من أمثال العرب لا ناقة له فيها ولا جمل:

نزلت يوماً امرأة تسمى (البسوس) بناقتها إلى جوار جساس بن مرة وكان من سادة قومه. وبعد عدة أيام من إقامة البسوس دخلت ناقتها في إبل كليب بن وائل فرماها بسهم فقتلها.‏
وكليب بن وائل كان سيد قومه في الجاهلية, وكان متجبراً قاسياً يأمر فلا يُعصى. ولما علم جساس بما صنع كليب ثار لقتل ناقة امرأة نزلت في حماه, فتربص لكليب وقتله, فثارت الحرب بين قوم كليب وقوم جساس. وكان من قوم جساس رجل شجاع عاقل وماهر في الحرب يسمّى الحارث بن عباد رفض مساعدة قومه في الحرب حيث لم يعجبه أن يُقتل كليب وهو سيد قومه في ناقة, وقال: لن أشارك في حرب (لا ناقتي فيها ولا جملي), فصار المثل يضرب في براءة الإنسان من تهمة لا شأن له بها أو في رجلٍ دُعيَ إلى عمل لا يجني من ورائه نفعاً.‏
إننا مقبلون على انتخابات ولعل جلنا لا ناقة له فيه ولا جمل سوى الهرج والمرج والخوض مع الخائضين ان هذا الصوت هو كلمة حق نسال عنها يوم القيامة إخواني أخواتي فلنأخذ الأمر من باب قوله تعالى { ولا تاتو السفهاء أموالكم }

أتفق معك من ناحية المبدأ فنحن في زمن ضاعت فيه المسؤولية وأصبح المنصب غاية للثراء والمحسوبية وخدمة المقربين ولا ناقة لنا فيها ولا جمل من ناحية المنصب او الانتماء لكن نشترك معهم في المحاسبة غدا كل حسب دوره فالصوت أمانة نحاسب عليها غدا والتغيير من المفروض بيدنا لكن انسحابنا هو من جعل أمثال هؤلاء يسيروننا ويتصدرون مجالسنا فقد لا يوجد شخص فعلا محل اتفاق الجميع خاصة في وقت أصبح لكل عرش مرشح لكن نحاول أن نوازن ونختار بين السيء والأسوء أو بين الأكثر صلاحا بينهم .