ككل مرة يكتب فيها القلم عن جرحنا الغائر تجده يسيل دما بدل الحبر يكتب واليد ترتجف والعين تدمع والقلب يعتصر ألما والصدر خنقته الآهات ما رأته عيناي اليوم من غارات متجددة على قطاع غزة الحبيب التي حولت ليله نهارا وصمت ساكنيه صراخا فمنظر الأطفال وهم يرتجفون من الرعب والخوف ووجوه الأمهات الملطخة بالدماء وأجساد الجرحى المغروسة بالشظايا وإصابة المسعفين واستنجاد الشيوخ بمن ينقذهم وجو المدينة الذي لوثه الحريق كل هذه المناظر جعلتني أشعر بالعجز والحقد الكبير لمن لعنهم الله في كتابه ونلعنهم نحن اليوم وكل يوم أحفاد الخنازير والقردة نقول للصهاينة إنّ المحن تصقل الرجال كما تصقل النار الحديد وما يسعون له هو مجرد وهم لن يتحقق إلاّ في أحلامهم فغزة ومن ورائها فلسطين ستبقى أرضا عربية إسلامية فهذه عقيدتنا وستحرر لا محال فقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ونرجوا من الله مالا يرجون .
اليوم قتلوا الشهيد القائد "الجعبري"أسكنه الله فسيح جناته وهو الذي كان وراء أسر المخذول شاليط والذي كان ثمن تحريره صفقة الأحرار قرابة الألف أسير هم بهذا يظنون أنهم انتقموا بل هذا دليل على عجزهم ومهانتهم فهو قد أكرمه الله بالشهادة مثلما أكرمه بالحج هذا العام .
فما كتبت هذه الأسطر إلاّ معذرة إلى ربي فهذا ما أستطيعه فعله عسى كل من يقرؤها يدعو لإخواننا بغزة وفلسطين بالثبات والنصر وبأن يشد من أزرهم ويلهمهم الصبر والسلوان ولنحاول أن نحي قضية فلسطين في أنفسنا وفي بيوتنا وفي أماكن عملنا فهذا أضعف الإيمان فمعذرة لعجزنا وخذلاننا نراكم كل يوم ونسمع آهاتكم وصرخاتكم ولا نحرك ساكنا.
أقول لغزة أنت رمز عزتنا وأهلك بصمودهم علّمونا كيف نحي كراما علّمونا معنى الرجولة علّمونا كيف يعيش المرء لعقيدته وكيف يضحي من أجلها علمونا كيف يكون المرء سعيدا رغم فقده لبيته وأهله وعشيرته وغذائه فعجبا في الحصار الجائر على غزة تحت وطأة ليل بارد وبيوت لا سقف لها وتحت ضوء الشموع ترى وجوها مبتسمة تقول الحمد لله على كل حال.
اللهم ياحي ياقيوم ياجبار يا قوي يا ملك أرنا في اليهود يوما أسود ولا تبقي منهم أحدا .