قال – صلى الله عليه وسلم - بعد حمد الله:
"أيها الناسُ، هل تدرون في أي شهر أنتم، وفي أي يوم أنتم، وفي أي بلد أنتم؟ قالوا: في يوم حرام، وشهر حرام، وبلد حرام. قال : ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض .ألا فإن دماءكم وأموالكم وأعراضَكم عليكم حرامٌ كحُرْمةِ يومِكم هذا في شهرِكم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونَهُ. ثم قال: اسمعوا مني تعيشوا، ألا تظالموا ثلاثاً، ألا إنه لا يحلُّ مالُ امرئ مسلم إلا بطيبِ نفسٍ منه، ألا إن كل دمِ ومالِ ومأثرةِ كانت في الجاهلية تحت قدمي هذه، ألا وإن أولَ دمِ وُضع دمُ ربيعةَ بن الحارث بن عبد المطلب. ألا وإن كل ربا كان في الجاهلية موضوعٌ، ألا وإن الله تعالى قضى أن أول ربا يُوضع ربا عمي العباس؛ لكم رؤوس أموالكم لا تَظْلِمُون ولا تُظْلَمُون.
ألا وإن الزمانَ قد استدار كهيئته يوم خلق السموات والأرض، " منها أربعةٌ حرم، ذلك الدينُ القيِّم، فلا تظلموا فيهن أنفسكم". ألا وإن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينكم.
اتقوا الله في النساء، فإنهن عندكم عوانِ لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإن لهن عليكم حقاً ولكم عليهن حقٌ، ألا يُوطِئنَ فرشَكم أحداً غيركم، فإن خفتم نشوزَّهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضرباَ غير مبرح، ولهن رزقُهُن وكسوتُهُن بالمعروف، فإنما أخذتموهن بأمانة الله تعالى، واستحللتم فروجهن بكلمة الله.
ألا ومن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها.
ثم بسط يده فقال: ألا هل بلغت؟ ليبلغِ الشاهدُ الغائبَ، فربَّ مبلغٍ أبلغُ من سامع".
*****************
وقال الإمام محمد البشير الإبراهيمي، في إحدى خطب عيد الفطر :
الحمد لله حمدا يوافي نعمه و يكافئ مزيده، و نشهد أن لا إله إلا الله شهادة من آمن به و أخلص توحيده، واعتمد عليه في كل أموره فرجا وعده و خاف وعيده، و رفع أكف الابتهال و الضراعة طالبا لطفه و تسديده، و فضله وتأييده، و نشهد أن سيدنا محمدا عبد و رسوله إتماما لنصاب العقيدة، و تنويها بمزاياه الحميدة، كما نصر الحق و أكثر عديده، و خذل الباطل و أبلى جديده، و تمم مكارم الأخلاق بصفاته المجيدة، و أقواله السديدة، و بعث آخر الأنبياء فكان لبنة التمام و روي القصيدة صلى الله عليه و سلم.
أيها الناس: اتقوا الله تعالى حق التقوى، و حافظوا على حدوده في السر و النجوى، و امتثلوا أمر ربكم الذي أكسبكم به فخرا و تعظيما، و هو قوله: ( إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ) الأحزاب:56
و اعلموا أن يومكم هذا خصص للاجتماع و العبادة، و الحسنى و الزيادة، فأقيموا القصد في التقرب من بعضكم، و دعوا الأحقاد و التباغض، و أسبلوا على ما فرط من بعضكم لبعض أذيال الستر و العقر، و الزموا خلق الرضا و الصفح، فكونوا عباد الله رحماء بينكم، ( و اذكروا نعمة الله عليكم غذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) آل عمران:103.
وفقني الله و إياكم لصالح القول و العمل، و وقاني و إياكم شر مزالق الزلل. ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) آل عمران:8عباد الله: (إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغي يعظكم لعلكم تذكرون )
*************
ملاحظة : خطبة النبي صلى الله عليه وسلم هذه ، وردت بروايات مختلفة .