الكاتب ( د : محمد بن عبدالعزيز المسند ) .
أعتذر
إليكم أيّها القرّاء الكرام عن هذا العنوان، وحاشا لعلمائنا الأجلاء ـ
وعلى رأسهم سماحة المفتي ـ أن يكونوا أغبياء.. ولكنّ هذا الوصف البذيء
أطلقه على سماحة المفتي بعض الشراذم ممّن يسمّون أنفسهم ليبراليين
سعوديين(!) ولم يكتفوا بذلك
، بل أضافوا إليه من الشتائم والإسفاف ما لا يجرؤ مسلم عاقل على إطلاقه
على أفجر الناس فضلاً عن مسلم صالح، فضلاً عن عالم ، فضلاً عن أكابر أهل
العلم.. وسبب إطلاقهم هذا الوصف وغيره على المفتي حفظه الله أنّ سائلاً في
أحد برامج الإفتاء سأله عن مسلسل معروف يكتب الكثير من حلقاته بعض رموزهم
ومنظريهم، فأجاب الشيخ بأنّ هذا المسلسل قد تجاوز حدّه في الإسفاف
والسخرية بالصالحين والدعاة بحجّة النقد والإصلاح.. الخ، ويبدو أنّ هذه
الفتوى قد أصابتهم في مقتل، فلم يملكوا إلا إطلاق الشتائم والسباب في حقّ
هذا المفتي الجليل، ووصفه بكلّ نقيصة.. ولسنا ـ ولله الحمد ـ نقدّس
علماءنا، أو ندّعي لهم العصمة ، بل قد نختلف معهم في بعض المسائل
والاجتهادات، لكن أن يصل الحدّ عند الخلاف إلى مثل هذا الإسفاف ، واللدد
في الخصومة، فهذا لا يصدر إلا من أهل النفاق والشقاق ومساويء الأخلاق،
وصدق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قال: " آية المنافق ثلاث.." وذكر منها: " إذا خاصم فجر ". وفي الحديث الآخر : " إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم " .
واسمحوا لي أن أنقل لكم بعض ما سطروه
من شتائم في حقّ شيخنا ومفتينا في أشهر منتدياتهم التي هي أشبه بمساجد
الضرار، حتى يعلم شبابنا حقيقة من يدّعون الإصلاح والعقلانية والتنوير
والتحرير والتعددية واحترام الرأي الآخر .. إلى آخر شعاراتهم البرّاقة
التي يخادعون بها الناس ..
ومعذرة فناقل الفجور ليس بفاجر كما يقول العلماء :
يقول أحدهم في وصف الشيخ:
( هذا أغبى مفتي مر على تاريخ المملكة منذ تأسيسها ).
ويقول آخر:
( مسكين ماخذ في نفسه مقلب.. وهو والله ما يدري وين ربي حاطه فيه)
ويقول ثالث:
( ما يسأل نفسه المفتي هذا وش فايدته
غير محاربة كل ما هو جديد ،، ودي اعرف هو وش قدّم للإسلام والمسلمين ؟؟
.... لكن الله يخلف علينا مادام هالشياب وهالعميان هم اللي يخططون لنا
ويقودوننا !)
ويقول رابع لامزاً الدولة:
( لا تلومونه يا جماعة تراه كفيف
البصر وناقص الحواس ولا يحق له أن يتسلم منصب مفتي قرية... لوموا اللي
عينه وركبه فوق روؤسكم وهو كفيف البصر شفاه الله من ذلك وكل كفيف في
العالم... ) .
ويستهزئ خامس فيقول:
( سر عجزت أفهمه؟؟ ليش المفتي العام أو كبير القساوسة عندنا لازم يكون أعمى. ).
ولاحظوا كلمة ( كبير القساوسة ) !!
فأجابه آخر:
( عشان يسهل على محتسبي الصحوة قيادته
مثل ما يبون.... يا شيخ ترانا شفنا من المنكرات كذا وكذا ..صك هالفسقة
بفتوى تزلزلهم. وعشان يجتمع عمى البصر مع عمى البصيرة ) .
ويعلّق آخر مؤكداً لمز الدولة:
( أصلا هو لو ما كان هذا تفكيره كان ما حطوه مفتي ) .
ويتجرأ سفيه فيستدل بآية من القرآن في غير موضعها على إسفافه فيكتب:
( قال تعالى : { ليس على الأعمى حرج } )
ويتفلسف عاشر فيقول:
( يقول آينشتاين: شيئان لا حدود لهما: الكون وغباء الإنسان )
ثم يعلّق لامزاً الشيخ:
( رحم الله آينشتاين لم يدرك عصر سماحته. وإلا جعلها ثلاثة ).
ويضيف آخر:
( كبير الحاخامات . أعمى البصر والبصيرة ) . .
ويعلّق آخر فيقول:
( لا يفتي أعور!!!! ) .
ولا أدري هل انتهت الشتائم عند هذا الحد أم استمروا في شتائمهم..
وبعد أن فرغوا من المفتي ، أضافوا إليه هيئة كبار العلماء، فعلّق أحدهم قائلاً:
( أذا أردنا أن نعيش كمجتمع طبيعي
فعلينا أولاً بإلغاء هيئة كبار لعلماء .... لأن بيدهم الريموت كنترول..
والريموت مشكلة أذا اللي ماسكة متخلف ورجعي ...). فهيئة كبار العلماء في
نظرهم ـ هكذا بإطلاق ـ متخلفون ورجعيون ..!!
أما الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه
الله فقد نالته شتائم من نوع آخر ، يخجل المرء من ذكرها، لكني آثرت ذكرها
ليعلم الجميع حقيقة هذا الفكر الذي يدعي حاملوه العقلانية والتنوير.
يقول أحدهم عن الشيخ صالح:
( كبير الكهنة.. يحمل عقلا فريدا.. وقلبا أسودا كاره للحياة.. أترككم مع مقتطفات من أقوال معاليه.. وسوف تسمعون العجب العجاب ..)
فساق بعض الفتاوى الانتقائية للشيخ والتي لم تعجبه ثم قال:
( الشعب مؤجر عقله للكهان.. ليسلبوا
تفكيرهم.. وليجعلوهم رهن إشارتهم.. فالكاهن يخاف العلم والعقل والنور
لأنها تهدد سلطته ونفوذه على البسطاء .. )
ثم ختم كلمته بقوله:
) سوف تنتقل فتاواك يا شيخ إلى مزابل التخلف والجمود مثل من سبقوك كابن إبراهيم وغيرهم ممن يرجعوننا للخلف دائما .. ) انتهى
وأقول: رحم الله الشيخ محمد بن إبراهيم شيخ الجميع وأسكنه فسيح الجنان فقد أبى هذا الدعي إلا أن يقحمه في هذه الشتائم المجانية..
ثم جاءت التعليقات على ما كتبه هذا الأفاك عن الشيخ صالح فعلّق أحدهم قائلاً :
( يستحق الحجر عليه هذا المعتوه ).
وعلّق آخر واصفاً الشيخ بالمدعو:
( إذا أردت الاستزادة من علم المدعو صالح الفوزان فاستمع له في إذاعة القرآن الكريم..
شيء يبكي ..
ترديد للكلام لا أقل ولا أكثر ..
المشكلة أن هناك قطيع يتبع له ..
متشدد ولا يحب من يخالفه.. )
قلت: وهم ـ ما شاء الله ـ يحبون من خالفهم،، والدليل هذه الشتائم..!!!
أما أقبح تعليق فهو هذا الوصف الذي وصفوا به فتاوى الشيخ حفظه الله، حيث يقول أحدهم معلّقاً :
( الصراحة فساوى على كيفك......قسم
بالله أني أتابع الحق بمخالفة فساويهم ...فأي فسوى تخرج من هؤلاء الجهلة
اعكسها ويكون هذا المنهج الحق الذي أرسل الله به رسله... ).
جرأة عجيبة على التجهيل والتسفيه والإسفاف المنحط..
وبدلاً من إنكار هذا الكلام السوقي البذيء من قبل عقلائهم، يؤكّده أخر بما هو أقبح منه ـ
قبّحهم الله جميعاًـ فيقول :
( فساوي الدكتور صالح بن فسوان الفسوان .. فساوي تؤدي إلى فرقعة المؤخرات ) .
وهكذا .. فمع هذا الإسفاف المنحط تهم معلبة بالإرهاب أو التسبب فيه ، وهذه أسهل التهم عندهم..
ويختم أحدهم الكلام بقوله:
( قلت سابقاً أن رأس المشاكل هم كبار العلماء.. الأحياء منهم والأموات! ).
حتى الأموات لم يسلموا منهم..
فأسألكم بالله أيها الإخوة الكرام
العقلاء، هل رأيتم إسفافاً وفجوراً أعظم من هذا الإسفاف والفجور في حقّ
علماء الأمّة وفضلائها وصالحيها مهما اختلفنا معهم..
أعلم أن قائلاً منهم سيقول : إنّ هذا لا يمثّل الليبرالية ولا كلّ أصحابها .
والجواب: إن كان الأمر كذلك فلمَ
يُترك هؤلاء يكتبون في منتدياتكم دون نكير أو تحذير، في الوقت الذي لا
تسمحون فيه لمن خالفكم بالبقاء في هذه المنتديات إلا في حدود ضيقة، مع
السخرية به والتضييق عليه حتى يرحل، ولو كان في غاية الأدب..
بل أقول، وأشهد الله على ما أقول: إنّ
هذه هي حقيقة الليبرالية في وجهها القبيح، فهي لا تقتات إلا على مثل هذا
الشتائم الرخيصة، ولا تستأنس إلا بالسخرية من أهل العلم الربانيين،
والدعاة العاملين ، والنيل من أعراضهم، وتتبع زلاتهم وتضخيمها، مع التغاضي
عن حسناتهم التي كالجبال، والمتابع لمنتدياتهم يدرك بشكل واضح أن أكثر ما
يشغلهم ويقض مضاجعهم في أغلب كتاباتهم هو جهود العلماء والدعاة المخلصين
الذين كسبوا قلوب العامّة بإخلاصهم وتفانيهم في خدمة هذا الدين ونفع
المسلمين.
ألا قاتل الله كلّ مفسد وحاسد، وكلّ أفّاك أثيم.. وصلّى الله على نبينا محمد .