كلام الخاطر مرتبة
الجنس : عدد المساهمات : 9 نقاط : 25 السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 01/06/1986 تاريخ التسجيل : 30/06/2010 العمر : 38 العمل/الترفيه : اعلام الي المزاج : عالي تعاليق : قبيح من الانسان من ينسى عيوبه
ويذكر عيبا في اخيه قد إختفى
ولو كان ذا عيب لما عاب غيره
ولو رأى الي عيوبه بها اكتفى
| موضوع: ثمرات الاتصال بالله عز وجل الأحد نوفمبر 07 2010, 14:23 | |
| السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته طبتم وطاب ممشاكم وتبوئتم من الجنة مقعدا ان شاء الله الموضوع : العقيدة والإعجاز ـ (34) : ثمرات الاتصال بالله عز وجل ـ الأحد 22/ 06/ 2008 ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
أيها الأخوة الكرام ، مع الدرس الرابع والثلاثين من دروس العقيدة والإعجاز . الموضوع اليوم متصل بمشكلة يعاني منها معظم المسلمين ، يسألك سائل أصلي فلا أشعر بشيء ، أقرأ القرآن فلا أشعر بشيء ، أذكر الله فلا أشعر بشيء ، أين المشكلة و ما السبب ؟ وأين الخلل ؟ الحقيقة الله عز وجل يقول :
( سورة البقرة الآية : 186 ) . الله عز وجل يحول بين المرء وقلبه ، أقرب إلينا من حبل الوريد ، معنا أينما كنا ، بل إن قيامنا به ، هو قريب ولكن كيف نحن نقترب منه ؟ الحقيقة المرة أن الذي يحول بيننا وبين الله أعمال لا ترضي الله والدليل : ( سورة المطففين) .
الله عز وجل عزيز لا يتجلى على المؤمن إلا إذا كان طاهراً ، إلا إذا كان مستقيماً ، إلا إذا كان ورعاً ، إلا إذا كان مخلصاً ، يجب أن تتهم نفسك دائماً إنك إن لم تستطع أن تتصل بالله ، أنك إن لم تجد حلاوة الإيمان ، إنك إن لم تجد حلاوة الذكر ، إنك إن لم تجد حلاوة القرآن فاتهم نفسك ، هناك شبهة حالت بينك وبين ثمار الإيمان ، أو هناك شهوة آثرتها على طاعة الله عز وجل ، هذه الحقيقة التي ينبغي أن تكون واضحة وضوح الشمس ؛ إما شبهة أو شهوة ، الشبهة تحجبك عن الله عز وجل ، والشهوة أيضاً تحجبك عن الله عز وجل ، لكن الإنسان إذا شعر بالغفلة هناك إنسان بسرعة وبجهد يسير يتصل بالله ، يكون الحجاب رقيق ، صغير ، تقصير ، وأحياناً يكون الاتصال بالله صعباً جداً ، الحجاب كثيف ، يجب أن تعلم علم اليقين أن كل سعادتك وسلامتك أن تصل إلى الله في الدنيا ، أن تصل إليه من خلال الصلاة ، أو من خلال الذكر ، أو من خلال تلاوة القرآن ، أو من خلال المناجاة ، أو من خلال الدعاء ، أو من خلال التسبيح ، أو التكبير ، والحمد ، وما إلى ذلك . حينما ترى حجاباً بينك وبين الله اتهم نفسك ، الله عز وجل أقرب إلينا من حبل الوريد ، يحول بيننا وبين قلوبنا ، الله عز وجل ينتظرنا :
( سورة البقرة الآية : 186 ) .
يمكن أن تتصل بالله وشفتاك مطبقتان ، لكن حينما ترى الأمر غير ميسور في حجب ، النقطة الدقيقة الأولى ، اعلم علم اليقين أن التقصير والمخالفات والشهوات والشبهات حجاب بينك وبين الله ، الكافر محجوب عن الله لكن محجوب بسبب كبير جداً أنه أنكر وجوده ، أو أنه أنكر أسماءه الحسنى ، أو أنه أنكر عدله ، أو أنه أنكر رحمته ، لكن معقول مسلم لسبب صغير يحجب عن الله ؟ لسبب قليل ؟ المشكلة راجع حساباتك ، راجع نفسك .
1 ـ نور يقذفه الله في قلب الإنسان يرى به الخير خيراً والشر شراً : لعل من المناسب أن نشرح في هذا اللقاء الطيب ثمار أن تصل إلى الله أو مظاهر الوصول إلى الله ، مظاهر الإقبال على الله عز وجل ، أولاً الله عز وجل يقول : ( سورة الأنعام)
الإنسان بالبعد عن الله ميت ، إذا اتصل به شعر بالحياة ، الحياة الحقيقية حياة القلب ، الحياة الحقيقية حياة الاتصال بالله ، الحياة الحقيقية حياة أن يقذف في قلبك نور إلهي ترى به الخير خيراً والشر شراً ، فالآية واضحة جداً : ( سورة الأنعام) قد يموت القلب والقلب يحيا بذكر الله :
( سورة الرعد الآية : 28 ) . القلوب تحيا بذكر الله وتطمئن بذكر الله : ( سورة الأنعام)
أول نقطة في الدرس علامة اتصالك بالله ، علامة إقبالك عليه ، علامة إخلاصك له ، علامة استقامتك ، أن الله عز وجل يكافئك بنور يقذفه في قلبك ترى به الخير خيراً والشر شراً ، هذه ميزة أيها الأخوة ، يصعب تصورها ، لا تقع في ورطة ، لا تقع في خطأ كبير يدمرك ، أنت مستنير بنور الله ، ترى بنور الله ، وتنطق بتوفيق الله ، وتتحرك وفق منهج الله ، أول ثمرة من ثمار اتصالك بالله أنك تشعر برؤية صحيحة ، المؤمن يملك رؤية صحيحة ، المؤمن يملك رؤية صحيحة يرى الخير خيراً والشر شراً ، يعني لا أقول معصوم لا ليس معصوماً ، لكن إن أخطأ ففي أشياء صغيرة جداً أما أن يقع في كبيرة ، أن يقع في ورطة ، تودي به إلى الدمار مستحيل ، لأنه يرى بنور الله ، لأنه ينطق بتوفيق الله له مرجع . أيها الأخوة ، مثل بسيط أضعه بين أيديكم ، مثل افتراضي ، أب كبير ، كبير بعلمه ، باختصاصه ، وبرحمته ، وغني ، ويحرص على تربية ابنه حرصاً لا حدود له ، هيأ له أفضل مدرسة ، أفضل مكتبة ، أفضل أصدقاء ، له غرفة خاصة يتابعه في أدق التفاصيل ، ترى الطفل مهذب ، الأول في مدرسته ، أنيق في لباسه ، انظر إلى طفل آخر لا ولي له ، من مكان إلى مكان ، من بناء إلى بناء ، من مخفر إلى مخفر ، منحرف ، رث الثياب ، يسرق ، يرتكب الفواحش ، يساق إلى السجن أحياناً ، هذا لا ولي له ، اسمع الآية الآن :
( سورة محمد ) لك مرجع ، مرجعك الله ، لك كتاب مرجعك الكتاب ، لك نبي عظيم مرجعك سنته الشريفة ، أنت لك مرجع :
( سورة محمد ) أول حقيقة أن المؤمن إذا وصل إلى الله ، واصطلح معه ، وأقبل عليه ، واستقام على أمره ، وأخلص له ، يقذف الله في قلبه نوراً يريه الحق حقاً والباطل باطلاً .
قلما يقع المؤمن في ورطة كبيرة ، هذه الحقيقة الأولى ، قد يقول أحدكم ما الدليل ؟ الدليل هذه الآية : ( سورة الأنعام)
(سورة الحديد) هذه أول ثمرة من ثمار الاتصال بالله ، الوصول إلى الله ، الإقبال على الله . 2 – انتقال اهتمامات الإنسان إلى الدار الآخرة : أيضاً العلامة الثانية فضلاً عن الرؤية الصحيحة ، العلامة الثانية تنتقل اهتماماتك إلى الدار الآخرة . (( من أصبح وأكبر همه الآخرة جعل الله غناه في قلبه ، وجمع عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن أصبح وأكبر همه الدنيا جعل الله فقره بين عينيه ، وشتت عليه شمله ولم يؤتيه من الدنيا إلا ما قدر له )) . ( أخرجه ابن ماجة عن الترمذي ] . أول ثمرة من ثمار الوصول إلى الله : نور يقذفه الله في قلبك ترى به الخير خيراً والشر شراً ، والثمرة الثانية أنه تنتقل اهتماماتك إلى الدار الآخرة ، لذلك الإنابة إلى دار الخلود والتأهب ليوم النشور . 3 ـ وجل القلب عند ذكر الله : هناك علامة ثالثة ، أنا أضعكم أمام علامات دقيقة حتى الواحد يراقب نفسه ، يحاسب نفسه ، يفحص نفسه ، العلامة الثالثة وجل القلب عند ذكر الله ، الدليل : ( سورة الأنفال) يبكي المؤمن ، يضطرب قلبه ، يخفق قلبه ، إذا ذكر الله وجل قلبه يعني اضطرب ، شعر برعشة ، رعشة إيمانية نقلته إلى الله عز وجل ، الآن من علامات الوصول إلى الله أيضاً خشوع القلب عند ذكر الله :
( سورة المؤمنون ) . الخشوع السكون ، يعني إنسان يصلي بحركات زائدة إذا صلى خشع قلبه وخشعت جوارحه ، إذا استمع إلى القرآن يخشع ويبكي ، الخشوع السكون ، والركون ، والانبساط ، الآية: ( سورة الحديد ) . بنور يقذفه في قلبك تنتقل اهتماماتك إلى الدار الآخرة قلبك يضطرب إذا ذكرت الله ، جسمك وقلبك يخشع عند ذكر الله . 4 ـ حضور القلب في الذكر والصلاة : هناك علامة أخرى هذه العلامة حضور القلب في الذكر والصلاة ، أنا لا أقول لك إنك إن صليت لن تشرد إطلاقاً لكن المؤمن في معظم صلاته مع الله ، واقف بين يدي الله ، يناجي ربه ، يقول في صلاته سمع الله لمن حمده ، يا رب لك الحمد خلقتني ، هديتني ، أكرمتني ، سترتني ، غفرت لي ، في مناجاة ، إن أردت أن تحدث الله فادعه ، وإن أردت أن يحدثك الله فاقرأ القرآن ، إذا قرأت قوله تعالى :
( سورة الإسراء) إن أردت أن يحدثك الله فاقرأ القرآن ، وإن أردت أن تحدث ربك فادعه : يا موسى أتحب أن تكون جليسي ؟ قال : كيف أكون يا رب جليسك وأنت رب العالمين ؟ قال أما علمت أنني جليس من ذكرني وحيث ما التمسني عبدي وجدني .
كان بعض العلماء يصفون المؤمن القريب من الله كمصباح ، البلورة صافية ، مستودع الوقود ممتلئ ، الفتيلة جاهزة ، يحتاج إلى عود ثقاب ، أما الإنسان البعيد البلورة مسودة ، والمستودع فارغ ، والفتيل محروق ، فهناك جهود كبيرة جداً حتى يصل إلى الله عز وجل ، يعني البطولة ألا يكون هناك حجاب بينك وبين الله ، لذلك عقب العبادات تشعر أنك في حال غير الحال الآخر ، عقب الصلاة في راحة ، عقب الصيام في راحة ، عقب الأذكار في راحة ، هذه الراحة التي تأتي عقب العبادات ، دليل أنك موصول بالله عز وجل . 5 ـ من وصل إلى الله و أقبل عليه ذاق حلاوة الإيمان : أيها الأخوة الكرام ، عندنا علامة أخرى من أروع العلامات أنك إذا وصلت إلى الله ، وأقبلت عليه ، واستقمت على أمره ، وتقربت إليه ، أذاقك الله حلاوة الإيمان ، حلاوة الإيمان شيء يصعب وصفه ، يعني بالضبط بين أن تفهم بعض حقائق الإيمان وبين أن تذوق حلاوة الإيمان مسافة كبيرة جداً ، كالفرق بين أن تقول ألف مليون و بين أن تنطق بها وبين أن تملكها ، كم هي المسافة بين أن تقول ألف مليون بين أن تمتلكها أو أن تنطق بها ؟
1 ـ أن يكون الله ورسوله أحب إلى الإنسان مما سواهما : لذلك : (( ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ : أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ )) . [ متفق عليه عن أنس بن مالك ] أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، تعني شيئاً دقيقاً جداً عند التعارض ، حينما تتعارض مصالحك مع أمر الله في قرآنه ، ومع أمر النبي في سنته ، وتؤثر طاعة الله وتضع مصلحتك المتوهمة تحت قدمك عندئذ تذوق حلاوة الإيمان ، الحقيقة في نتائج باهرة لكن الثمن باهظ . أحياناً تتعارض مصلحتك مع النص الشرعي ، يعني شركة لك منها أرباح طائلة فرضت عليك شراء بضاعة لا ترضي الله ، إن لم تشترِ هذه البضاعة تسحب منك الوكالة ، والبضاعة محرمة ، ولك منها أرباح طائلة ، امتحان صعب جداً ، فأنت حينما تضع تحت قدمك مصالحك المتوهمة ، وتنحاز إلى طاعة الله ولا تعبأ بدنياك الآن تذوق حلاوة الإيمان ، ثمن الحلاوة كبيرة ، وعندئذ يجعل هذه الشركة ترضى أن تستورد منها كل شيء عدا هذه البضاعة ترضى بعد جهود كبيرة ، هذه نقطة مهمة جداً .
حلاوة الإيمان تأتي حينما تؤثر طاعة الله على مصالحك ، أن يكون الله في قرآنه والنبي في سنته أحب إليك مما سواهما من الدنيا وما فيها ، إن آثرت ذلك أذاقك الله حلاوة الإيمان ، هذه واحدة . 2 ـ الولاء و البراء : الشيء الثاني : (( وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ )) . الانتماء للمؤمنين ، الولاء للمؤمنين ولو كانوا فقراء وضعفاء ، والتبرؤ من أعداء الدين ولو كانوا أقوياء وأغنياء ، أحياناً الإنسان ينتمي إلى مصالحه ، ينتمي إلى الأقوياء ، ينتمي إلى الأغنياء ، ويسكت عن كل أخطائهم ولا يدقق في كل تصرفاتهم ، يطمع بمالهم أو بعطاء منهم ، فالولاء والبراء أحد أركان الإيمان ، أن توالي المؤمنين ولو كانوا ضعافاً وفقراء وأن تتبرأ من أعداء الدين ولو كانوا أغنياء وأقوياء . 3 ـ أن يكره الإنسان أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار : البند الثالث : (( وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ )) . هذه علامات الوصول إلى الله ، أيها الأخوة ، يقول الإمام الحسن البصري : تفقدوا حلاوة الإيمان في ثلاثة أشياء : في الصلاة و في الذكر وفي تلاوة القرآن ، فإن وجدتم وجدتم وإلا فاعلموا أن الباب مغلق . في حجاب هناك عمل لا يرضي الله ، نوايا لا ترضي الله ، شبهات تحجبك عن الله ، شهوات تحجب بها عن الله عز وجل ، هذه حقيقة مرة .
1 ـ أن يكون باطن الإنسان كظاهره : علامة الوصول إلى الله لا تستأنس بالناس ، وقد قيل الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس ، يعني يحلو لك أن تكون وحدك في البيت ، أن تقرأ القرآن وحدك ، أن تناجي ربك وحدك ، أن تمشي في الخلوات ، أن تبادر إلى الصلوات ، لا تستأنس بالناس ، ويستوي عندك مديحهم أو ذمهم ، يعني من حلاوة الإيمان أن تقطف ثمار الإخلاص ، ما ثمار الإخلاص ؟ أولاً العمل لا يختلف أنت بين الناس أو وحدك في البيت لا يزيد ولا ينقص ، سريرتك كعلانيتك ، باطنك كظاهرك ، خلوتك كجلوتك ، هذه أول مؤشر . 2 ـ عمل الإنسان لا يتأثر ولا يزيد ولا ينقص في المدح أو الذم : المؤشر الثاني العمل لا يتأثر ولا يزيد ولا ينقص في المدح أو الذم :
( سورة الأنعام ) هذه علامة ثانية . 6 ـ من ثمار الوصول إلى الله السكينة التي يمنحها الله للمؤمن : من علامات حلاوة الإيمان وعلامات الإخلاص أنك عقب العمل الصالح يعود لك من الله سكينة تسعد بها ولو فقدت كل شيء ، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، هذه السكينة .
أيها الأخوة الكرام ، هذه من ثمار الوصول إلى الله ، الحقيقة أن الله عز وجل حينما جعل الصلاة الوسيلة الأولى للاتصال به ، جاء النبي عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة وصف الصلاة بأنها نور : (( الصلاة نور )) . [ رواه مسلم عن أبي مالك الأشعري ] . بالصلاة يشتق النور من الله ، وفي الصلاة يشتق الطهور ، المؤمن طاهر لا في حقد ولا في احتيال ولا في كبر ولا في قسوة ولا في ظلم ، كل الصفات المذمومة المؤمن بريء منها لأن الله عز وجل قال :
( سورة العنكبوت الآية : 45 ) . نهياً ذاتياً ، فالذي لا ينتهي من خلال صلاته عن الفحشاء والمنكر ، صلاته لا يقطف ثمارها إطلاقاً :
( سورة العنكبوت الآية : 45 ) . ما معنى أكبر ؟ قال العلماء ذكر الله أكبر ما فيها ، وقال بعضهم : ذكر الله لك وأنت تصلي أكبر من ذكرك له ، كيف ؟ إنك إن صليت ذكرته ، إنك إن ذكرته أديت واجب العبودية ، لكنه إن ذكرك ألقى في قلبك النور ترى به الخير خيراً والشر شراً ، لكنه إن ذكرك منحك الحكمة ، ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً ، لكنه إن ذكرك منحك الأمن قال تعالى :
( سورة الأنعام ) إنه إن ذكرك منحك الرضى ، إنه إن ذكرك منحك الثقة بالنفس .
1 ـ الاتصال بالله العظيم : أيها الأخوة ، ثمار الصلاة الصحيحة تفوق حدّ الخيال ، هل تدري ماذا تفعل ؟ تتصل بالمطلق ، تتصل بالعليم ، تتصل بالحكيم ، بالرحيم ، بالقوي .
( سورة طه ) . وإذا كان الله معك فمن عليك ؟ وإذا كان عليك فمن معك ؟ من ثمار الوصول إلى الله أن الصلاة لها ثمار يانعة جداً تقطفها ، أول ثمرة أن المصلي في طهارة ، صدره سليم ، لا يحقد ، لا يتكبر ، لا يؤذي ، لا يستعلي ، لا يتآمر ، سليم الصدر :
(سورة الشعراء) قال بعض العلماء : القلب السليم القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله ، والقلب السليم القلب الذي لا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله ، والقلب السليم القلب الذي لا يحكم شرع غير الله ، والقلب السليم القلب الذي لا يعبد إلا الله :
(سورة الشعراء) 2 ـ القلب السليم : من ثمار الصلاة القلب السليم . 7 ـ من ثمار الوصول إلى الله أن تقطف من الصلاة ثمارها : من ثمار الوصول إلى الله أن تقطف من الصلاة ثمارها ، طهارة ونور وحبور : (( أرحنا بها يا بلال )) . [ أبو داود عن سالم بن أبي الجعد ] . الصلاة مناجاة " لو يعلم المصلي من يناجي ما انفتل "، الصلاة عروج ، والصلاة معراج المؤمن الصلاة عقل . (( ليس للمرء من صلاته إلا ما عقل منها )) . [ ورد في الأثر ] لذلك ورد في الأثر القدسي : (( ليس كل مصل يصلي ، إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي ، وكف شهواته عن محارمي ، ولم يصر على معصيتي ، وأطعم الجائع ، وكسا العريان ، ورحم المصاب ، وآوى الغريب كل ذلك لي ، وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوء عندي من نور الشمس ، على أن أجعل الجهالة له حلما ، والظلمة نورا ، يدعوني فألبيه ، ويسألني فأعطيه ، ويقسم عليّ فأبره ، أكلأه بقربي ، وأستحفظه ملائكتي ، مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها ، ولا يتغير حالها )) . [ رواه الديلمي عن حارثة بن وهب ] . 8 ـ الاستمتاع بالعبادات : أيها الأخوة ، من علامات الوصول إلى الله أنك تستمتع بالعبادات ، ما الفرق بين العبادات والطقوس ؟ الأديان الأرضية الوضعية ، فيها طقوس ، فيها حركات وسكنات وتمتمات وإيماءات لا معنى لها ، أما العبادات كما يقول الإمام الشافعي معللة بمصالح الخلق . العبادات معللة بمصالح الخلق ، مثلاً الصلاة :
( سورة العنكبوت الآية : 45 ) . يعني مستحيل وألف ألف مستحيل أن يرتكب المصلي فاحشة أو منكراً أو أن يؤذي أو أن يستعلي أو أن يتآمر أو أن يخدع ، إن الصلاة تنهى ، هذه ثمار الصلاة . ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾ أكبر ما فيها أو إن ذكر الله لك وأنت تصلي أكبر من ذكرك له ، منحك الأمن ، الحرية ، الإرادة القوية ، الرؤية الصحيحة ، الحكمة ، الغنى ، القوة ، العزة ، سبحانك إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت .
لذلك أيها الأخوة ، من ثمار الوصول إلى الله أن العبادة تستمتع بها ، تستمتع بشهر رمضان ، رمضان شهر عبادة ، أما عند معظم الناس شهر فلكلور ، شهر ولائم ، شهر سهر على المسلسلات ، أما رمضان لك من أجمل أشهر السنة ، رمضان اتصال بالله ، رمضان عبادة ، رمضان طاعة ، من علامات وصولك إلى الله أنك تستمتع بالعبادات ، أحياناً إنسان يحج يعود من الحج ويحدثك عن كل شيء إلا الحج ، أين سافر ، أين نزل ، ركوب الطائرة ، الوصول على المطار ، من استقبله ، الماء البارد ، الطعام الطيب ، الازدحام الحر ، وبالحج بماذا شعرت ؟ وأنت في الطواف ، بماذا شعرت وأنت أمام الحجر الأسود ؟ بماذا شعرت وأنت في السعي ؟ بماذا شعرت وأنت في عرفات ؟ هذه المشكلة ، أن علامة الوصول إلى الله تغدو العبادات مسعدةً ، والحقيقة كما قال الشاعر : ليس من مات فاستراح بميت إنما الميت ميت الأحياء ***
الإنسان حينما يتصل بالله يصبح حياً : ( سورة الأنعام)
(سورة فاطر) الإنسان من دون اتصال بالله ميت ، أو كالبيت الخرب ، لذلك الآية الكريمة :
( سورة الأنفال) دقق :
(سورة القصص) أنت على أحد طريقين لا ثالث لهما إما أن تستجيب لله أو أن تستجيب للهوى ، إما أن تكون مع الله أو مع الهوى ، مع الله والدار الآخرة ، مع الهوى والدنيا ، إما أن تستجيب لوحي السماء وإما أن تستجيب لنداء الغريزة فذلك :
( سورة الأنفال) .
أيها الأخوة الكرام ، أتمنى على نفسي وأنا معكم وأتمنى عليكم أن نراجع حساباتنا من حين لآخر ، أن نتأمل في صلاتنا ، هل هذه الصلاة التي أرادها الله ؟ أحياناً يحدثني أخ كان بالعمرة وصلى بالحرم المكي وبكى بكاء شديداً يقول لي : هذه هي الصلاة التي أرادها الله ، هذه الصلاة تشعر بها كأنك ملكت كل شيء ، يعني إله عظيم يدعوك إلى الصلاة خمس مرات في اليوم من أجل أن تكون واقفاً بلا معنى حركات وسكنات تبدأ بالتكبير ، تنتهي بالتسليم ، وأنت غارق في خواطر وفي حسابات ؟ قال شخص صليت المغرب ركعتين ، قال ثلاثة أكيد ، قال ما الدليل ؟ قال لأنه أنا عندي ثلاثة صناديق بعملي وكل صندوق فيه مشكلة ، حليت بأول ركعة أول صندوق ، وثاني ركعة ثاني صندوق ، وبثالث ركعة ثالث صندوق ، ثلاثة أكيد صلى هو ، خواطر لا علاقة لها بالصلاة تأتيك وأنت في الصلاة هذه صلاة أرادها الله عز وجل ؟ إذا شخص الله عز وجل أكرمه بالعمرة أو بالحج وصلى في بيت الله الحرام يشعر أن هذه الصلاة مع القرب ، هذه الصلاة مع البكاء ، هذه الصلاة مع الوصول إلى الله ، هي الصلاة التي أرادها الله عز وجل .
لذلك دائماً أنا أستخدم هذا المثل حينما أقول إنسان هذه كلمة تغطي ستة آلاف مليون ، يكفي أن أضيف صفة للإنسان أقول إنسان مسلم ، من ستة آلاف مليون إلى ألف ونصف مليون ضاقت الدائرة ، قلت إنسان مسلم عربي خمسمئة مليون ، إنسان مسلم عربي مثقف ضاقت أكثر ، قل طبيب ، قل طبيب قلب ، كلما أضفت صفة ضاقت الدائرة ، قيسوا على هذه المثل هذه الآية :
( سورة المعارج ) مليار وخمسمئة مليون مسلم في الأعمّ الأغلب مليار منهم يصلون :
( سورة المعارج ) . كلما أضفت صفة ضاقت الدائرة لذلك الأثر القدسي الذي يحل هذه المشكلة : (( ليس كل مصل يصلي ، إنما أتقبل صلاة ممن تواضع لعظمتي وكف شهواته عن محارمي ولم يصر على معصيتي وأطعم الجائع ، وكسا العريان ، ورحم المصاب وآوى الغريب كل ذلك لي ، وعزتي وجلالي إن نور وجهه لأضوء عندي من نور الشمس ، على أن أجعل الجهالة له حلما ، والظلمة نورا ، يدعوني فألبيه ، ويسألني فأعطيه ، ويقسم علي فأبره ، أكلأه بقربي ، وأستحفظه ملائكتي ، مثله عندي كمثل الفردوس لا يمس ثمرها ، ولا يتغير حالها )) . [ رواه الديلمي عن حارثة بن وهب ] . أيها الأخوة ، هذا اللقاء الطيب أنت إذا وصلت إلى الله ما هي ثمار الوصول ؟ الحديث كان عن ثمار الوصول إلى الله .
ننتقل إلى الموضوع العلمي .
أيها الأخوة ، نحن ألفنا أنك إذا أردت أن تطلب العلم الشرعي لك أن تدرس الفقه والتفسير والحديث والسيرة وفي موضوعات كثيرة ، كالفقه المقارن ، أو تاريخ التشريع الإسلامي ، أو أصول الفقه إلى آخره ، لكن يغيب عن المسلمين أن أصل الدين أن تعرف الله ، أصل الدين معرفته والذي أقوله دائماً ، إن عرفت الآمر ، ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر ، أما إذا عرفت الأمر ولم تعرف الآمر تفننت في التفلت من الأمر . لذلك بحسب ما في القرآن الكريم من آيات تقترب من ألف آية تتحدث عن التفكر ، وعن الآيات الكونية في السماوات والأرض ، وعن الآيات في خلق الإنسان ، بحسب هذه الآيات الكونية يتضح أنه ينبغي أن نتفكر في خلق السماوات والأرض ، وأقول لكم دائماً إن التفكر في خلق السماوات والأرض يضعنا وجهاً لوجه أمام عظمة الله ، بل إن التفكر في خلق السماوات والأرض يعدّ أقصر طريق إلى الله ، ويعدّ أوسع باب ندخل منه على الله ، لأن هناك علماً به وأن هناك علماً بأمره وأن هناك علماً بخلقه ، العلم به أصل الدين ، والعلم بأمره أصل علم الشريعة ، والعلم بخلقه أصل صلاح الدنيا ، المسلم بحاجة ماسة إلى أن يعرفه كي يستقيم على أمره ، إن عرفت الآمر ثم عرفت الأمر تفانيت في طاعة الآمر .
مثل بسيط هذا الأنف جهاز بالغ الدقة ، بداخل الأنف سطوح متداخلة ، يعني الهواء يمشي بالأنف مسافة طويلة لماذا ؟ قال لأن الإنسان حرارته سبعة وثلاثون وفي أيام الشتاء قد يستنشق هواء حرارته صفر ، فبهذه المسافة الطويلة بهذا السير بين السطوح المتداخلة يسخن يصل إلى الرئة بدرجة مناسبة جداً ، هذه السطوح المتداخلة لها ميزة ، فيها أوعية دموية تختص بعضلات ، هذه العضلات إذا اتسعت زادت كمية الدم فالإنسان لو نظر على أنفه بالمرآة في أيام البرد الشديد يرى أنفه أحمر اللون ، من أين جاء هذا اللون ؟ جاء من توسع الأوعية الدموية في الأنف ، تتوسع تأتي كمية دم ساخنة تسخن هذه السطوح ، فالهواء الذي يمشي بينها يسخن ، لذلك كل إنسان يتنفس من فمه يصاب بأمراض كثيرة أما إذا تنفس من أنفه استخدم هذه الميزات الهائلة ، سطوح متداخلة مزودة بأوعية دموية ذات عضلات إذا اتسعت زادت كمية الدم وسخن الهواء الذي نستنشقه عن طريق الأنف . الآن هذه السطوح مغطاة بمادة مخاطية ، مادة لزجة ، من شأن هذه المادة أن تستقطب الغبار والمواد العالقة في الغبار ، أحياناً إنسان يمشي في طريق فيه غبار يستنشق الهواء ، ذرات الغبار تعلق على سطوح المادة المخاطية ، فحينما ينظف أنفه يرى سواداً أحياناً ، الحكمة البالغة ، لو فرضنا أن هذا الهواء يمر بالأنف ، وبعض ذرات الغبار نجت من أن تعلق بالمادة المخاطية ، ما الذي يصطادها ؟ أشعار بالأنف ، في سطوح عليها مادة مخاطية لزجة ، وهناك أشعار ، و أوعية مع عضلات ، وهناك مسافة طويلة فكل هذه الخصائص من أجل أن تستنشق هواءً نقياً ساخناً يتناسب مع حرارة الجسم . هذا الأنف قضية سهلة ؟ أليس وراءه تخطيط عقل أول ؟ حكمة بالغة ؟ رحمة بالغة ؟ علم بالغ ؟
الآن الإنسان بهذا الأنف يشم ، كم عصب شمي ؟ عشرون مليون عصب للشمٍّ ، ينتهي كل عصب بسبعة أهداب ، الهدب مغمس بمادة أيضاً مخاطية ، هذه المادة تتفاعل مع الرائحة ، تشكل شكلاً هندسياً ، هذا الشكل الهندسي رمز هذه الرائحة ، هذا الشكل يشحن إلى الدماغ ويستقر في الذاكرة الشمية ، كيف تعرف أن في هذا الطعام نعنع مثلاً ، أو هناك مادة معينة ، هذا الشكل يعرض على الذاكرة الأنفية ، قال بعض العلماء هناك عشرة آلاف بند شمي ، فهذا الرمز يعرض على عشرة آلاف بند ، عند التطابق تقول أنا أشعر أن في الطعام المادة الفلانية :
( سورة التين ) . تذكر أن هذا الأنف فيه سطوح متداخلة ، فيه أوعية ذات عضلات تتسع عند البرد ، تذكر فيه مادة مخاطية لاصطياد ذرات الغبار ، تذكر فيه أشعار ، ثم تذكر أن العصب الشمي مؤلف من عشرين مليون عصب ، كل عصب ينتهي بسبعة أهداب ، كل هدب مغمس بمادة مخاطية ، تتفاعل هذه الأهداب مع الرائحة ، ينتج من هذا التفاعل شكل هندسي هو رمز هذه الرائحة ، هذا الشكل ينتقل إلى الدماغ إلى مركز الشم وهناك الذاكرة الشمية ، يعرض هذا الرمز على بنود الذاكرة الشمية تكتشف أن في بالطعام المادة الفلانية :
( سورة التين ) . فإن لم يعرف ربه :
( سورة التين ) .
أيها الأخوة الكرام ، هناك شيء أقرب لك من جسمك ؟ هذا الشعر ، العين ، الأنف ، الشفتان ، اللسان ، الحنجرة ، القصبة الهوائية ، المري ، المعدة ، الأمعاء ، البنكرياس ، الكبد ، القلب ، الرئتين ، العضلات ، الدماغ ، الأعصاب ، النخاع الشوكي ، أنت أمام جسم معجز . أتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر ***
( سورة الذرايات )
( سورة آل عمران ) . والحمد لله رب العالمين | |
|