الفيلسوف الراحل محمد عابد الجابري.

محمد عابد الجابري:


كاتب ومفكر مغربي ولد سنة 1936م، اشتهر بدراساته للتراث الفكري الإسلامي ولبعض القضايا الثقافية العربية المعاصرة.

أكمل الجابري دراسته العليا في الفلسفة في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس بالعاصمة المغربية الرباط، حاصلاً على دبلوم

الدراسات العليا في الفلسفة عام 1967م، ودكتوراه الدولة في الفلسفة عام 1970م. وكان يشغل اخيرا منصب أستاذ الفلسفة

والفكر العربي الإسلامي في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس.


حقق الجابري مكانة عربية مميزة في الفكر العربي المعاصر من خلال كتبه الكثيرة وذات التأثير الواسع، ومنها: العصبية

والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي (1971م)؛ مدخل إلى فلسفة العلوم (جزءان) (1976م)؛ نحن

والتراث: قراءات معاصرة في تراثنا الفلسفي (1980م)؛ الخطاب العربي المعاصر (1982م)؛ تكوين العقل العربي (الجزء

الأول من سلسلة "نقد العقل العربي") (1982م)؛ بنية العقل العربي: دراسة تحليلية نقدية لنظم المعرفة في الثقافة العربية

(ج2 من "نقد العقل العربي" (1986م)؛ العقل السياسي العربي (ج3 من "نقد العقل العربي") (1990م).


وقد اتكأ المفكر على عدد من المعطيات المنهجية والفكرية الأوروبية كالبنيوية والماركسية في صياغة قراءة جديدة للثقافة

العربية القديمة والمعاصرة، محللاً مكونات تلك الثقافة والبنى المعرفية المتحكمة في تشكلها، ومؤكدًا أهمية التراث العقلاني

الفلسفي في التراث العربي، خاصة لدى ابن رشد. يقول الجابري إن الثقافة العربية تأسست، حسب تعبيره في كتاب التراث

والحداثة (1991م) على نظم معرفية ثلاثة: نظام معرفي لغوي عربي الأصل، ونظام معرفي فارسي هرمسي الأصل، ونظام

معرفي عقلاني يوناني الأصل.


ويذكر ان أطروحات الجابري اثارت نقاشًا واسعًا وتصدى لمحاورتها أو الرد عليها بعض الكتاب العرب مثل الكاتب السوري

جورج طرابيشي وأستاذ الفلسفة المصري حسن حنفي والناقد المصري محمود أمين العالم والمفكر المغربي طه عبدالرحمن،

وغيرهم.


وقد رحل عنا الفيلسوف الجابري خلال هذه السنة بكثير من الحسرة على عدم الفهم الكافي لافكاره وطروحاته الجديدة

والمتجددة في جوهرها.