المشورة ...

بسم الله الرحمن الرحيم

قال قتادة : امره بمشاورتهم تالفا لهم وتطبيبا لاانفسهم , وقال الضحاك امره بمشاورتهم لما علم فيهم من الفضل , وقال الحسن البصرى رحمه الله تعالى امره بمشاورتهم ليستن به المسلمون , ويتبعه فيها المؤمنون وان كان عن مشورتهم غنيا , وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال { المشورة حصن من الندامة , وامان من الملامة } وقال علي بن ابى طالب رضى الله عنه نعم وازرة المشاورة , وبئس الاستعداد الاستبداد وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه الرجال ثلاثة : رجل ترد عليه الآمور , فيفسدها برايه , ورجل يشاور فيما اشكل عليه وينزل حيث يامره اهل الرى , ورجل حائر بائر لا ياتمر رشدا , ولا يطيع مرشدا , وقال عمر بن عبد العزيز : ان المشورة والمناظرة بابا رحمة ومفتاحا بركة لا يضل معهما راى , ولا يفقد معهما حزم وقال سيف بن ذى يزن : من اعجب برايه لم يشاور , ومن استبد برايه كان من الصواب بعيدا : وقال بعض الحكماء : الاستشارة عين الهداية وقد خاطر من استغنى برايه وقال بعض الادباء : ما خاب من استخار , ولا ندم من استشار , وقال بعض البلغاء من حز العاقل ان يضيف الى رايه آراء العقلاء , ويجمع الى عقله عقول الحكماء , فالرى الفذ ربما زل , والعقل الفرد ربما ضل , وقال بشار بن برد ز

اذا بلغ الرى المشورة فاستعن ... براى نصيح او نصيحة حازم

ولا تجعل الشورى عليك غضاضة ... فان الخوافى قوة للقوادم

وقال ابو الاسود الدولى

وما كل ذى لب بمؤتيك نصحه ... ولا كل مؤت نصحه بلبيب

ولكن اذا ما استجمعا عند صاحب ... فحق له من طاعته نصيب