هذه باذن الله بعض الصور الاعجازية البلاغية أردت أن أفيدكم بها كما استفدت منها .........................
.....لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ.....الكهف48
يمنح التشبيه اتساعا بيانيا في وجه الشبه ،وقدرة على مخاطبة الحس والعقل والوجدان..
1-فاحتمال أن يكون وجه الشبه بين النشأتين هوالاشتراك في الأصل العنصري: فبداية خلق الإنسان كانت من التراب ، وبعثه من التراب .
2-واحتمال أن يكون وجه الشبه هو تعلق القدرة الإلهية..فالله قادر على إعادة الخلق، كما كان قادرا على ابتدائه...وهذا هو الظاهر بالنظر إلى تتمة الآية: بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً{48}
3-واحتمال أن يكون وجه الشبه متعلقا بهيئة الخروج من الأرحام في الدنيا ،وهيئة الخروج من الأجداث في الآخرة، أي :حفاة عراة غرلا..كما ورد في الحديث الصحيح:
3100 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ثُمَّ قَرَأَ { كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ }[البخاري]
4-واحتمال أن يكون وجه الشبه في الفردية ..وهو معنى تكرر في القرآن:
وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ - الأنعام94
{وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً }مريم80
{وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً }مريم95
والتشبيه في كل هذا متجه لكسر أمور كثيرة في عقل الإنسان ،وخلقه، وطبعه :
-كسر العناد العقلي بصدد تكذيب الرسل في البعث والنشور
-كسرالغرور البشري بالتنصيص على اقتران قدر الإنسان بالتراب المداس بالأقدام، فلم تك نشأته إلا فيه، ولم يك بعثه إلا منه..
-كسر الكبرياء الحاصل من الوضع الاجتماعي الزائل ..فلا يبعث إلاعاريا كما ولدته أمه..عاطلا من مظاهر الأبهة والافتخار.
-كسر الشعور بالقوة الحاصل من الانتماء والعصبية والسيادة، فلا يبعث إلا فردا ،كما خرج من رحم أمه فردا!
يتبع ..........