لا يحرص، بأن يستولي عليه الكسل والفتور ، أو يكون حريصا على غير الأمور النافعة ، أو لا يستعين بميسر الأمور . وما أكثر ما يُشْغِلُ المسلمون اليوم ، من أمور تافهة ، وأعمال لا طائل من ورائها ، وأحاديث فارغة ، لا يأتي من ورائها إلا الشر .تُشْغِلهم عن أمور نافعة ، يصلحون بها دينهم ودنياهم . فعلى المسلم إخوة الإيمان ، أن يحرص في طلب ما يقربه إلى الله عز وجل ، وفي طلب النجاة مما خَوَّفَهُ منه ، ويستعين به على ما ينفعه من الأعمال الصالحة ، قبل أن يحال بينه وبينها، فلا يجد إليها سبيلا . !. وإن مما يعين على الجد والاجتهاد في الطاعة، تَصَوُّرُ قِصَرِ العمر، وكثرةُ الأشغال ، وَتَصَوُّرِ قُوَّةِ الندم على التفريط والإضاعة عند الموت ، وطول الحسرة على البدار بعد الفوت ، وَتَصَوُّرِ عِظَمِ ثَوابِ السابقين الكاملين وأنت ناقص، والمجتهدين وأنت متكاسل ، واجعل نصب عينيك قول الله تعالى يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وقوله جل وعلا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وقوله جلَّ في علاه وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ فتصور الحسرة والندامة والحزن ،عندما ترى الفائزين. إِذَا أَنْتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى وَأَبْصَرْتَ بَعَدَ الْمَوْتِ مَنْ قَدْ تَزَوَّدَا نَدِمْتَ عَلَى أَنْ لاَ تَكُونَ كَمِثْلِهِ وَأَنَكَ لَمْ تُرْصِدْ كَمَا كَانَ أََرْصَـدَا أخي المسلم : إن أعظم الأمور النافعة، أن تتعلم ما يقيم دينك وعباداتك ومعاملاتك ، وأن تؤدي الشرائع الظاهرة والباطنة، مجتهدا في تكميل عباداتك، قائما بحقوق الخالق وحقوق الخلق ، مستعينا بربك في طلب الحلال من الرزق ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً ،وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ، إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ فيا طوبى لمن قوي توكله على ربه، في تيسير أمر دينه ودنياه ، ويا سعادته إذا شاهد النجاح والفلاح ،عند تمام مسعاه .. فإذا أردت أخا الإيمان ، أن تختار عملا نافعا تُصْلِحُ به دنياك ، فاسلك الطريق الموصل إليه برفق ، واستعن بمولاك ، فإنك إذا حققت التوكل عليه، سَهَّلَ لك الأمر ، ويَسَّرَهُ وكفاك ، وإن أُعْجِبْتَ بنفسك ورأيك خذلك ، ووكلك إلى ضعفك فوهنت قوتك وقواك فَلَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ، لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا رواه بن ماجة ، ولكن كثيرا منا يُعْجَبُ بنفسه، فيرهقه وهنا وهوانا وخذلانا .. رُويَّ أن صحابيا رأى طفلا في المسجد يصلي بخشوع وإتقان، فقال له بعد صلاته إبن من أنت ، فقال إني يتيم فقدت أبي وأمي ، فقال أترضى أن تكون لي ولداً ، فقال له الصبي هل تطعمني إذا جعت ؟ قال نعم ، قال وهل تكسوني إذا عريت ؟ قال نعم ، قال وهل تحييني إذا مت ؟ ، فدهش الصحابي وقال هذا ليس إليه سبيل . فأشاح الصبيُّ بوجهه وقال: إذن اتركني للذي خلقني ،ثم رزقني ثم يميتني ثم يحييني . فقال الصحابيُّ لعمري من توكل على الله كفاه . فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ .. قيل لبعض العلماء ما خير المكاسب ؟! قال خير مكاسب الدنيا ، طلب الحلال لزوال الحاجة ، والأخذ منها للقوة على العبادة ، وتقديم فضله الزائد ليوم القيامة ، وأما خير مكاسب الآخرة ، فعلم معمول به نشرته ، وعملٌ صالح قدَّمته ، وسنةٌ حسنة أحييتها ، قيل وما شر المكاسب ؟! قال أما شر مكاسب الدنيا فحرامٌ جمعته ، وفي المعاصي أنفقته ، ولمن لا يطيع ربه خلَّفته ، وأما شر مكاسب الآخرة : فحق أنكرته حسدا ، ومعصية قدمتها إصرارا ، وسنة سيئة أحييتَها عُدوانا ... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ،وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ، جعلني الله وإياكم من الهداة المهتدين وهداني وإياكم صراطه المستقيم .أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .. الخطبة الثانية الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، كما يحب ربنا ويرضى ،وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ،له الحمد في الآخرة والأولى، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالرحمة والهدى ،صلى الله وسلم وبارك عليه ، وعلى آله وصحبه ،والتابعين ومن بنهجهم اهتدى ، أما بعد فاتقوا الله معاشر المسلمين : ثم اعلموا أنه من الواجب على الإنسان، المبادرة بالأعمال الصالحة ،وأن ينتهز فرصة الإمكان، قبل هجوم هادم اللذات ، وأن يستعين بالله ويتوكل عليه، ويسأله العون في تيسير الأعمال الصالحة، وصرف الموانع الحائلة بينه وبينها ، وليحرص على ماينفعه في دنياه وأخراه ،ويتهيأ للرحيل، ويتفقد نفسه بما عليه وَمَالَهُ، فإن كان عنده حقوق لله كزكاة، أو لخلقه كأمانات أو عواري أو وصايا، أداها بسرعة ، خشية أن يفجاءه الموت وهي عنده ، فإذا لم تؤدها في حياتك ، فَإنْ مَنْ بَعْدَكَ من أولادك أوْ إِخْوان، قد لا يهتمون بذلك ، ويشتغلون بما خلَّفته لهم، وضيعت بسببه نفسك .. واسمع معي أخا الإسلام ، إلى هذه القصة، فإن فيها العبرة !! زار بعضهم أخاً له مريض، فقال له كيف تجدك ؟ قال هو الموت . قال له وكيف علمت ذلك .؟ قال أجدني أجتدب اجتدابا ، وكأن الخناجر في جوفي ، وكأن جوفي تَنُورٌ مُحْمًى مُلْتَهِب . قال له زائره فاعهد { أي أوصى } قال : أرى الأمر أعجل من ذلك، فدعا بِدَوَاةٍ وَصَحِيفة . قال : فوالله ما أوتي بها، حتى شخص بصره فمات ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ، أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ . فاتقوا الله عباد الله ، واعلموا أن الموت قريب ، والأمر عاجل ، فاستعينوا به سبحانه، واحرصوا على ما ينفعكم في دينكم ودنياكم، ومما هو وسيلة إلى الدار الآخرة ، وضعوا نصب أعينكم ، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ . اللهم أعِنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِى الأَمْرِ ،وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ ،وَنسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَنسْأَلُكَ حُسْنَ عِبَادَتِكَ ،اللهم إنا نسألك نفسا مطمئنة، تؤمن بلقائك وترضى بقضائك، اللهم إنا نسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك، الذي إذا دعيت به أجبت ،وإذا سئلت به أعطيت، وإذا اسْتُرْحِمْتَ به رَحِمْت ، وإذا اسْتُفْرِجْتَ بِهِ فَرَّجْت ، أن تفرج كروبنا ، وأن تغفر لنا ذنوبنا ، وأن تكفر عنا سيئاتنا ، وأن تغفر لنا وترحمنا ، إنك أنت الغفور الرحيم . اللهم توفنا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، واغفر لنا ولولدينا ولجميع المسلمين ، اللهم هب لنا ما وهبته لعبادك الأخيار ، وأنظمنا في سلك المقربين الأبرار ، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
| |
|