تمضي الأيام والشهور والسنين سريعا فها نحن اليوم نودع عاما ونستقبل آخر وفيها خزائن أعمالنا وآجالنا .
غدا ستفتح ورقة بيضاء ناصعة تكون شاهدة لنا أو علينا يوم القيامة فلنملأها بالطاعة والعمل الصالح ولنجعل لأنفسنا أهدافا نسعى لتحقيقها فالهجرة لا تتعلق بالمكان فقط وإنما هي هجرة الذنوب والمعاصي ورفقة السوء وكل شيئ يبعدنا عن الله .
وخير ما نفتتح به عامنا هذا هو توبة نصوح ونية صادقة على تغيير الذات للأحسن
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة *** وتبكي عليها حسرة وتندما
وتستقبل العام الجديد بتوبة *** لعلك أن تمحو بها ما تقدما
ولا يحزنك أو يشغلك التفكير بما فعلت في الماضي فهي صفحة طويت والعبرة ليست بسوء البدايات ولكن بحسن النهايات واللبيب العاقل من يعتبر من أمسه لغده واستغل شرف الزمان وأفاضل الأوقات فلقد فاضل الله بين الأوقات فجعل منها مواسم للخيرات ليجتهد الناس فيها بسائر الطاعات وأنواع العبادات ومن هذه الأزمنة الفاضلة التي أشار القرآن إلى عظيم منزلتها وأظهرت السنة علو مكانتها شهر الله الحرام فقد عظم الله هذا الشهر فأضافه إلى نفسه إضافة تشريف وتعظيم وهذا يدل على مكانته وعلو منزلته.
قال الإمام ابن رجب ـ رحمه الله ـ: "وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم المحرم شهر الله وإضافته إلى الله تدل على شرفه وفضله فإنّ الله تعالى لا يضيف إليه إلاّ خواص مخلوقاته".
ففي رأس هذا العام أنت مولود جديد لكن الفرق بين ميلادك الأول وهذا أنّك تعي ما تفعل وما تريد وأنك محاسب على ذلك فلتكثر من العمل الصالح كالصيام فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم). غيرها من الطاعات ولتجدد العهد مع الله.
ميلاد سعــــــــــــــــــــــــــــــــيد كله قرب من الله تعالى.