الجنس : عدد المساهمات : 919 نقاط : 24925 السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 10/02/2010 الموقع : الجزائر تمنراست العمل/الترفيه : استاذ جامعي المزاج : ممتاز تعاليق :
موضوع: دار الحديث التلمسانية الجمعة مايو 14 2010, 17:12
وصف عام لفكرة بناء دار الحديث ومراحلها:
في بداية الثلاثينات خطت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين خطوات جبارة في ميدان التعليم باللغة العربية عن طريق إنشاء مدارس حرّة غير ممولة من طرف الاستعمار الفرنسي، في الوقت الذي اتخذت فيه هذه الأخيرة لنفسها مدارس كبيرة للتعليم باللغة الفرنسية مسخرة كل الإمكانيات الموجودة آنذاك. لقد كان لظهور الشيخ البشير الإبراهيمي في تلمسان شهر أكتوبر عام 1932م أثره الكبير في بناء مدرسة دار الحديث، بالاشتراك مع الجمعية الدينية الإسلامية التي تأسست يوم:01/سبتمبر/1931م وكان يرأسها المحامي عبد السّلام طالب. وفي الجمعية العامة التي عقدتها الجمعية الدينية الإسلامية بحضور الشيخ البشير الإبراهيمي يوم:23/ديسمبر/ 1934م في الساعة التاسعة صباحا، ودامت أشغالها حتى منتصف الليل تمت الموافقة على ما يلي: -السماح للجمعية بالحصول على قطعة أرض لبناء مدرسة او محل للجمعية -تحديد عدد الأعضاء. -مسائل عامة وغيرها.. وقد وضعت الجمعية كل الثقة في الشيخ البشير الإبراهيمي لاختيار أعضاء اللجنة الجديدة وتحوي 32 عضوا، ينظر:[ مسيرة الحركة الإصلاحية بتلمسان1907-1931-1956/حاشية ص:117] وتم فيما بعد شراء قطعة الأرض سنة1935م، وكانت عبارة عن دكان ليهودي اسمه (بن يشّو) يستغله لبيع الحبوب، و يروى أن اليهودي كان على علم بأن أهالي تلمسان من المسلمين سيشترون الأرض وهي تقع على مرتفع عظيم وتنحدر كل عام بضع سنتيمترات يعني أنها لا تصلح للبناء على المدى البعيد ومع ذلك وافق على البيع بعد أن بلغ المبلغ المصرح به في العقد : 125000فرنك، مع قائمة طويلة تحوي 117 مشتريا (متبرعا) من جميع الأوساط و العائلات التلمسانية سواء البارزة منها أو المتواضعة دون تمييز، وبهذا تكون العائلات على اختلاف مركزها الاجتماعي قد ساهمت في عملية التبرع بمبلغ بناء دار الحديث. و الجدير بالذكر أن تلميذ دار الحديث الشيخ بن يونس آيت سالم-حفظه الله وبارك في عمره- قال كما في:[ مسيرة الحركة الإصلاحية بتلمسان1907-1931-1956/حاشية ص:119] : إن أحد اليهود عرض على جمعية العلماء قطعة واسعة، بعيدة عن وسط المدينة لمّا اشترت الأرض لبناء دار الحديث، وهذا العرض و إن كان في ظاهره خير، فإنه يحمل في باطنه نية غير بريئة، وهي محاولة إبعاد مقر الجمعية عن وسط المدينة، ولكن ما كان الشيخ البشير الإبراهيمي لتنطلي عليه مثل هذه الحيل.اهـ وفي يوم:17 فبراير1936م انطلقت لجنة تشييد و بناء مدرسة دار الحديث في أعمالها تحت إشراف الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، ومشاركة أهالي تلمسان كل بما وسعه؛ فمنهم بعرقه و منهم بقوته، ومنهم بماله، و منهم بدعائه، وكل حسب طاقته. لقد كانت لهذه المدرسة طابعها الحضاري الإسلامي، وكانت بحق مفخرة الجزائر، وكان لها الشرف أن تكون أول مدرسة تبنيها جمعية العلماء من الأساس إلى السطح على نمط الهندسة المعمارية الإسلامية في الأندلس، و الفضل لله سبحانه و تعالى أن وفق المهندس: عبد الرحمن بوشامة –رحمه الله تعالى-لتصميم البناء. وهي تتكون من طابق أرضي فيه مسجد للصلاة، وقاعة وضوء في الطابق السفلي، وقاعة لمحاضرات و خشبة للمسرح و مكتب إدارة المدرسة في الطابق الأول، أما الطابق الثاني فيحتوي على خمسة أقسام للدراسة هذا قبيل الاستعمار، لكن بعد الاستقلال تم توسعة الدار بزيادة بعض المرافق كالمكتبة و قاعة الانترنت.. افتتاح دار الحديث والمشهد العظيم:
لقد كان يوم: 27/سبتمبر/1937م يوما مشهودا في تاريخ الجزائر عامة و تلسمان خاصّة، حيث توافد الناس من كامل القطر الجزائري لحضور افتتاح دار الحديث، وكان عددهم حوالي3000شخص منهم 700ضيف، و البقية من أهالي تلمسان.
وخرج يومها أهالي المدينة كبارا و صغارا، للقاء رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الحميد بن باديس – رحمه الله تعالى -، وبعد أن حضر الشيخ بن باديس تم افتتاح مدرسة دار الحديث بحضور ثلة من أهل العلم و من دعاة الإصلاح الإسلامي كالشيخ العربي التبسي و الشيخ مبارك الميلي و غيرهم..
وبعد أن ناول الشيخ البشير الإبراهيمي مفتاح الدار إلى الشيخ عبد الحميد بن باديس ودخلا معا بدأت الجموع في الخارج تصيح خارج المدرسة: "ابن باديس..ابن باديس.. نريد أن نرى و نسمع ابن باديس !" فأطل عليهم هو الإبراهيمي و العلماء من الشرفة في الطابق الأول، وخاطبهم قائلا: "يا أبناء تلمسان..يا أبناء الجزائر..إن العروبة من عهد تبع إلى الآن تحييكم..و إن الإسلام من عهد محمد صلى الله عليه و سلم إلى اليوم يحييكم..و إن أجيال الجزائر من هذا اليوم إلى يوم القيامة تشكركم و تثني عليكم و تذكر صنيعكم بالجميل..يا أبناء تلمسان كانت عندكم أمانة من تاريخنا المجيد فأديتموها فنعم الأمناء أنتم فجزاكم الله جزاء الأمناء و السلام عليكم و رحمة الله".
وبعد هذا المشهد العظيم بدأت تلمسان تشع بتوافد رجالات الإصلاح و التعليم للسير نحو النهضة العلمية الإسلامية..فألقى الشاعر محمد العيد آل خليفة قصيدة في الجملة رائعة مطلعها:
أحييّ بالرضى حرما يزار...ودار تستظل بها الديار
وروضا مستجد الغرس نضرا...أريضا زهره الأدب النضار
وميدانا سترتبع المهاري...بساحته وتستبق المهار
وعينا ما لمنبعها مغاض...وأفقا ما لأنجمه معار
أحييّ خير مدرسة بناها...خيار في معونتهم خيار
تلمسان احتفت بالعلم جارا...وما كالعلم للبلدان جار
لقد لبست من الإصلاح تاجا...يحق به لأهليها الفخار
فكان له بها نصر و فتح...وكان له ذيوع و اشتهار
لقد بعث البشير لها بشيرا...بمجد كالركائز بها يشار
وفي دار الحديث له صوان...بديع للصنع مصقول منار
به عرض البشير فنون علم...وآداب ليجلوها الصغار توجد هذه المدرسة في مدينة تلمسان بالغرب الجزائري، وهي المدينة العريقة في التاريخ والحضارة، وقد تشرفت بزيارة الأستاذ عبد الحميد بن باديس في سنة 1932م برغبة ملحة من أهلها، الذين رحبوا به وهرعوا عن بكرة أبيهم للاحتفال به، والاقتباس من نور علمه وواسع اطلاعه "... فألقى درسا أحدث به دويا كبيرا، وتأسف الكثير من الذين لم يتسع المكان لحضورهم لسماعه، فأعلن أنه سيلقي محاضرة في المساء، فقام أهل تلمسان فألقى درسا أحدث به دويا كبيرا، وتأسف الكثير من الذين لم يتسع المكان لحضورهم لسماعه، فأعلن أنه سيلقي محاضرة في المساء، فقام أهل تلمسان، وهيئوا رحب المكان في قاعة الأفراح، فما كادت تصل الساعة المحددة حتى كان المكان المهيئ غاصا بالجماهير التي أقبلت لسماع ابن باديس لأول مرة في حياتهم وفي مدينتهم، فأعجب الجميع (العام والخاص والصديق والعدو) لفصاحة لسانه وبيانه، وواسع علمه واطلاعه، ودام في محاضرته نحو الساعة والنصف لم يتوقف أثناءها وقفة، ولم يجر وراء شاردة، ولما انتهى من محاضرته نزل ضيفا في ديار احد المصلحين أين قضى ليلته، فاحتفت به جماعة من علية القوم ووجهاء البلد، وأنصار الحركة الإصلاحية، فدار حديثهم معه على من عسى يكون قائد الحركة العلمية والفكرية، فوعدهم بأنه سيعمل على إرسال من تتوفر فيه كل الشروط لتلمسان، دون أن يعلن عن اسم الأستاذ الإبراهيمي. وفعلا فقد وفى بوعده، فعندما عاد إلى قسنطينة عرج على أخيه ورفيقه في الكفاح الأستاذ محمد البشير الإبراهيمي، وألقى إليه رغبته في الالتحاق بتلمسان ليكوّن به مركزا إشعاع الحركة الإصلاحية، والنهضة العلمية والأدبية في الغرب الجزائري كله. فاستجاب الأستاذ الإبراهيمي لهذه الميزة التي خصه بها الأستاذ ابن باديس والتحق – دون إبطاء – بتلمسان وكان ذلك في أوائل سنة 1933م ، فما إن نزل بها حتى احتفى به أهل تلمسان كبيرهم وصغيرهم يستفيدون من علمه وخبرته وإطلاعه، وشرع في أداء الرسالة التي جاء من اجلها، فنظم دروسا كثيرة يبدؤها بدرس الحديث بعد صلاة الصبح، وينهيها بدرس التفسير بعد صلاة العشاء، علاوة على محاضرات كان يلقيها على الشباب والطلبة في النوادي التي تأسست آنذاك، مثل النادي الإسلامي، ونادي الشبيبة ونادي السعادة ونادي زقاق الرمان.، وفي مراكز جمعيات ثقافية، وفي أحواش وبساتين السكان التلمسانيين التي استحالت كلها مدارس ومجالس التجمعات لسماع دروس العلم والوعظ والإرشاد، وقد ضم إليه الشاعر الأديب الأستاذ الهادي السنوسي لمساعدته في تعليم الصغار بأحد هذه النوادي. ... ولما كان عمل الأستاذ الإبراهيمي قد احدث – في مدة قصيرة – انقلابا مدهشا في العقيدة، وتطورا سريعا في العلم والأفكار، وكون أرضية صلبة وخصبة، وعقولا نيرة كان لا بد من إحداث مشروع يضم هذه الحركة المتسعة التي انبثقت عنها مسؤوليات جسام، اتفق الجميع على بناء مدرسة تضم شتات التلاميذ والتلميذات والشباب، ومسجد يأوي إليه كبار الناس لأداء شعائرهم، ولسماع دروس الوعظ والإرشاد." [1] وقد اجتمع رجال العلم والإصلاح والبر وهيئوا أرضا تسع لبناء المسجد والمدرسة، وكلفوا المعماري ابن مدينة تلمسان ابن قلفاط بتصميم المخططات ورسمها، وبعد إنجازها في ظرف قياسي هبت مدينة تلمسان بشبابها وشيوخها تساهم في إنجاز هذا المشروع المبارك، ولأدع الإمام عبد الحميد بن باديس يصف لنا بقلمه كما جاء في " افتتاحية البصائر السنة الرابعة عدد 142، الصادرة بتاريخ 10 شوال 1357هـ/ 2 ديسمبر 1938م ما شاهده وعاينه، يقول: " حضرت تلمسان أيام بنائها والتلمسانيون في نشوة من الفرح والنشاط عجيبة،يبذلون في نفقات البناء بسخاء، ويتسابقون في مشاركة العملة والصناع، فتغبر أيديهم وأرجلهم وثيابهم في سبيل الله، بعيني رأيت الشيوخ المتقدمين في السن من أهل تلمسان يأتون فيعملون، وهل أنسى ذلك الشيخ المعماري الفنان ابن قلفاط وهو يعمل وينظم ليل نهار جادا محتسبا؟ ... أربعمائة ألف فرنك أنفقت على تشييدها، عشرات الأيدي الجزائرية - بثمن وبدون ثمن - عملت فيها..." وخلال سنة واحدة إكتمل بنائها على نسق هندسي أندلسي أصيل، لتكون بإذن الله مركز إشعاع ديني وعلمي وثقافي في أرض الجزائر الطاهرة. افتتاح دار الحديث: فكر الإبراهيمي في إقامة احتفال كبير بمناسبة إفتتاحها، فقام بدعوة علماء ووفود من المغرب وتونس، أما من الجزائر فقد حضر الإحتفال الألوف من أبنائها البررة يتقدمهم كل أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الإداريين والعاملين والمؤيدين، وكذا العاملين بمعظم المؤسسات التعليمية التربوية والجمعيات الدينية والثقافية الجزائرية. "... لقد كان افتتاحها في يوم الاثنين 21 رجب 1356 هـ الموافق ليوم 27 سبتمبر 1937م، أي بعد سنة من الشروع في بنائها، وعندما تدخل من باب (دار الحديث) تواجهك لوحة رخامية مثبتة على الحائط تقرأ عليها ما يلي: " تأسست مدرسة دار الحديث على يد العلامة الفاضل الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بمساعدة شعب تلمسان، وقد افتتحها صاحب الفضيلة الإمام عبد الحميد ابن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يوم الاثنين 21 رجب 1356 هـ الموافق ليوم 27 سبتمبر 1937م" وقد أسند شرف فتح المدرسة إلى الإمام عبد الحميد ابن باديس، الذي قام بقطع الشريط الحريري، و "... تقدم إلى الباب يحف به إخوانه العلماء، وأفاضل الأمة التلمسانية وعدد كبير من المعلمين والأساتذة والشعراء، وبجانب الباب وقف الأستاذ الإبراهيمي فسلم مفتاح المدرسة للشيخ الرئيس ابن باديس قائلا: " أخي الأستاذ الرئيس، لو علمت في العالم الإسلامي رجلا في مثل حالتك له يد على العلم مثل يديكم، وفضل على الناشئة نثب فضلكم، لأثرته دونكم بفتح هذه المدرسة، ولكني لم أجد. فباسم تلمسان، وباسم الجمعية الدينية بالخصوص أناولكم المفتاح، فهل لهذه المدرسة أن تتشرف بذلك؟" تسلم الأستاذ ابن باديس المفتاح من يده قائلا: " بسم الله الرحمن الرحيم، ثم على اسم الإسلام والعروبة، والعلم والفضيلة أفتح دار مدرسة دار الحديث، { رَبِّ أَنزلْنِي مُنزلا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنزلِينَ } [المؤمنون:29] {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا () وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا }) [ الإسراء: 80 – 81 ]" ثم يتقدم إلى الباب فيفتحه ويدخل، وتدخل معه الهيئة الإدارية لجمعية العلماء ثم تلتها الوفود والأساتذة والمعلمون ، فانتشروا في رحابها وأقسامها والابتهاج والسرور يعلو محياهم وعندما وقف الأستاذ عبد الحميد بن باديس مع المجلس الإداري لجمعية العلماء على شرفة المدرسة وجه خطابه للجماهير المحتشدة المتعطشة لسماعه قائلا: " يا أبناء تلمسان، أبناء الجزائر إن العروبة من عهد الفتح إلى اليوم تحييكم، وأن الإسلام من يوم محمد صلى الله عليه وسلم إلى اليوم يحييكم، وأن أجيال الجزائر من هذا اليوم إلى يوم القيامة تشكركم وتذكر صنيعكم الجميل، يا أبناء تلمسان كانت عندكم أمانة بين تاريخنا المجيد فأدّيتموها فنعم الأمناء أنتم، فجزاكم الله جزاء الأمناء. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " [ 2] وتشتمل البناية على مسجد في الطابق الارضي لإقامة الصلوات ودروس الوعظ والارشاد، وعلى قاعة المحاضرات بمنصتها مع ادارة المدرسة التي تحمل قلب لبناية في الطابق الثاني، وعلى ستة أقسام ومخزن في الطابق الثالث. لا يمكنني أن أتعرض إلى ما قاله لخطباء في هذا الحدث العظيم من تاريخ الامة التلمسانية وحسبي ان اشير الى قصيدة الاستاذ محمد العد التي القاها في هذا الحفل ومطلعها: أحيي بالرضا حرما يزار... ودارا تستظل بها الديار وروض مستجد الغرس نضرا ... أربضا زهر الأدب النضار حل الضيوف الوافدون من الشرق الجزائري والوسط والغرب في ديار الأكرمين من الأمة التلمسانية طيلة أيام إقامتهم، وقد دامت ثلاثة أيام كلها أعراس وأفراح بلياليها، وأعياد لم تألفها الأمة التلمسانية إلا في العهود التاريخي الزاهرة، تتجلى دار الدار كعروس تختال في أبهتها وبهجتها وعظمتها. وبتلك البهجة والأبهة والعظمة انطلقت تبني وتؤلف الرجال والنساء، وتعلم العربية وتنشر الاسلام والفضيلة في عزة وكرامة، فكان الأستاذ الابراهيمي المدير والموجه والمرشد بمساعدة الأستاذ ( بن عودة بوعياد) الذي عينه مدير إداريا فنيا. وتعرضت مدرسة دار الحديث لكل ما تتعرض له مدارس جعية العلماء من مضايقات واتهامات وإغلاق ومحاكمة، فأغلقت بأمر من رئيس الدائرة ( السوبريفي) في سنة 1938م،لقد أثار قرار غلقها غضبا شعبيا عارما صورته لنا جريدة البصائر في العدد 100 لشهر فبراير سنة 1938 م. على النحو التالي: " ...من المصائب (الاستثنائية) على هذه الأمة أن القوانين تفرض عليها: أن تفرح بمقدار و أن تحزن بمقدار ، لقد اجتمع الموجبان ( موجب الفرح و موجب الحزن ) حول مدرسة دار الحديث فتحناها فاحتشد في تلمسان عشرون ألفا من أبناء هذه الأمة في حفلة ضاحكة يعلوها جلال العلم ، ووقار الدين و سكينة التقوى و روعة النظام و تجمعها جامعة الابتهاج بأعظم معهد علمي ديني شيد بأموال الأمة في الجزائر الحديثة و في أول يناير صدر قرار بإغلاقها... فلا حول و لا قوة إلا بالله العظيم " وظلت مغلقة إلى أن أعيد فتحها بعد شهور قليلة، وهذا [ بفضل الله ] وبفضل المساعي الحميدة التي قام بها الأستاذ الإبراهيمي والأمة التلمسانية والنواب المسلمون ودفاع جمعية العلماء الذي يتمثل في رئيسها الذي قدم احتجاجا تلو الآخر إلى الدوائر المسؤولة، ونشر في البصائر والشهاب فضائحهم ومكائدهم. ونشبت الحرب العالمية الثانية فكان لا بد للمدرسة أن تتوقف وخاصة عندما نفي الأستاذ الإبراهيمي في 04 أوت 1939م إلى آفلو الذي قضى في منفاه ثلاثة أعوام. ثم فتحت المدرسة بعد إطلاق سراح الأستاذ الإبراهيمي في سنة 1943م فاستأنفت نشاطها ولم تتوقف إلا في 29 ماي 1956م حيث أغلقت من طرف السلطات الفرنسية وجيشها كبقية المدارس في الغرب الجزائري.
أما الأساتذة والمديرون الذين عملوا فيها فاذكر منهم ما توصلت إليه: محمد الصالح رمضان، محمد بابا أحمد، أحمد الشاوي، عبد الله أبو عنان، المختار الصبان، محمد ملوكة، مصطفى بن ثابت، عبد المجيد مزيان، محمد بن يلس، الجلالي حجاج، عبد الوهاب بن منصور، بن عودة بوعياد، محمد بن عقيلة، حمزة بلعيد، صالح زروق، سليمان بشنون، عبد العزيز قروف، مولاي الحسن البغدادي. وأما المعلمات فأذكر من بينهن الأوانس: خديجة بن ديمراد، ربيعة بن الأحبيب، زليخة كراري، فتيحة قورصو، خديجة خلدون، زليخة إبراهيم عثمان، خيرة إبراهيم عثمان، ربيعة بن ثابت، زبيدة بوصالح، كنزة بلخوجة، فضيلة سلعاجي، زاهية عبورة، فاتحة أمراد بودية، رشيدة بن ديمراد وكلهن من طالبات دار الحديث ومعلمات فيها وفي مدرسة عائشة المجاورة. وأذكر بمزيد من الفخر والإعجاب الطالبة زليخة كوار – وهي المكفوفة – قد تحدت العمى من صغرها، وأخذت تعليمها عن طريق السمع والتلقين، وخاضت امتحان الشهادة الابتدائية العربية الذي نظمته جمعية العلماء فنالت الشهادة بتفوق.[3]
تلاميذ دار الحديث شهداء حرب التحرير : انضم عدد كبير من تلاميذ دار الحديث إلى الثورة التحريرية، وكانوا من جنودها الأوفياء، وهذه قائمة الشهداء الذين وقعوا في ميادين البطولة والشرف خلال فترة الحرب التحريرية ضد المستدمر الفرنسي ( 1954 – 1962م) تواجهك أسماؤهم على لوحة رخامية في مدخل دار الحديث:
01 – مليحة حميدو 02 – عويشة حاج سليمان 03- كمال قورصو 04 – جمال أباجي 05- عبد الرزاق أباجي 06- عثمان محمد إبراهيم 07- عز الدين الصبان 08- مصطفى بابا أحمد 09- شرقي أحمد يحياوي 10- عبد الرزاق بختي 11- محمد الصغير برحيل 12- حاج حناوي 13- محمد حساين بوفردة 14- علي خديم 15- سيد أحمد مازوي خياط 16- بن علي بودغن ( العقيد لطفي قائد الولاية الخامسة التاريخية) 17- عبد الحفيظ بوذراع ( من عائلتنا الكريمة: أبو مريم الجزائري) 18- منير ديب 19- محمد ولد أحمد رمضان 20- عبد الحميد بالسعود 21- حسن شحمي 22- مصطفى بن شعرة 23- عبد الكريم بن شعرة 24- عبد الله كرزابي 25- قادة مرزوق 26- منير مغيلي 27- جلالي دالي يوسف 28- قويدر مهاجي 29- أحمد بن شقرة 30- محمد شقرون 31- جلالي صاري 32- عبد الرزاق صاري 33- حسين علالي 34- شكري علالي 35- عبد الكريم بوعياد 36- مختار غزلاوي 37- جلول غزلاوي 38- محمد غزلاوي 39- رشيد رضا قارة تركي 40- نور الدين ؟ [كذا] 41- محمد قادة قلوش 42- محمد خير الدين قروزان 43- عبد الحميد قرطي 44- حسين قوار 45- منير قوار 46- محمد الكبير كاهية ثاني 47- محمد بن يحي.
الهوامش:
[1] و [2] و [3] من كتاب " المسيرة الرائدة للتعليم العربي الحر بالجزائر " ج 3 للأديب محمد الحسن فضلاء - رحمه الله - شركة دار الأمة للطباعة والنشر والتوزيع – الجزائر الطبعة الأولى - أفريل 1999م. ........ ............. فـي المحطة والطريـق... في الساعة العاشرة ونصف من صباح يوم الاثنين 22 رجب 1356 وصل المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى محطة تلمسان فوجد في انتظاره داخل المحطة الأستاذ الإبراهيمي ومعه جم غفير من أبناء تلمسان وبعد تبادل التحية تقدم أطفال ثلاثة بباقات الزهر الذكي فسلموا إحداها للأستاذ رئيس الجمعية وأخرى للأستاذ أمين مالها، والثالثة للأستاذ كاتبها العام ثم تقدم الطفل النبيه محمد الإبراهيمي وألقى بين يدي الــرئيـس خطــابا لطـــيفـا رقــيـقـا عــــبـر فـــيـه عـــــن شعوره وشعور أهالي تلمسان الطيب نحو جمعية العلماء ومجلسها الإداري، ثمّ خرج المجلس من المحطة يتقدمه الرئيس وكان في خارجها صفان كالجبلين من الخلايق إن حزرتهما بالآلاف كنت مقصرا، وإن عددتهما بعشرات الآلاف لم تكن مبالغا. فسار المجلس ووراءه الضيوف بين الصفين اللذين كانا على غاية من التنسيق وكانت أصوات الحامدين المسبحين المكبرين لله رب العالمين تصل إلى أعماق القلوب فتزيدها إيمانا واطمئنانا، وكانت عجائز النساء يخللن هذه المظاهرات بالولولة والزغاريد. فما أحمق هذا اليوم بما سماه به الأستاذ الإبراهيمي "العرس العلمي".
عند باب المدرسة وواصل الضيوف سيرهم حتى وقفوا على باب المدرسة فوقف الأستاذ الإبراهيمي يخاطب الأستاذ رئيس الجمعية وهو يناوله المفتاح بهذه الكلمات البليغة:" أخي الأستاذ الرئيس لو علمت في القطر الجزائري بل في العالم الإسلامي رجلا في مثل حالتك له يد على العلم مثل يدكم، وفضل على الناشئة مثل فضلكم، لا ترثه دونكم بفتح هذه المدرسة ولكني لم أجد، فباسم تلمسان وباسم الجمعية الدينية بالخصوص أناولكم المفتاح فهل لهذه المدرسة أن تتشرف بذلك؟" فتناول الأستاذ الرئيس المفتاح وقال: بسم الله الرحمن الرحيم ثم على اسم الإسلام والعروبة، والعلم والفضيلة، أفتح مدرسة "دار الحديث" ربنا أنزلنا منزلا مباركا وأنت خير المنزلين، ربنا أدخلنا مدخل صدق وأخرجنا مخرج صدق واجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا. جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا." ثم فتح الباب ودخل، ودخل معه العلماء والضيوف الذين جاءوا من جميع نــواحي القـطر، فتفرجوا على داخـل المدرسة سفليها ثــم علويها، وكـان مـا حـول المدرسة قد اكتظ بالخلائق فخرج عليهم الأستاذ الإبراهيمي وأشار عليهم بالانصراف فصاحوا بصوت واحد: الرئيس ابن باديس، فأطل عليهم هو والعلماء من (البالكون) وخاطبهم بالكلمات الآتية : " يا أبناء تلمسان يا أبناء الجزائر إن العروبة من عهد تبع إلى اليوم تحييكم، وإن الإسلام من يوم محمد إلى اليوم يحييكم، وان أجيال الجزائر من اليوم إلى يوم القيامة تشكركم وتذكر صنيعكم بالجميل. يا أبناء تلمسان كانت عندكم أمانة من تاريخنا المجيد فأديتموها فنعم الأمناء أنتم، فجزاكم الله جزاء الأمناء والسلام عليكم ورحمة الله." ثم افترقت الجموع الحاشدة وذهب الضيوف لتناول طعام الغداء في بيوت التلمسانيين الكرام.
في العشية وفي الساعة الرابعة عشية رجع العلماء للمدرسة حيث كان الخلائق ينتظرون سماع الخطب والدروس، فصعدوا للسدة يتقدمهم رئيسهم فلما استقل كل منهم بكرسيه قام الأستاذ الإبراهيمي وتقدم من مضخم الصوت وقد الأستاذ طالب عبد السلام رئيس الجمعية الدينية ليتلو خطاب الترحب باسمها. فتقدم هذا وتلا خطابا رحب فيه بالضيوف وبين فضل العلماء على النهضة الجزائرية الحديثة وذكر من مجد تلمسان ووصف المدرسة وشكر جهود منشئيها وختم بالهتاف بحياة الجزائر الإسلامية وتلمسان ثم قام الأستاذ الإبراهيمي وارتجل خطابا ساحرا عرض فيه بإسهاب المؤسسات العلمية في تلمسان وتاريخها وذكر من أسماء العلماء الذين رفعوا رأس تلمسان عاليا وكانوا السبب في ربطها من الناحية العلمية بالشرق والتعريف بها في عواصمه، ثم عرج على ذكر مدرسة "دار الحديث" المحتفل بفتحها فقال: " الفضل في إنشاء هــذه المدرسة العظيمة لا يـــرجع لأحد غير جمــعية العلمـــاء المســلمين الجزائريين، فكل فضل لهذا العاجز هو قطرة من بحر فضل جمعية العلماء المسلمين الجزائريين." ثم حي العلماء وشكرهم وذكر من خدمتهم للعلم والدين ومن سعيهم الجدي لتخليص المساجد من يد الحكومة المستبدة بها غير مراعية في ذلك ما تعهدت به من التباعد عن كل تدخل في أمور المسلمين الدينية وقال: لابد من يوم يأتي نحتل فيه مساجدنا ونتمتع بحريتنا التامة فيها، فاستعدوا لهذا اليوم. ثم حث على تأسيس المدارس وقال: يجب أن نتدارك بها الإسلام والعربية في ناشئتنا المقبلة. وهنا تلا برقيتين وردت عليه إحداهما من زعيم المغرب الأستاذ علال الفاسي وأخرى من الأستاذ عباس فرحات من سطيف أبدى كلاهما شعوره الطيب ومشاركته الروحية الصادقة معتذرا عن الحضور. ثم ندد بأعمال الجور والظلم التي حبست عددا عظيما من إخواننا المغاربة في وجدة وافتكت منهم رخصهم وقد كانوا عازمين على المشاركة في الاحتفال، ثم احتج بكل شدة ضد هذه المعاملة القاسية في عصر يسمونه عصر الديمقراطية والحرية. وختم بشكر الحاضرين وعرفهم بأن الأستاذ الرئيس سيفتح الكلام في "دار الحديث" بدرس يلقيه في الحديث. درس الرئيس كان الرئيس جالسا على كرسيه أمام (الميكرو) وقد ظهر عليه وقار العلم وفضيلة المعرفة في أجلى صورهما، وكان الناس من السكينة والوقار كان على رؤوسهم الطير. فافتتح بحمد الله وبالصلاة على نبيه [صلى الله عليه وسلم] ثم روى حديثا بالسند المتصل بالبخاري ومسلم وهو قوله [صلى الله عليه وسلم]: " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم الحديث " و ليعذرني القراء إذا فوت عليهم خلاصة هذا الدرس فإنه ليس من الدروس أو الخطب التي تكثر فيها الألفاظ وتقل المعاني فيكتفي في نقله بالبعض عن الكل وبالخلاصة عن جميع ما قيل، لا ـ والله ـ أن هذا الدرس كانت ألفاظه على قدر معانيه ومعانيه لا تستغني عن قليل من ألفاظه. وكان آية في متانة الأسلوب وحسن البيان. فإذا كانت خسارة القراء فيه لا تعوض فلست المسؤول فلقد ـ والله ـ حاولت نقله فخانني الجهل بفن الاختزال. وفي أثناء كلام الرئيس على قوله [صلى الله عليه وسلم] من علم وعلم أخرج من جيبه خمسمائة فرنك إعانة للمدرسة ليكون قدوة للناس. وفي ختام الدرس وقف ودعا بدعاء حار مقتبس من القرآن العظيم وحديث النبي الكريم [صلى الله عليه وسلم]، وتلا الفاتحة. وبإئر ذلك قام السيد الحاج أحمد بن خليل ودعا الناس لإعانة المدرسة وابتدأ هو بدفع ثلاثمائة فرنك للقدوة فتبارى الناس بعده في البذل أحسن الله جزاءهم آمين. ثمّ افترقت الجموع الحاشدة وذهب الضيوف لتناول طعام العشاء في بيوت التلمسانيين الكرام.
في الليل وفي الساعة التاسعة ليلا عاد الناس للاستفادة وعاد العلماء للإفادة، وكان المتعين للدرس الأستاذان الشيخ مبارك الميلي، والشيخ العربي التبسي. فألقى الأول درسا في حديث " إنما الأعمال بالنيات..." وألقى الثاني درسا في قوله تعالى: { وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ...} [آل عمران: 180] فكان درساهما من الطراز العالي الذي يذكر بكبار علماء السلف، وكانا كأنهما أرادا أن يذكرا الناس بأساليب الدروس لا بمجرد الحكمة التي في الدروس.
وعلـى أثـرهما قـام الأستـاذ الرئيس [ يقصد ابن باديس] متحمسا و قـال: على ذكر الهجرة، في حديث " إنما الأعمال بالنيات " أذكر أني لما زرت المدينة المنورة واتصلت فيها بشيخي الأستاذ حمدان الونيسي المهاجر الجزائري وشيخي حسين أحمد الهندي أشار علي الأول بالهجرة إلى المدينة وقطع كل علاقة لي بالوطن، وأشار علي الثاني ـ وكان عالما حكيما ـ بالعودة إلى الوطن وخدمة الإسلام فيه والعربية بقدر الجهد، فحقق الله رأي الشيخ الثاني ورجعنا للوطن بقصد خدمته، فنحن لا نهاجر، نحن حراس الإسلام والعربية والقومية بجميع مدعماتها في هذا الوطن، فعلا الهتاف والتصفيق بحياة الإسلام والعربية. ثمّ تقدم الأستاذ الشيخ محمد العيد(شاعر شمال إفريقيا) وألقى قصيدة كلها عيون وغرر، فعرض فيها من ماض أمتنا وحاضرها عرضا شعريا بليغا ملك القلوب وسحر العواطف، ومطلع القصيدة أحي بالرضى حرما يزار ... ودارا تستضل بها الديار وبعد الانتهاء من إنشادها افترق الناس على أن يرجعوا صباح الغد لسماع بقية الخطباء والشعراء.
صباح اليوم الثاني
كان المقرر في صباح اليوم الثاني أن يسمع الناس خطاب الأستاذ الفضيل الورتلاني عن سير الحركة العلمية التي تغذيها جمعية العلماء بفرنسا وما كان الوقت المحدد حتى اكتضت رحاب المدرسة بالخلائق وصعد العلماء على السدة، وتقدم الأستاذ الفضيل من (الميكرو) وألقى خطابا طويلا عرض فيه بفصاحته الخلابة، وبيانه الساحر، ما تم من الأعمال العلمية على يد رجال جمعية العلماء في فرنسا فقوطع بالتصفيق والهتاف بحياة العاملين مرارا، وقد أخذ من الوقت ما يقرب من ساعتين. ثم تقدم الأستاذ محمد العيد وألقى قصيدة استنهاضية عامرة أثارت إعجاب الحاضرين بالشاعر، وأطلقت ألسنتهم بالدعاء ببقائه، ومطلعها دعاك الأمل ... لخير العمل ثمّ تقدّم الشيخ الشاعر الأستاذ أبو اليقظان فألقى قصيدة عصماء بعد أن قدم لها مقدمة بليغة ومطلعها. تلمسان تيهي بهذا الفخار ... وباهي العواصم بين البشر وبهذه القصيدة ختمت حفلة الصباح. مأدبة في البساتين خرج الضيوف من المدرسة تقلهم السيارات إلى بساتين السيد ابن قلفاط حيث أقيمت لهم مأدبة غذاء وعشاء اشتركت فيها أكثر الجمعيات والنوادي التلمسانية جلس الضيوف تحت ظل الأشجار الضليل وحول عيون الماء العذب السلسبيل، فتناولوا ما لذّ وطاب من الطعام ثمّ شربوا الشاي، مزيجا بنغمات الناي، على الطريقة الأندلسية التي كان يقوم بها المطرب الشهير الشيخ العربي وفرقته. ثمّ ركب بعض الضيوف سيارات ذهبت بهم إلى المنصورة فوقفوا على آثارها معتبرين بتصرفات الدهر، وتقلبات الأيام. ثم رجعوا إلى البساتين حيث تناولوا مع بقية الضيوف طعام العشاء وسمعوا الألحان الأندلسية ممتعة من فرقة الشيخ العربي. وفي الاعة السابقة تمت الحفلة الرسمية. في نادي السعادة دعا نادي السعادة هيأة العلماء ومن بقي من الضيوف لحفلة شاي تكريمية فقبلت دعوته وذهب الضيوف للنادي تقلهم السيارات فوجدوه غاصا بأحباب العلماء و أنصارهم ، وما أخذ الضيوف أماكنهم حتى قام الشيخ ابن علي بوعياد وألقى خطابا بليغا في الترحيب بالضيوف ثم طلبت الكلمة من الأستاذ فرحات بن الدراجي ثم من كاتب هاته السطور ثم من الأستاذ الفضيل الورتلاني فتكلم كل بما يناسب المقام، وانتهت الحفلة بسلام.
شكر الله كرم أهالي تلمسان وأعانهم على صالح الأعمال
الجزائر27 رجب 1356 مصطفى بن حلوش
المدير العـام شوقي نذير
الجنس : عدد المساهمات : 919 نقاط : 24925 السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 10/02/2010 الموقع : الجزائر تمنراست العمل/الترفيه : استاذ جامعي المزاج : ممتاز تعاليق :
موضوع: مقطع فيديو نادر للشيخين عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي لدى افتتاحهم لدار الحديث التلمسانية الجمعة مايو 14 2010, 17:20
من تمام الفائدة وربط الحاضر بالماضي بالحاضر وبرط التاريخ بالصورة والصوت في هذا الفيديو صور حية للشيخ عبد الحميد بن باديس والبشير الإبراهيمي أثناء افتتاح دار الحديث التلمسانية انظر إلى عظمة هؤلاء الرجال الذين غيروا مجرى التاريخ في الجزائر
المدير العـام شوقي نذير
الجنس : عدد المساهمات : 919 نقاط : 24925 السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 10/02/2010 الموقع : الجزائر تمنراست العمل/الترفيه : استاذ جامعي المزاج : ممتاز تعاليق :
موضوع: رد: دار الحديث التلمسانية الجمعة مايو 14 2010, 17:35
مما يلاحظ على هذا الفيديو الحي الرائع الذي نفتحر من خلاله بعلماء الجزائر وشهامتهم أنه وفي المقطع الأخير منه نرى الشيخين ومن معهما يستمعون إلى مقطع من الموشحات الأندلسية فما رأي السادة الأعضاء في هذا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟