نور الهدى رقية نور مرتبة
الجنس : عدد المساهمات : 99 نقاط : 155 السٌّمعَة : 1
تاريخ الميلاد : 27/01/1987 تاريخ التسجيل : 05/07/2010 العمر : 37 المزاج : ممتاز ورائع تعاليق : إذا ضاقت بك الدنياففكر في الم نشرح فعسر بين يسرين متى تذكرتهما تفرح.
| موضوع: اتضمنين لى الخلاص يا امي الثلاثاء سبتمبر 21 2010, 08:28 | |
| اتضمنين لي الخلاص يا أمي؟
روى ابن قدامة المقدسي في" كتاب التوابين" :أن رجلا كان يعرف ب"دينار العيّار" كانت له والدة تعظه و لا يتعظ ,فمر في بعض الأيام بمقبرة كثيرة العظام, فأخذ منها عظما نخرا فتفتت في يده ,ففكر في نفسه , و قال لها :ويحك كأنى بك غدا قد صار هكذا رفاتا ,و االجسم ترابا , و انا اليوم اقدم على المعاصي ..
فندم ندما شديدا و عزم على التوبة , و رفع رأسه إلى السماء و قال :إلهي ألقيت إليك مقاليد أمري ,فاقبلني , و ارحمني , ثم مضى نحو أمه , متغير اللون , منكسر القلب , فقال لها : يا أماه ماذا يُصنع بالعبد الآبق (الهارب ) إذا أخذه سيده ؟ قالت :يُخشّن قلبه , و مطعمه و ويغل يده و قدمه , قال :أريد جبّة من صوف , و أقراصا من شعير , و تفعلين بي كما يُفعل بالآبق , لعل مولاي يرى ذلي فيرحمني , ففعلت ما طلب , فكان إذا جنّه الليل أخذ في البكاء و العويل و يقول لنفسه :ويحك يادينار ,ألك قوة على النار كيف تعرضت لغضب الجبار ؟ و هكذا إلى الصباح ,
فقالت له أمه في بعض الليالي :ارفق بنفسك , فقال :دعيني أتعب قليلا لعلي استريح طويلا يأمي , إن لي موقفا طويلا بين يدي رب جليل , و لا أدري أيؤمر بي إلى الظل الظليل ,أو إلى شر مقيل ؟ إني أخاف عناء لا راحة بعده , وتوبيخا لا عفو معه
قالت : فاسترح قليلا ياولدي ...
فقال : الراحة أطلب ...أتضمنين لي الخلاص ؟
قالت فمن يضمنه لي ؟
قال :فدعيني يا أماه و ما أنا عليه , كأنك يا أماه غدا بالخلائق يساقون ألى الجنة ,و أنا أُساق إلى النار , فمرت به في بعض الليالي و هو يقرأ : "فوربك لنسئلنهم أجمعين , عما كانوا يعملون"( الحجر:93,92 ) , ففكر فيها و بكى , و جعل يضطرب كالحية حتى خرّ مغشيا عليه, فجاءت أمه إليه و نادته , فلم يجبها ,
فقالت قرة عيني أين الملتقى ؟
فقال : إن لم تجديني في عرصة القامة , فاسألي مالكا عني .ثم شهق شهقة مات فيها فجهزته , و غسلته , و خرجت تنادي أيها الناس هلموا ألى الصلاة على قتيل النار , فجاء الناس فلم يُرا أكثر جمعا , ولا اغزر دمعا من ذلك اليوم , فهل آن الاوان أن تتوب و تعود إلى ربك الرحمان ؟........................ | |
|