ندى مرتبة
الجنس : عدد المساهمات : 41 نقاط : 60 السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2010
| موضوع: " اختلاف أمتي رحمة " الأحد مارس 28 2010, 18:34 | |
| ليس هناك من شك في أن للأحاديث الضعيفة والموضوعة آثاراً سيئة ضارة عند من يعتقد صحتها ويعمل بها ، لما يترتب على ذلك من الابتداع في مجال العقيدة والعبادة والمعاملات ورد الصحيح من كل ذلك تمسكاً بما اعتقد صحته وهو ليس كذلك وسأورد طرفاُ من هذه الأحاديث الموضوعة والضعيفة وأوضح مالها من آثار سيئة لمن يعتقد صحتها ويعمل بها .
ومن هذه الأحاديث ما يلي :
1 - " اختلاف أمتي رحمة "
وهذا القول مشهور جداً على أنه حديث صحيح وكثيراً ما يقال من فوق المنابر وينشر في صفحات الجرائد ويذاع في مجالس الناس ومنتدياتهم ، والحقيقة أن الأمر بخلاف ذلك وهذا بيانه ، ذكره العلامة الألباني في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة ) ثم قال عنه : لا أصل له ، ونقل ما نقله المناوي عن السبكي أنه قال : ( وليس بمعروف عند المحدثين ولم أقف له على سند صحيح ولا ضعيف ولا موضوع ، وأقره الشيخ زكريا الأنصاري في تعليقه على تفسير البيضاوي .
- أثره السيئ :
قال العلامة ابن حزم في كتابه ( الإحكام في أصول الأحكام ) : ( وهذا من أفسد قول يكون ، لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الإتفاق سخطاً وهذا مالا يقول به مسلم ، لأنه ليس إلا إتفاق أو إختلاف وليس إلا رحمة أو سخط ) . ويقول العلامة الألباني في سلسلته عقب ذكر الحديث ( وإن من آثار هذا الحديث السيئة أن كثيراً من المسلمين يقرون بسببه الإختلاف الشديد الواقع بين المذاهب الأربعة ، ولا يحاولون أبداً الرجوع بها إلى الكتاب والسنة الصحيحة كما أمرهم بذلك أئمتهم رضى الله عنهم ، بل إن أولئك ليرون مذاهب هؤلاء الأئمة رضي الله عنهم إنما هي كشرائع متعددة ، يقولون هذا مع علمهم بما بينها من اختلاف وتعارض لا يمكن التوفيق بينها إلا برد بعضها المخالف للدليل وقبول البعض الآخر الموافق له وهذا مالا يفعلون وبذلك فقد نسبوا إلى الشريعة التناقض هو وحده دليل على أنه ليس من الله عز وجل لو كانوا يتأملون قوله تعالى في حق القرآن ) : ] وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [ ( النساء : 82 ) فالآية صريحة في أن الإختلاف ليس من الله فيكف يصح إذن جعله شريعة متبعة ورحمة منزلة ؟ !
ثم يتكلم الألباني كلامًا علميًا رائعًا يختمه بقوله : ( وجملة القول أن الإختلاف مذموم في الشريعة فالواجب محاولة التخلص منه ما أمكن لأنه من أسباب ضعف الأمة كما قال تعالى : ] وَلاَ تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحكُمْ [ ( الأنفال : 46 ) ، أما الرضا به وتسميته رحمة فخلاف الآيات الكريمة المصرحة بذمة ولا مستند له إلا هذا الحديث الذي لا أصل له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ) . | |
|