إن المعشوق الأول في عالم الوجود، هي الذات مهما ذهبنا يمينا وشمالا هذا هو الواقع!.. فالناس يعشقون ذواتهم ربما لن أضيف جديداً مهما تغنّينة بدور المعلّم وعطاءاته، لكن الجديد هو ما ستضيفه أستاذتي نفسها في تحقيق تعبّر من خلاله عن هواجسها وطموحاتها وأحلامها، فماذا تقول أستاذتي في عيدها؟
شعر – لعينيك شعاعٌ من يقين
فِ العَهدَ كانَ ولَمْ يَزَلْ مَسئُولاً
وذَرِ اعتِزَازَكَ لمْ تَزَلْ مَوْصُولا
واخْضَعْ حَيَاءً وَالتَزِمْ أدَبَ الِلقَا
وَاحفَظْ لِمَنْ بَذَرَ الفُصُولَ أصُولا
والزَمْ بِحَضْرَتِهِ التَوَاضُعَ مُظْهِراً
لِمَقَامِهِ وَاسْتَعْمِلِ التَبْجِيلا
إذْ حَقَّ أنْ يَحْيَا كَمَا أحيَا الوَرَى
بِالمَكْرُمَاتِ مَعَ الكِرَامِ خَلِيْلا
مَا كُذِّبَ الشُعَراءُ إلا حِينَمَا
قَالُوا مَقَالَةَ مَنْ أضَاعَ سَبِيْلا
فَلَعمْرُ إنِّي لا أقُولُ مَقَالَةً
إلا وأنْصُبَ للمَقُولِ دَلِيلا
(كادَ المُعَلِّمُ أنْ يَكُونَ) جنايةٌ
إنَّ المُعَلِّمَ مَا يزالُ رَسُولا
تَتَفَجَّرُ الأحْلامُ بَيْنَ عُيُونِهِ
وَيُفِيضُ مِنْ عَيْنِ الوَفَاءِ سُيُولا
كَالمُرْسَلاتِ بِقَطْرِهِنَّ رَوَافِدٌ
تَسْقِي القِفَارَ فَيَسْتَحِلنْ سُهُولا
وَيَسِرْنَ مَا بَيْنَ المَدَائِنِ وَالقُرَى
لا يَرْتَجِيْنَ مِنَ العِبَادِ جُعُولا
وَيَعُدْنَ فِي كُلِّ الفُصُولِ رَوَافِداً
وَيُزِلْنَ عَنْ لِيْنِ الرَبِيعِ نُحُولا
وَيُقِمْنَ أعْوَادَ النَخِيْلِ بَوَاسِقَاً
وَيُحِلْنَ مَوجَ بَيَادِرِي أسْطُولا
وَكَذَا المُعَلِّمُ مِثْلُهُنَّ وَإِنْ قَسَتْ
أيْدِي الدُهُورِ فَلَمْ تُعِرهُ جَمِيْلا
بَذَلَ الحَيَاةَ كَمَا السَحَائِبِ زَارِعَاً
جِيْلاً تَكَلَّلَ بِالعَطَاءِ وَجِيْلا
وَلَرُبَّمَا خَانُوهُ وَهوَ إمَامُهُمْ
وَلَرُبَّمَا رَشَقَ الوَضِيعُ نَبِيْلا
هَذَا قَلِيْلٌ مِنْ جَمِيْلِ خِصَالِهِ
وَجَلِيْلُ شِعْرٍ كَمْ أرَاهُ قَلِيْلا
لا يَرْتَقِيهِ وَلا يُقَارِبُ عَرْشَهُ
إلا لِيَرْفَعَ نَحْوَهُ الإكلِيْلا
ولتكريم السائرين على دروب العلم طلاباً ومعلمين لن نجد أبلغ وأعظم وأجمل من هدية معلم البشرية جمعاء رسول الله محمد لهم، حين قال: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سلك الله له طريقاً إلى الجنة».