المدير العـام شوقي نذير
الجنس : عدد المساهمات : 919 نقاط : 24925 السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 10/02/2010 الموقع : الجزائر تمنراست العمل/الترفيه : استاذ جامعي المزاج : ممتاز تعاليق :
| موضوع: هل يجوز عند اهل الأصول إثبات اللغة بالحديث الإثنين سبتمبر 12 2011, 17:40 | |
| الاحتجاج بكلام رسول الله e ينقسم بحسب فنون اللغة، فعلوم اللغة ستة: اللغة والنحو والصرف، والبلاغة والبيان والبديع وكلامه يعد في الطبقة الثانية بعد كلام الله جل وعلا عند أهل البلاغة والبيان والبديع كما أني لا أعلم أحدًا يمنع من الاحتجاج بحديث رسول الله e في إثبات كلمة من لغة العرب، وجرى علماء اللغة المتقدمون على الاستشهاد به، ومنهم أبو عمرو بن العلاء، والخليل، والكسائي، والأصمعي، وأبو عبيد، وفي غريب كلامه e ألف العلماء المؤلفات، فمن أهمها ”غريب الحديث“ لأبي عبيد، ومن حذا حذوه، وسار على منهجه من العلماء. وليس الاستشهاد خاصا بالكتب المقصورة على غريب الحديث، بل إن كثيرا من اللغويين طالت معاجمهم بكثرة ما يوردونه من الأحاديث، كالأزهري في ”تهذيب اللغة“. أما احتجاجهم به في النحو فباب عسر، تكلم علماء النحو فيه قديما وحديثا، فقد مضت سنة النحويين المتقدمين على قلة الاستشهاد بحديث رسول الله e، وليس في كتبهم نص صريح على منع الاستشهاد به أو إيجازته، وما ورد قد يكون من قبيل الاستشهاد، أو من قبيل التمثيل والاستئناس، أو من قبيل سماعهم هذا الحديث من عربي فصيح، وسارت الدنيا على ذلك مدة أربعة قرون أو تزيد، إلى أن جاء ابن خروف ثم من بعده ابن مالك، فأكثرا من الاستشهاد بحديث رسول الله e، بل تجاوزا ذلك إلى تغيير كثير من القواعد النحوية. وكانت هناك ردة فعل من أبي حيان الأندلسي على ابن مالك بسبب سلوكه هذا المسلك، فرد على ابن مالك ما أحدثه من تغيير لمنهج الدرس النحوي، وأرجع سبب عدم استشهاد القدامى بالحديث إلى أمرين: الأول: أن الرواة جوزوا النقل بالمعنى، والثاني: وقوع اللحن فيما روي من الحديث؛ لأن كثيرا من الرواة كانوا غير عرب بالطبع. وسار النحويون من بعدهم مسيرة من سبقهم من النحاة حتى بعد استقرار علم الحديث وتدوينه ومعرفة صحيحه من سقيمه، إلى أن جاء ابن خروف وابن مالك، وهما علمان في الحديث النبوي، فاستشهدا به، ولم يكن استشهادهما مع جهل منهما، بل استطاعا أن يحتجا لحديث رسول الله e بما يعضده من كلام العرب ويؤيده، وما أنصفَ قولَ البُلْقِينِي -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-، حينما سئل عن ذلك، فأجاب: (إثبات القواعد النحوية يحتاج إلى استقراء تام من كلام العرب، ومجردُ لفظةٍ في حديث لا تثبت به قاعدة نحوية، وكذا مجرد لفظة في كلام العرب). فلم تكن مخالفتهما للقواعد النحوية لمجرد وجود حديث واحد فقط، بل تتابعت الشواهد عندهما وتعاضدت على مخالفة القاعدة النحوية، فسارا معها. والذي أراه في عدم احتجاج سيبويه وأضرابه بالنحو: كثرة وجود الوضع في الحديث في ذلك العصر، ولقد أخذ الرشيدُ زنديقاً ليقتله، فقال: أين أنت من ألف حديث وضعتها؟، قال: فأين أنت يا عدو الله من أبي إسحاق الفزاري وابن المبارك؟، ينخلانها فيخرجانها حرفا حرفا، فهذا زنديق واحد قد وضع ألف حديث، انظر كم زنديقٍ دَخَلَ هذه الأمة، وأراد تشويه سنة رسول الله e. وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: قال محمد بن إدريس الشافعي: يا أبا عبدالله؛ إذا صح عندكم الحديث عن رسول الله e فأخبرونا به حتى نرجع إليه، فالشافعي مع عظمته وعلمه: يحيل علم الرجال ومعرفة صحة الحديث من سقمه على تلميذه الإمام أحمد، فكيف بمن هو أبعد من ذلك؟، أعني علماء النحو أبعد من أمثال الشافعي. فمعرفة الحديث شيء ومعرفة صحته من سقمه شيء، وضبط ألفاظه شيء ثالث، فحين لم يسمع علماء النحو الحديث من فصيح، ولم ينقل لهم معتنى بضبط حركاته وسكناته: عزفوا عن الاحتجاج به، أما الشعر والنثر فسمعوه من فصيح وربما فصحاء، وأخذوا بكل رواياته علما بأن الشاعر قالها برواية واحدة، ونقلها الفصيح عنه بما استقام عليه لسانه، وأخذوها هم عن الفصحاء، ألا ترى أنهم حينما ينقل غير الثقة عن فصحاء العرب لا يحتجون به.
وللمعاصرين في هذا الباب آراء مختلفة منقول......................................
| |
|
المدير العـام شوقي نذير
الجنس : عدد المساهمات : 919 نقاط : 24925 السٌّمعَة : 7
تاريخ التسجيل : 10/02/2010 الموقع : الجزائر تمنراست العمل/الترفيه : استاذ جامعي المزاج : ممتاز تعاليق :
| |