*يوسف* مرتبة
الجنس : عدد المساهمات : 52 نقاط : 114 السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 16/07/1987 تاريخ التسجيل : 20/05/2010 العمر : 37 الموقع : دبى المزاج : عالي
| موضوع: فاجعة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم الإثنين مايو 24 2010, 10:23 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم :
اصبر لكل مصيبةٍ وتجلدِ واعلم بأن المرء غير مخلد وإذا بليت ببليةٍ فتذكر مصابك بالنبي محمدِ صلى الله عليه وسلم , روى أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ابتلي بمصيبةٍ فليتذكر مصيبته بي نعم كانت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أعظم مصيبة ابتلي بها الصحابة رضوان الله عليهم في زمنهم فلم يكونوا يتصورون أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كان نوراً يستضاء به وفجأة لم يجدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين ظهرانيهم فما الذي جرى عليهم . يروى عن فاطمة رضي الله عنها أنه لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم قالت أبتاه أجاب رباً دعاه أبتاه جنة الفردوس مأواه ويروى عنها رضي الله عنها أنها قالت : ما على من شمّ تربة أحمدا ألا يشم مدى الزمان غواليا صبت عليّ مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا لما رجع أنس رضي الله عنه بعد دفنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في التراب قالت فاطمة لأنس رضي الله عنهما يا أنس كيف طابت لكم أنفسكم أن تحثو التراب على وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أنس ذاك الصحابي الجليل الذي خدم النبي صلى الله عليه وسلم يصور لنا مدى الحياة مدى النور مدى الضياء الذي حلّ بقدومه صلى الله عليه وسلم المدينة ثم ما جرى لهم من نقيض ذلك بعد موته روى أحمد في مسنده عن أنس رضي عنه أنه قال لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء كل شيء منها فلما كان اليوم الذي توفي أظلم كل شيء منها وما نفضنا التراب من على أيدينا صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا , أبو سفيان ابن الحارث بن عبد المطلب رضي الله عنه كان ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أكثر الناس شبهاً به ومع ذلك كان في بادئ الإسلام من أشد الناس عداوةً للنبي صلى الله عليه وسلم هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بدر فرد عليه حسان بن ثابت رضي الله عنه في قصيدته المشهورة : عدمنا خيلنا إن لم تروها تثير النقع موعدها كداءُ تظل جيادنا متمطرات يلطموهن بالخمر النساءُ فإما تعرض عنّا اعتمرنا وكان الفتح وانكشف الغطاءُ وإلا فاصبروا لجلاد يومٍ يعز الله فيه من يشاءُ هجوتَ محمداً فأجبت عنه وعند الله في ذلك الجزاءُ فإن أبي ووالده وعرضي وعرض محمدٍ منكم وقاءُ أتهجوه ولست له بكفئٍ فشركما لخيركما الفداءُ لما دار الزمان بأبي سفيان دورته وأسلم يوم فتح مكة أنشد قائلاً ليعبر لنا عن أسفه عما كان منه في الماضي وقال : لعمرك إني يوم أحمل رايةً لتغلب خيلاتي خيل محمدي كالمدلج الحيران أظلم ليله فهذا أواني حين أهدي وأهتدي ثم تمضي السنون بأبي سفيان فيدرك وفاة النبي صلى الله عليه وسلم فيطلقها قصيدةً تخرج من أعماق قلبه: أرقت فبات ليلي لا يزول وليل أخي المصيبة فيه طول وأسعدني البكاء وذاك فيما أصيب به المسلمون قليل فقد عظمت مصيبتنا وجلّت عشية قيل قد قبض الرسول فقدنا الوحي والتنزيل فينا يروح به ويغدو جبرائيل ما هو أثر المصيبة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه ما هو حجم الألم على أبي بكر رضي الله عنه كان أبو بكر رضي الله عنه غائباً في عوالي المدينة في نخل له فلما علم بوفاة حبيبه صلى الله عليه وسلم وبمفارقته الدنيا عظم ذلك عليه جداً : ذهب الذين أحبهم فعليك يا دنيا السلام لا تذكرين العيش لي فيكون ما بعدهما حرام إني رضيع وصالهم والطفل يعذبه الفطام كان أول ما صنع عندما قدم المدينة قدم على حبيبه صلى الله عليه وسلم ليودعه ليسلم عليه وكأنه يقول بلسان الحال الموعد هناك عند الله عز وجل في مقعد صدق عند مليك مقتدر كشف غطاءه عليه صلى الله عليه وسلم ثم قبله من على جبينه الطاهر وقال طبت حياً وميتاً يا رسول الله ثم انطلق مسرعاً إلى مسجده بجوار بيته ثم رأى عمر رضي الله عنه يتهدد الناس يتوعدهم لا ألفين رجلاً يقول إن محمداً صلى الله عليه وسلم قد مات إلا قطعت يديه ورجليه من خلاف لكن دخل أبو بكر دخلت الهيبة دخلت القدوة دخل الرجل الذي له قدره ووزنه عند سائر الناس اجلس يا عمر فيجلس عمر فيحمد الله أبو بكرٍ ويثني عليه سبحانه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يقول أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم قال قوله تعالى {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (144) سورة آل عمران . يروى أن أبا بكر رضي الله عنه قال بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لما رأيت قبر نبينا متجندلاً ضاقت عليّ بعرضهن الدور فارتاع قلبي عند ذلك لموته والعظم مني ما حييت كثير اعتق وحيك إن خلك قد ثوى والصبر عندك ما بقيت يسير يا ليتني من قبل مهلك صاحبي ثويت في قبرٍ عليه صخور
هذا أبو بكرٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم وفاته ما الذي جرى لأبي بكر رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف تمت أمر بيعته دعونا نتابع ذلك في حلقتنا المقبلة بإذن الله أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته | |
|