أخي الرجل منحك الله فضلا وأعطاك نعمة تغبط عليها لا يمكن إحصاء فضلها ولا عدّ مزاياها ألا وهي الصلاة في جماعة سألت نفسي مالذي يمنع أخي الرجل من الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة في جماعة قد يقول قائل أنا مشغول طيلة اليوم في العمل أقول أنّ العمل يبدأ بعد صلاة الفجر فهذه صلاة واحدة يمكنك أداؤها في جماعة والثانية في الغالب الدوام ينتهي بعد منتصف النهار أو نصف ساعة بعد منتصف النهار مثلما هو في الجامعة فما الذي يمنعك من أدائها في جماعة صلاة العصر ممكن أنه قد يفوتك أداؤها في جماعة لكن المغرب والعشاء لا أظنّ ذلك والغريب من الأمر أنّ هناك من لا يوجد ما يمنعه إطلاقا عن أداء الصلاة في جماعة أقول لك أخي الرجل هذه نصيحة محبة لك ترجو لك السعادة في الدارين فوالله مامنع منها إلاّ محروم كيف لا وأنّ ربه يناديه حيّ على الصلاة ولا يجيب يقول له الله أكبر ولسان حاله يقول ماأنا فيه أكبر ألا تعلم يا أخي أنّ معلق القلب بالمسجد سيكون في ظلِّ الله - تعالى - يوم القيامة فقد روى الشيخان، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يومَ لا ظلَّ إلا ظله)) وذكر منهم: ((ورجل قلبه معلق بالمساجد)).
يقول الإمام النووي في شرح قوله: ((ورجل قلبه معلق في المساجد)): "معناه: شديد المحبة لها، والملازَمَة للجماعة فيها، وليس معناه القعود في المسجد".
-ألم تعلم ياأخي أنّ:
آتِي المسجد زائر الله تعالى فقد قال الرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من توضأ، فأحسنَ الوضوء، ثُمَّ أتى المسجد، فهو زائر الله، وحقٌّ على المزور أن يكرم الزائر)).
-ألم تعلم ياأخي أنّ:
إنْ صليتَ في الصف الأول تصلي عليك الملائكة: روى أبو داود عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
وإنَّ الصف الأول على مثل صف الملائكة، ولو علمتم ما فضيلته لابتدرتموه).
شرح قوله: ((على مثل صف الملائكة))؛ أي: في القرب من الله - عزَّ وجلَّ - ونزول الرحمة، وإتمامه واعتداله... كما أنَّ الله - تعالى - وملائكته يُصلون على الصفوف الأولى، وميامِن الصفوف، فقد قال النعمان بن بشير - رضي الله عنهما -: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إن الله وملائكته يصلون على الصفِّ الأول أو الصفوف الأولى))؛ لذلك قال - عليه الصلاة والسلام -: ((لو يعلم الناسُ ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلاَّ أن يستهموا عليه، لاستهموا)).
-ألم تعلم ياأخي أنّ:
الله - تعالى -يفرح بقدومك ويستقبلك ويرحب بك فقد قال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يتوضأ أحدُكم، فيحسن وضوءه ويسبغه، ثم يأتي المسجدَ لا يريد إلاَّ الصلاة فيه، إلاَّ تَبَشْبَشَ الله إليه، كما يتبَشْبش أهلُ الغائب بطلعته)).
-ألم تعلم ياأخي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال أيضا:
1- قال صلى الله عليه وسلم: ) صلاةُ الرجل في الجماعة تُضعَّف على صلاته في بيته، وفي سوقه خمسا وعشرين ضعفا وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد ، لا يُخْرِجُه إلا الصلاة ، لم يخطُ خطوة إلا رُفِعَت له بها درجة ، وحُطّ عنه بها خطيئة ، فإذا صلَّى لم تزل الملائكة تُصلِّي عليه ، ما دام في مُصَلاّه ما لم يُحْدِث : اللهم صلّ عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة(.
2- وقال صلى الله عليه وسلم: ) من صَلَّى الْعشَاء فِي جمَاعَة فَكَأَنَّهُ قَامَ نصف اللَّيْل وَمن صَلَّى الصُّبْح فِي جمَاعَة فَكَأَنَّهُ قَامَ اللَّيْل كُله (.
3- وقال صلى الله عليه وسلم: ) مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ وَرَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِى الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا وَرَاحَ (.
4-وقال صلى الله عليه وسلم: ) بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة (.
5- وقال صلى الله عليه وسلم: ) وصلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة (.
6- وقال صلى الله عليه وسلم: ) ولو يَعْلَمُونَ ما فيهما –صلاة العشاء والفجر- لأَتَوْهُمَا ولو حَبْوًا (.
7- وقال صلى الله عليه وسلم: ) إنَّ الله لَيَعْجَبُ منَ الصلاةِ في الجَمْعِ (.
8-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق ".
-أبعد كل هذا الفضل وتحرم نفسك منه يا أخي لقد كان سلفنا الصالح يعزونا من فاتته تكبيرة الإحرام وقد روي أنَّه قيل للتابعي سعيد بن المسيب: إنَّ طارقًا يريد قتلَك فتغيَّب، اجلس في بيتك، فقال: أسمع حَيَّ على الفلاح، فلا أجيب وأختم بقولي إذا كان الأعمى لم يرخص له بتركها فكيف أنت فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: \"أتى النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - رجلٌ أعمى، فقال: يا رسول الله، إنَّه ليس لي قائدٌ يقودني إلى المسجد، فسأل رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنْ يرخص له، فيصلي في بيته، فرخَّص له، فلما ولَّى، دعاه فقال: ((هل تسمع النداء بالصلاة؟))، فقال: نعم، قال: فأجب).