هدية الله إلى خلقه
الحمد لله الذي منّ علينا بنعمه الظاهرة والباطنة والتي إن قضينا العمر كله لنشكره عليها ما وفينا حقها وأعظم هذه النعم بل هي هدية الله تعالى إلى خلقه أن بعث فينا رسولا ليهدينا إلى سواء السبيل ويدلنا عليه والتي لا نملك إلا أن نقول صباحا مساء "الحمد لله الذي جعلنا من أمّة محمد أمّة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا النبي الذي نحتفل بعيد مولده هذه الأيام والذي قال فيه ربه{وإنك لعلى خلق عظيم}(القلم.الآية4)الذي بعث رحمة وهداية للبشرية كلها فمولده هو ميلاد أمّة بل هو ميلاد كل فرد فيها ففي هذا الشهر الكريم وهذه الأيام المباركة تتنافس كل الأسر على إحياء هذه الليلة المباركة (ليلة المولد) بما لذ وطاب من الأكل وبأصناف الحلوى المختلفة وبالمفرقعات النارية وغيرها مما يضفي على النفوس بهجة وغبطة لكن هل سألنا مالذي يفرح النبي صلى الله عليه وسلم حقا ويجعله شفيعنا يوم القيامة ؟
الجواب يكمن في اتباعه والأخذ بسنته وبأن يكون له في حياتنا وجود فلا نحتفل به يوما ونتذكره ساعات أو أيام ثم ننساه طيلة السنة فنجد الكذب والاحتيال والظلم والغش يكسو حياتنا فالاحتفال الحقيقي به بان يكون حيا بيننا وليكن لسان حالنا أنا من أمّة محمد صلى الله عليه وسلم إذن أنا صادق أنا من أمته ومن أتباعه إذن أنا لا أغش لا في الامتحان ولا في الميزان ولا في كل معاملاتي أنا من أمته إذن أنا لا أظلم ولا أأكل مال اليتيم ولا أهضم حق الآخرين أنا من أمته أنا أؤمن بالنظافة في كل شيء في نفسي وفي حي أنا من أمته لا أغتاب ولا أمشي بين الناس بالنميمة أنا من أمته إذن أنا لا أسمع حراما ولا أشاهد ما حرم الله وغيرها من سنن الحبيب المصطفى بهذا يكون فعلا الاحتفال به ومحبته وهذا مصداقا لقوله تعالى:{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}(أل عمران.الآية31) وليكن لسان حالنا ما قاله أبو إدريس الخولاني:"أوَ يظن أصحاب محمد أنهم يستأثرون به من دوننا؟ والله ليعلمنّ أنهم خلفوا من ورائهم رجالا والله لنزاحمنهم عليه في الجنة".
فلو لم يعطنا الله إلاّ هذه النعمة بل هذه الهدية"بعثة النبي صلى الله عليه وسلم" لكفتنا فسلام الله عليك يا حبيبي يامحمد يا خير البرية نشهد أنّك بلغت الرسالة وأديت الأمانة جزاك الله عنا كل خير يا رسول الله.