*يوسف* مرتبة
الجنس : عدد المساهمات : 52 نقاط : 114 السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 16/07/1987 تاريخ التسجيل : 20/05/2010 العمر : 37 الموقع : دبى المزاج : عالي
| موضوع: بيعة أبو بكر الإثنين مايو 24 2010, 10:25 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم, مرحباً بكم أخواني أخواتي في رائعة أخرى من روائع أبي بكر الصديق رضي الله عنه, ذكرنا في اللقاء الماضي خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وفي اليوم الذي توفي فيه نفسه وهو الثاني عشر من شهر ربيع الأول السنة الحادي عشر من هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجتمع الأنصار رضوان الله عليهم من أجل أن ينصبوا لهم خليفة للنبي عليه الصلاة والسلام, هو سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه, وكان قد اجتمعوا في مكان يقال له سقيفة بني ساعدة صار بعد حديقة معروفة بقرب مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وقبل أن نعرف ردة فعل المهاجرين إزاء هذا الاجتماع الذي اجتماعه أخواني من الأنصار رضوان الله عليهم جميعاً نريد أن نعرف من هو سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه. أنا لا أريد أن أذكر كلام مطول عن سعد بن عبادة الأنصاري لكن يكفي أن نعرف أن هذا الرجل الذي وقع الاختيار عليه عند قومه من الأنصاري رضوان الله عليهم جميعاً ما كان ليقع لو لا المكانة التي كان يحظى بها أولاً عند قومه ثم عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا الرجل كان سيداً من سادة الخزرج وكان له النخل الكثير الذي كان يطعم به الفقراء ويأسي به الناس وكان معروفاً بذلك في زمن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقبله, حتى أن النبي عليه الصلاة والسلام لما ذكر له مرة خبر إكرام قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنهما لسيرة من السرايا التي كانت عند البحر الأحمر, عند ديار جهينة وكيف أن قيساً أطعم ما يقرن من 700 إنسان ثلاثة أيام كان ينحر لهم الجزر على أن يرد لهم من نخل أبيه في المدينة لما ذكر هذه إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال أنه من بيت كرم, بأبيه اقتدى عدي في الكرم ومن يشابه أبه فما ظلم, سعد بن عبادة كان ابنه قيس يقف عند باب أبيه ويقول من أراد الغداء فليأتينا, ولما رأى أبو بكر وعمر رضي الله عنهما إسراف قيس في مال أبيه جاء إلى أبيه سعد يشكوانه قيس فانطلق سعد إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال يا رسول الله انظر إلى أبي بكر وعمر أنهما يبخلان علي ابن, وهو لا يريد ذلك وهما لا يريدان ذلك أيضاً لكن قيس كان كأبيه في الكرم هذا الرجل سعد بن عبادة كان مؤهلاً ليكون خليفة المسلمين باختيار الأنصار, فما هي ردة فعل المهاجرين؟ علم المهاجرون بخبر اجتماع الأنصار في سقيفة بني سعادة فأرادوا أن يذهبوا إليهم جميعاً وهنا يبدأ دور عمر بن الخطاب رضي الله عنه في محاولة حل هذه المشكلة, وما ثمن مشكلة ولكن يريدون أن يوحدوا الكلمة يريدون أن يوحدوا الصف, يزور عمر في نفسه كلاماً, عمر يجهز كلاماً يعده في قلبه يريد أن يتكلم في محفل هو بحاجة إلى كلام مهم وقوي ومقنع جداً, فينطلق أبو بكر وعمر وأبو عبيدة رضي الله عنهم جميعاً, على جلالة قدر عمر وأبو عبيدة رضي الله عنهما إلا أنهما كان يجلان أبو بكر وكان يعرفان له مكانة ولذلك لم يتكلما في حضرة أبي بكر وقد أخبر عمر أنه قد زور في نفسه كلاماً أضمر في نفسه كلاماً لكنه لن يستطع أن يتكلم إجلالاً لأبي بكر, ويتكلم أبو بكر بكلام ارتجالي من غير إعداد ولا تحضير لأنه إنسان ملهم موفق مسدد فيتكلم في هذا المحفل العظيم وفي جمع كان من الممكن أن ينتج عنه مشكلة كبيرة بين فرعي المسلمين في ذلك الوقت المهاجرين والأنصار يتكلم بكلام لم يخرج منه إلا وقد اجتمع الناس على قلب رجل واحد, قام عمر وأبو عبيدة بين أبي بكر رضي الله عنهم فقال أبو بكر إن شئتما فبايعا هذا أو هذا وقد رفع يدي عمر وأبي عبيدة وقد أمركم الله يا معشر الأنصار أن تكون معنا وقد ذكر الرب أننا الصادقون فقال لكم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ} (119) سورة التوبة فقال عمر بل أبسط يدك فلنبايعك يا أبى بكر, فبسط أبو بكر يده فبايعه عمر ثم بايعه الناس جميعاً فكانت بيعته فلتة يعني من غير إعداد ولا ترتيب, تم البيعة لأبي بكر الصديق رضي الله عنه, وكانت البيعة مخصوصة نوعاً ما فلم يجتمع المسلمين وإنما اجتمع جماعات من المهاجرين وجماعات أخرى من الأنصار فأبو بكر كان محتاج إلى أن تكون البيعة عامة لكل المسلمين وحين إذ يجتمع أبو بكر مع كل المسلمين ليشهدوا بيعة أول خليفة في تاريخ الإسلام ليشهدوا بيعة أبي بكر رضي الله عنه كان أحق الناس بأن يكون خليفة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن أحق من رجل كان مرشحاً للخلافة منذ حياة النبي عليه الصلاة والسلام فهو الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام قد قدمه ليصلي بالناس لما وعكة النبي بأبي وأمه هو صلى الله عليه وعلى آله وسلم, ومن قدم في الصلاة ومن رضيه الله ليتولى أمر الناس في دينهم فدنياهم من باب أولى, وللفائدة تقديم أبو بكر للصلاة في الناس في عهد النبي عليه الصلاة والسلام استدل به العلماء على أن أبى بكر كان اقرأ الصحابة لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله, فهو عند الشافعية رحمهم الله كان اقرأ الصحابة وقد ذكر شيخ الإسلام بنو تيمية رحمه الله في المنهاج منهاج السنة على أن أبى بكر كان أعلم الصحابة واقرأهم وأقضاهم وأعلمهم بالحلال والحرام لكونه كان ملازماً للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم. يرتقي أبو بكر رضي الله عنه منبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأول مرة في تاريخ الإسلام, فيبايعه الصحابة رضوان الله عليهم جميعاً, فكانت بيعته عامة بعد أن بويع في البيعة الأولى بيعة خاصة, ثم يعلنها مدوية أيها الناس أطيعوني ما أقمت فيكم كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأن لم أفعل فلا تبايعوني وفي هذه الأثناء يقدم علي رضي الله عنه مسرعاً بعد الفراغ من دفن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وكأنه كان نائباً عن آل بيت النبي عليه الصلاة والسلام رضوان الله عليهم, يقدم ويباع أبو بكر ليبن أن آل البيت كلهم حب وتقدير وإجلال وصدق وإخلاص لأبي بكر لأن بيعته تمت بمحضر الناس جميعاً ولأنه كان أحق الناس بهذه البيعة وبهذه الخلافة ولذا كان أبو بكر وعلي صنوانين لا يفترقان فكان علي ملازماً لأبي بكر ثم ملازماً لعمر ثم ملازماً لعثمان لدلالة على عزوف آل البيت عن الدنيا وزهدهم فيها, بهذا أخواني أخواتي نكون قد أخذنا جانب آخر من جوانب حياة أبي بكر الصديق والسؤال الآن الذي بقي من الذي فعله أبو بكر رضي الله عنه بعد توليه خلافة المسلمين؟ دعونا نذكر ذلك في حلقة مقبلة بإذن الله نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله. | |
|