حينما يجتمع التخلف بصنوفه في أطهر البقاع

من أيام غير قليلة حظيت بصحبة أحد الأدباء والأساتذة الشعراء

تجاذبت معه أطراف الحديث،،، ومن شدة جرأتي في حديثي أصبحت أمازحه قليلا وأحاول استفزازه كثيرا

بأن الشعراء والأدباء وجميع الذين يمتازون بالخيال الواسع والفكر النقاد

إنما هم في غالبيتهم فاسقون

ونحن كذلك إذ به أجده حاجا بيت الله مرات عدة

فأحببت أن أستمع إليه وهو يروي قصة حجه بشيء من التشويق والمغامرات

وما لفت إنتباهي أكثر أنه قال:

في تلكم البقاق وفي تلكم الأزمنة يجتمع تخلف العالم العربي والإسلامي كله

،فتجد أصنافه وألوانه وأقسامه

تجد أبغضه إلى النفوس وأشده تخلفا وجهلا

وتجد أيسره عند من لا ينفك عنهم أجمعين

حز في نفسي ما قال،،،لكن وبعد برهة من الزمن بدأت أشعر في نفسي بشيء من القناعة

فأصبحت أغير فكري وأجول بخاطري من هاهنا وهناك

وأصطنع الحديث كي يغيب عن بالي ذاك الحديث الذي قيل لي وسمعته

وخفت على نفسي من الاقتناع به والتحديث به

لكن،،،،،،،،

وفي صبيحة يوم أمس وكعادتي حينما أسيقظ وقبل انصرافي إلى العمل،،، اعتدت قراءة الصحف على شبكة العنكبوتية،،،وأنا احتسي فنجان قهوتي

وبما أنه يوم الخميس،،،فإن وجهتي بعد قراءة الأخبار عموما أتجه إلى صفحة أقلام الخميس

وتيممت تحديدا مقالة الأستاذ الأديب الجزائري الأمين الزاوي الذي هو بصدد الكتابة عن مسيرة حجه إلى الأرض التي مشى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم

إذ هو في الحلقة السادسة من السلسة وبالتحديد هو يكتب عن موقعة الجمرات

فإذا به وهو يكتب يقول:" لكن وبمجرد الانتهاء من الوقفة ورحيل الشمس إلى مرقدها، حتى تبدأ حركة غريبة تعكر ذاك التصوف والروحانيات، وينطلق سباق مئات، بل آلاف الحافلات والشاحنات والسيارات الخاصة، وبطريقة فوضوية، دخان وزمور وزعيق وصراخ، الكل يريد أن يسبق الكل، في اتجاه مزدلفة ومنى. وعلى نفس الإيقاع نحن أيضا أسرعنا إلى حافلتنا وبنفس اللهفة والتسرع، هكذا! لست أدري لماذا كل هذه الفتنة؟ ...........وبالتالي الكل يعيق الكل ولا أحد يتقدم. أنانية كبيرة ولا أحد يريد أن يتنازل للآخر في المرور . ولا أحد يمر !............................................اخترنا ساعة يكون فيها الإقبال أخف، إلا أننا وجدنا أنفسنا وسط أمواج مخيفة من بشر يتدافعون دون رحمة ودون أدنى انتباه للآخر. ورغم عناصر قوات النظام السعودية المخصصة لذلك فإن هيجان البشر من الحجاج كان فوق كل هيجان.........................................حين وصلت إلى حيث إلقاء الحجرات، شاهدت بعض المناظر المتخلفة والتي لا علاقة لها بالإسلام ومناسك الحج، مناظر تثير الاشمئزاز والضحك في الوقت نفسه، شاهدت بأم عيني بعض الراجمين يرجمون "الشيطان" مستعملين إضافة إلى "الحصى" نعالهم مع أقذع الشتائم الموجهة إلى إبليس، ضحكت في سري وحزنت في الوقت نفسه على حالنا، وقلت لكم هو أصيل ومتواصل فينا الجهل والتخلف . لقد حول هؤلاء الجهلة والسذج لقطة رمزية روحية تذكارية إسلامية إلى حمية جاهلية

فهل صحيح ما قاله لي الأستاذ الأديب وأكده لي في مقاله كذلك الأستاذ الأديب ،،،،أم أنه حديث أدباء أصحاب الخيال الواسع والفكر النقاد ،،،،الذين هم في غالبيتهم؟؟؟؟؟؟