أخيتي صفية النفس وطاهرة السريرة
حديثك لم يجانب الصواب كثيرا
لكن
أظن أن في حديثك شيئا من القساوة على المجتمع ،،،أو شيئا من التعميم
فالتعميم من صيغ العوام
إن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي خير الأمم فهو صلى الله عليه وسلم يقول: (مثل أمتي مثل المطر لايدرى الخير في أوله أو آخره ) والحديث صححه الشيخ الألباني
وأن تحتكي بالمجتمع وتصبري على سوء معاملتك له أو أن وجهة نظرك تختلف عنهم (وهوشيء طبيعي والله سبحانه وتعالى قد جبلنا عليه) خير من أن تنعزلي والنبي صلى الله عليه وسلم يقول موصيا من وقع في مثل ما قعت فيه "المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم "
ويقول ابن مسعود رضي الله عنه: "خالط الناس ودينك لا تقلمنه"
مما لا شك انه قد يتذرع بعض الأخيار بفساد الزمان، وكثرة سبل الضلال، ونشاط دعاة السوء، فلا يُطيقون الدعاة الصالحين مخالطة الناس
أما علموا وفقهم الله أن العزلة تزيد صولات الضلال، وتتسع بها ظلمات المجتمع
وإن ما ينقل من الرغبة في العزلة عن بعض من سلف فإنما هي أحوالٌ خاصة، تعرض لمن تعرض له فتجعل الاعتزال عنده أرجح، ولايمكن أن تكون العزلة مذهباً يسع الناس كلهم.