حينما يغفل الانسان وتتحكم فيه نفسه وتسيره شهواته تصبح المعصية فعله يتعود عليها لكنه في أعماق نفسه يريد الخلاص منها فهو غير راض عن فعله ولا مطمئن في حياته يشعر بالضيق والحرج لأنه أعرض عن ذكر ربه وضلّ الطريق ولم يجد من يأخذ بيده أو أنه وجد ولكن خطبه ومواعظه ونصحه لم يجد إلى قلبه طريقا وهذا ما حدث مع الرجل العاصي الذي جاء إلى العالم الورع الزاهد "ابراهيم بن أدهم" فهل تريدون معرفة قصته ؟أكيد تريدون ذلك
ذهب رجل إلى ابراهيم بن ادهم وكان من أطباء القلوب (رحمه الله) وقال الرجل: إني مسرف على نفسي فاعرض علي ما يكون زاجرا لها فقال ابراهيم : إن قدرت على خمس خصال لن تكون من العصاة فقال الرجل: وكان متشوقا هات ما عندك يا ابراهيم .
فقال ابراهيم : الاولى : إذا اردت أن تعصي الله فلا تأكل شيئا من رزقه فتعجب الرجل وقال متسائلا: كيف تقول ذلك يا ابراهيم والارزاق كلها من عند الله؟ فقال ابراهيم : إن كنت تعلم ذالك فهل يجدر بك أن تأكل من رزقه وتعصيه ! فقال الرجل لا يا ابراهيم هات الثانيه فقال ابراهيم:إذا اردت ان تعصي الله فلا تسكن في بلاده فتعجب الرجل أكثر من السابق وقال : كيف تقول ذالك ويا ابراهيم والبلاد كلها ملك لله ! فقال ابراهيم : إذا كنت تعلم ذالك فهل يجدر بك ان تسكن في بلاده وتعصيه ؟!
فقال الرجل : لا هات الثالثه فقال له ابراهيم : إن اردت أن تعصي الله فانظر مكانا لا يراك فيه فاعصه فيه فقال الرجل: كيف تقول ذالك يا ابراهيم ؟ وهو اعلم بالسرائر{يعلم السر وأخفى} ويسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء فقال له ابراهيم : إذا كنت تعلم ذالك فهل يجدر بك ان تعصيه وهو يراك؟!
فقال الرجل : لا وهات الرابعة فقال ابراهيم : اذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له: أخرني إلى اجل معدود.
فقال الرجل: فقال الرجل: كيف تقول ذالك يا ابراهيم؟ والله تعالى قال :{فإذا جاء اجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون} فقال له ابراهيم : إذا كنت تعلم ذالك فكيف ترجو النجاة؟! فقال الرجل : نعم وهات الخامسة فقال ابراهيم : إذا جاءك الزبانية وهم ملائكة جهنم ليأخذوك لها فلا تذهب معهم ! فما كاد الرجل يستمع إلى هذه الخامسة حتى قال باكيا : كفى يا ابراهيم إني استغفر الله وأتوب إليه ولزم العبادة حتى فارق الحياة .
لا يوجد منّا من لا يخلو من ذنوب ولا معاصي فلنبادر إلى التوبة ولنسأل الله القبول خاصة ونحن مقبلون غدا على يوم عرفة يوم المغفرة والعتق نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنّا وأن يجعلنا من عباده الصالحين ومن أهل خاصته وطاعته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]