إن البعض يعتقد أن القلب السليم؛ هو القلب الطيب.. ويطلقونه على الإنسان الذي لا يبخل بماله على أحد، ولا يتكلم على أحد، ولا يفتري، ولا يتهم، ولا يسرق ولا يزني.. وقد يكون إنساناً لا يُصلي، أو امرأة لا تتستر بحجابٍ شرعي؛ هذهِ هيَ الطيبة العرفية!.. ولكن ليسَ هذا هو القلب السليم؛ هذا إنسانٌ طيبٌ عُرفاً؛ أما السليم باصطلاح الدين فله معنى أدق وأعمق!.
إن بعض الحكم تُعطينا مُعادلة الحياة، ومنها هذه { ألا وإن لله أوانيَ في أرضه؛ وهي القلوب.. فأحب الأواني إلى الله تعالى: أصفاها، وأصلبها، وأرقُّها!.} أصفاها من الذنوب، وأصلبها في الدين، وأرقها على الإخوان" فالصلابة والرقة صفتان متنافرتان!.
سئل النبي صلى الله عليه واله عن القلب السليم فقال
دينٌ بلا شَكٍ وهوى، وعَملٌ بلا سُمعةٍ ورياء)..
التعليق على الصورة موجبات موت القلب..
من حكم الإمام علي كرم الله وجهه هذه الحكمة البديعة جدا في عامل التكامل (القلب حرم الله، فلا تُسكن حرم الله غير الله)ونستطيع أن نستلهم منها:
أنه بإمكان الإنسان أن يعلق نفسه بأشياء كثيرة، مثلا: حب الزوجة من الإيمان، وحب الأهل من الإيمان، وحب الأوطان من الإيمان؛ ولكن حب الله -عز وجل- لا يشاركه شيء.. وبعبارة أخرى: إن جعلنا القلب بمثابة بناء له طوابق: فإن هناك طابقا لا يدخله أحد إلا هذا العنصر، وهو الحب الإلهي.. أما الطبقات السفلى فليكن لحب: الزوجة، والأولاد، وحب المال؛ ولا مانع من ذلك، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ).. المؤمن يحب أشياء كثيرة في هذه الحياة، ولكن هناك نقطة في القلب، أو جهة في القلب، أو مكان في القلب؛ هذا المكان لا يدخله إلا الله عز وجل.
ننظر ‘إلى التعبير(فلا تُسكن حرم الله غير الله)؛ أي لو تركت الأمر دون مجاهدة، من الممكن أن يتسلل حب الله -عز وجل- من القلب.. كما يحدث في بعض البلدان، عندما تخفّ الرقابة على حدودها، يتسلل بعض الأفراد بشكل غير قانوني إلى تلك البلاد.. وكذلك إذا ترك القلب دون مراقبة، قد تتسلل بعض الأمور إلى قلب المؤمن.. وبالتالي، يسكن قلبه حب غير الله عز وجل.
إن الشيء إذا استقر في القلب يصبح أميرا، فالزوجة إذا دخلت القلب -المكان الذي هو وقف لله عز وجل- أصبحت هي التي تأمر وتنهى، وإن كان الأمر يخالف الأمر الإلهي.. عن علي -كرم الله وحهه- قال: (يأتي على الناسِ زمان: همّتُهم بطونهم، وشرفُهُم متاعهم، وقبلتهم نساؤهم، ودينهم دراهمهم ودنانيرهم؛ أولئك شرار الخلق، لا خلاق لهم...) فالمرأة بعض الأوقات تتحول إلى صنم يعبد، وكذلك العكس الرجل يتحول إلى صنم يُعبد.. قد تأمر المرأة الرجل بأمر خلاف الشريعة، فيرى الرجل نفسه مطيعا لها؛ ومعنى ذلك أن هذا القلب خرج من كونه حرما لله عز وجل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]