سيد العطفي مرتبة
الجنس : عدد المساهمات : 156 نقاط : 166 السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 31/12/1978 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 45 الموقع : تمنغست العمل/الترفيه : المكز الجامغي تمنغست المزاج : ممتاز تعاليق : اللهما انصرنا بحق محمد وال محمد
| موضوع: الخلاف والاختلاف السبت أكتوبر 06 2012, 19:29 | |
| إن الاختلاف في الأفكار، والرؤى، والنظريات، وفي تقييم الأمور؛ هذا أمرٌ قهريٌ لا خِلافَ فيه!.. لأنه لا يمكن أن يكون هناك شخصان متطابقان في كُل الرؤى والأفكار!.. إذا كانت بصمة الإبهام التي هي قُطعةٌ من جلد، وبمقدارِ ثُلث الأصبَع، ملياراتُ البَشر لا يتحدونَ فيها؛ وهي بهذهِ المساحة الضيقة؛ فكيفَ في الأفكار، والرؤى، والنفسيات؟!.. لذا، فإن الإنسان الذي يتوقع أن يتطابق معه غيره تماماً هذا توقعٌ في غيرِ مَحلهِ.. والذي يحاول أن يوحد أفكارهِ معَ زوجتهِ؛ تَخيبُ آمالهُ. فإذن، هناك اختلاف، وهذا شيء لابد منه، ولكن ليسَ بالضرورة أن كل اختلاف يؤدي إلى خِلاف.. فالاختلاف نوعان: 1. اختلاف يؤدي إلى خلاف: وهذا يحدث عندما يكون هناك لقاء بين أناس مختلفين سياسياً، وكل شخص مُتحزب لجهة.. فبعد مرور وقت من الحوار، وإذا بأحدهما يحاول أن يضرب الآخر؛ لأنّ الاختلاف تحولَ إلى خلاف. 2. اختلاف لا يؤدي إلى خلاف: وهو الاختلاف الذي يكون حول قضية عِلمية، كالتلوث البيئي مثلاً!.. فلو اجتمع شخصان متخصصان في التلوث البيئي ولِكُلٍّ نظرتهُ، ووصل الاختلاف إلى مائة وثمانين دَرجة؛ فإن أحدهما لا يرفعُ صوتهُ على الآخر؛ لأنَ طبيعة البَحث لا تستوجبُ خِلافاً. فإذن، إن الخوف ليسَ من الاختلاف، وإنّما الخوف من الخلاف، والنزاع، والدخول في عالم المُجادلة.
هُنالكَ أيضاً من قواعد التعامل مع الغير، ما يُسمى "قانون الزراعة".. هل هناك زارع يبذر البذر ويصبُ عليهِ كأساً منَ الماء، ويجلس جانباً يقول: يا رب أرني الثمرة الآن؟!.. بالتأكيد لا، فبعض الأشجار تُثمر بعدَ سنوات.. إنما هو يهيئ المقدمات، وينتظر النتيجة.. في التعامل معَ الغير أيضاً يرمي الكلمة الطيبة: للزوجةِ، والولدِ، والموظف، وغيره؛ ولكن لا يستعجل النتائج.. يترك الأمر، يجعلهُ يُفكر، ويعودُ إلى رُشده.. عليه أن يرمي الكلمة الطيبة، ورب العالمين يُبارك في ذلك.. ولكن للنصيحة قواعد: فالمؤمن لا ينصح أثناء الغضب، بل عندما يهدأ تماماً.. وقبلَ توجيه النصيحة يصلي ركعتين لله -عز وجل- "قضاء حاجة"، ويقول ما قالهُ موسى -عليهِ السلام- لمواجهةِ فرعون.. فالذي ينصحهُ هو زوجته أو ابنه.. الخ، وهؤلاء لا يقاسون بفرعون، فرعون قال: {.. أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} وهؤلاء يقولون: "سُبحان ربيَ الأعلى"!.. فرقٌ بين الزوجة المؤمنة أو الابن المؤمن، وبينَ فرعون.. موسى -عليهِ السلام- {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي} طلب من الله -عز وجل- شرح الصدر، حتى يتحمل كلام الطرف المقابل، وأن يتصرّف في قلب المُخاطب، وأن يجعل لسانه ليناً.. فالإنسان الذي يتوضأ، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء، ثُمَ يذهب إلى الطرف المقابل؛ قد لا يحتاجُ إلى حديث.. بل بعينهِ يُكلمه، بنظراتهِ يُكلمهُ.. فقد كان يُعرف غّضب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم من وجهه، يقول من كان في زمانه{وإذا غضب أعرض وأشاح} لا يحتاج لا إلى خطبة، ولا إلى محاضرة.. كذلك المؤمن إذا رأى من اخيه ما لا يعجبه، فإنه يكفي أن يدير وجهه فقط، أو يطأطئ برأسه، فيُعلم أنه ليس براضٍ عنه، فنذوب ونموتُ خَجلاً منه.
| |
|
ليلى مام مرتبة
الجنس : عدد المساهمات : 188 نقاط : 191 السٌّمعَة : 4
تاريخ التسجيل : 22/11/2010 العمل/الترفيه : أستاذة جامعية المزاج : ممتاز تعاليق : إذا أردت أن تعرف مقامك عند الله فانظر فيما أقامك
| موضوع: رد: الخلاف والاختلاف الإثنين أكتوبر 15 2012, 19:10 | |
| | |
|