منتدى الشريعة والقانون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الشريعة والقانون

**وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا**
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاء


 

 الزهد في الدنيا

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
نفيسة العلم
رتبة
رتبة
نفيسة العلم


الجنس : انثى عدد المساهمات : 166
نقاط : 339
السٌّمعَة : 10

تاريخ التسجيل : 19/03/2010
المزاج : الفصول الاربعة
تعاليق : كن جميلا ترى الوجود جميلا

الزهد في الدنيا Empty
مُساهمةموضوع: الزهد في الدنيا   الزهد في الدنيا Icon_minitime1الثلاثاء يونيو 29 2010, 19:08


إن الدنيا دار سفر لا دار إقامة، ومنزل عبور لا موطن حبور، فينبغي للمؤمن أن يكون فيها على جناح سفر، يهيئ زاده ومتاعه للرحيل المحتوم.

فالسعيد من اتخذ لهذا السفر زاداً يبلغه إلى رضوان الله تعالى والفوز بالجنة والنجاة من النار.
إنما الدنيا إلى الجنة والنـــــار طريق *** والليالي متجر الإنسان والأيام سوق



تعريف الزهد في الدنيا

تعددت عبارات السلف في تعريف الزهد في الدنيا وكلها تدور على عدم الرغبة فيها وخلو القلب من التعلق بها.

قال الإمام أحمد: الزهد في الدنيا: قصر الأمل.

وقال عبدالواحد بن زيد: الزهد في الدينار والدرهم.

وسئل الجنيد عن الزهد فقال: استصغار الدنيا، ومحو آثارها من القلب.

وقال أبو سليمان الداراني: الزهد: ترك ما يشغل عن الله.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: الزهد ترك ما لا ينفع في الآخرة، والورع ترك ما تخاف ضرره في الآخرة، واستحسنه ابن القيم جداً.

قال ابن القيم: والذي أجمع عليه العارفون: أن الزهد سفر القلب من وطن الدنيا، وأخذ في منازل الآخرة !!.

فأين المسافرون بقلوبهم إلى الله؟

أين المشمرون إلى المنازل الرفيعة والدرجات العالية؟

أين عشاق الجنان وطلاب الآخرة؟

الزهد في القرآن

قال الإمام ابن القيم: والقرآن مملوء من التزهيد في الدنيا، والإخبار بخستها قلتها، وانقطاعها وسرعة فنائها، والترغيب في الآخرة والإخبار بشرفها ودوامها.

ومن الآيات التي حثت على التزهيد في الدنيا:

1
ـ قوله تعالى: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ [الحديد:20].

2
ـ وقوله سبحانه: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ [آل عمران:14].

3
ـ وقوله تعالى: مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ [الشورى:20].

4
ـ وقوله تعالى: قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً [النساء:77].

5
ـ وقوله تعالى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى [الأعلى:17،16].

أحاديث الزهد في الدنيا

أما أحاديث النبي التي رغبت في الزهد في الدنيا والتقلل منها والعزوف عنها فهي كثيرة منها:

1
ـ قول النبي لابن عمر رضي الله عنهما: { كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل } [رواه البخاري]. وزاد الترمذي في روايته: { وعد نفسك من أصحاب القبور }.

2
ـ وقال النبي : { الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر } [رواه مسلم].

3
ـ وقال مبيناً حقارة الدنيا: { ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم يرجع } [رواه مسلم].

4
ـ وقال : { مالي وللدنيا،إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال ـ أي نام ـ في ظل شجرة، في يوم صائف، ثم راح وتركها } [رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح].

5
ـ وقال : { لوكانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة، ما سقى كافراً منها شربة ماء } [رواه الترمذي وصححه الألباني].

6
ـ وقال : { ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس } [رواه ابن ماجه وصححه الألباني].

7
ـ وقال : { اقتربت الساعة ولا يزداد الناس على الدنيا إلا حرصاً، ولا يزدادون من الله إلا بعداً } [رواه الحاكم وحسنه الألباني].

حقيقة الزهد في الدنيا

الزهد في الدنيا هو ما كان عليه رسول الله وأصحابه، فهو ليس بتحريم الطيبات وتضييع الأموال، ولا بلبس المرقع من الثياب، ولا بالجلوس في البيوت وانتظار الصدقات، فإن العمل الحلال والكسب الحلال والنفقة الحلال عبادة يتقرب بها العبد إلى الله ، بشرط أن تكون الدنيا في الأيدي، ولا تكون في القلوب، وإذا كانت الدنيا في يد العبد لا في قلبه، استوى في عينه إقبالها وإدبارها ، فلم يفرح بإقبالها، ولم يحزن على إدبارها.

قال ابن القيم في وصف حقيقة الزهد: وليس المراد ـ من الزهد ـ رفضها ـ أي الدنيا ـ من الملك، فقد كان سليمان وداود عليهما السلام من أزهد أهل زمانهما، ولهما من المال والملك والنساء مالهما.

وكان نبينا من أزهد البشر على الإطلاق وله تسع نسوة.

وكان علي بن أبي طالب، وعبدالرحمن بن عوف، والزبير وعثمان رضي الله عنهم من الزهاد مع ما كان لهم من الأموال.

ومن أحسن ما قيل في الزهد كلام الحسن أو غيره: ليس الزهد في الدنيا بتحريم الحلال ولا إضاعة المال، ولكن أن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في يدك.

جاء رجل إلى الحسن فقال: إن لي جاراً لا يأكل الفالوذج، فقال الحسن: ولم؟ قال: يقول: لا أؤدي شكره، فقال الحسن: إن جارك جاهل ، وهل يؤدي شكر الماء البارد؟.

أهمية الزهد

إن الزهد في الدنيا ليس من نافلة القول، بل هو أمر لازم لكل من أراد رضوان الله تعالى والفوز بجنته، ويكفي في فضيلته أنه اختيار نبينا محمد وأصحابه، قال ابن القيم رحمه الله: لا تتم الرغبة في الآخرة إلا بالزهد في الدنيا، فإيثار الدنيا على الآخرة إما من فساد في الإيمان، وإما من فساد في العقل، أو منهما معاً.

ولذا نبذها رسول الله وراء ظهره هو وأصحابه، وصرفوا عنها قلوبهم، وهجروها ولم يميلوا إليها، عدوها سجناً لا جنة، فزهدوا فيها حقيقة الزهد، ولو أرادوها لنالوا منها كل محبوب، ولوصلوا منها إلى كل مرغوب، ولكنهم علموا أنها دار عبور لا دار سرور، وأنها سحابة صيف ينقشع عن قليل، وخيال طيف ما استتم الزيارة حتى أذن بالرحيل.

أقسام الزهد

قال ابن القيم رحمه الله الزهد أقسام:

1
ـ زهد في الحرام وهو فرض عين.

2
ـ وزهد في الشبهات، وهو بحسب مراتب الشبهة، فإن قويت التحق بالواجب، وإن ضعفت كان مستحباً.

3
ـ وزهد في الفضول، وهو زهد فيما لا يعني من الكلام والنظر والسؤال واللقاء وغيره.

4
ـ وزهد في الناس.

5
ـ وزهد في النفس، بحيث تهون عليه نفسه في الله.

6
ـ وزهد جامع لذلك كله، وهو الزهد فيما سوى الله وفي كل ما يشغلك عنه.

وأفضل الزهد إخفاء الزهد.. والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع.

أقوال السلف في الزهد

قال على بن أبي طالب رضي الله عنه: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل، وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى [البقرة:197].

وقال عيسى بن مريم عليه السلام: اعبروها و لا تعمروها.

وقال: من ذا الذي يبني على موج البحر داراَ؟! تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا.

وقال عبدالله بن عون: إن من كان قبلنا كانوا يجعلون للدنيا ما فضل عن آخرتهم، وإنكم تجعلون لآخرتكم ما فضل عن دنياكم.

قلت: هذا كان في زمان عبدالله بن عون، أما اليوم فإن أكثر الناس قد زهدوا في الآخرة حتى بالفضلة !!

الأسباب المعينة على الزهد في الدنيا

1
ـ النظر في الدنيا وسرعة زوالها وفنائها ونقصها وخستها ومافي المزاحمة عليها من الغصص والنغص والأنكاد.

2
ـ النظر في الآخرة وإقبالها ومجيئها ودوامها وبقائها وشرف ما فيها من الخيرات.

3
ـ الإكثار من ذكر الموت والدار الآخرة.

4
ـ تشييع الجنائز والتفكر في مصارع الآباء والإخوان وأنهم لم يأخذوا في قبورهم شيئاً من الدنيا ولم يستفيدوا غير العمل الصالح.

5
ـ التفرغ للآخرة والإقبال على طاعة الله وإعمار الأوقات بالذكر وتلاوة القرآن.

6
ـ إيثار المصالح الدينية على المصالح الدنيوية.

7
ـ البذل والإنفاق وكثرة الصدقات.

8
ـ ترك مجالس أهل الدنيا والاشتغال بمجالس الآخرة.

9
ـ الإقلال من الطعام والشراب والنوم والضحك والمزاح.

10
ـ مطالعة أخبار الزاهدين وبخاصة سيرة النبي وأصحابه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الريحان
مرتبة
مرتبة
الريحان


الجنس : انثى عدد المساهمات : 191
نقاط : 381
السٌّمعَة : 0

تاريخ التسجيل : 12/02/2010
الموقع : بلد الحرية
المزاج : متقلبة
تعاليق : لا تجعل الله اهون الناظرين اليك .
( كيف يشرق قلب .صور الاكوان منطبعة في مرآته ؟;أم كيف يرحل الى الله وهو مكبل بشهواته؟,أم كيف يطمع أن يدخل حضرة اللهوهو لم يتطهر من جنابة غفلاته؟,أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته ؟!......

الزهد في الدنيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزهد في الدنيا   الزهد في الدنيا Icon_minitime1الأربعاء يونيو 30 2010, 12:22


قيل للحسن البصري : ما سر زهدك في الدنيا ؟ فقال
علمت بأن رزقي لن يأخذه أحد غيري فا طمأن قلبي
وعلمت بأن عملي لن يقوم به غيري فاشتغلت به
وعلمت أن الله مطلّع عليّ فاستحييت أن أقابله علي معصية
وعلمت أن الموت ينتظرني فأعددت الزاد للقاء الله.:

رأى إبراهيم بن أدهم رجلا مهموما فقال له: أيها الرجل إني أسألك عن ثلاث تجيبني قال الرجل: نعم.

* فقال له إبراهيم بن أدهم: أيجري في هذا الكون شئ لا يريده الله؟ قال : كلا

* قال إبراهيم : أفينقص من رزقك شئ قدره الله لك؟ قال: لا

* قال إبراهيم: أفينقص من أجلك لحظة كتبها الله في الحياة؟ قال: كلا

فقال له إبراهيم بن أدهم: فعلام الهم إذن؟؟!

::::::::

الشكوى إلى الله


قال الأحنف بن قيس: شكوت إلى عمي وجعا في بطني فنهرني ثم قال: يا ابن أخي لا تشك إلى أحد ما نزل بك فإنما الناس رجلان: صديق تسوؤه وعدو تسره. يا ابن أخي: لا تشكو إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله لنفسه ولكن اشك إلى من ابتلاك به فهو قادر على أن يفرج عليك. يا ابن أخي إحدى عيني هاتين ما
أبصرت بهما سهلا ولا جبلا منذ أربعين سنة و ما أطلعت ذلك امرأتي ولا أحدا من أهلي.

::::::::

قال أحد الصالحين:

- عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يذهل عنه أن يقول: { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين } والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر } (الأنبياء:84)

- وعجبت لمن بُلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } (الأنبياء 88)

- وعجبت لمن خاف شيئًا، كيف يذهل عنه أن يقول: { حسبنا الله ونعم الوكيل } والله تعالى يقول بعدها: { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء } (آل عمران:174).

- وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف يذهل عنه أن يقول: { وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد } والله تعالى يقول بعدها: { فوقاه الله سيئات ما مكروا } (غافر:45).

- وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف يذهل عنه أن يقول: { ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } (الكهف:39).
منقول للفائدة
قال ابن القيم رحمه الله


كيف تحقيق الزهد في الدنيا


أحدها : علم العبد بأن الدنيا ظـل زائل وخيال زائر


الثاني : علمه أن وراءها داراً أعظم منها قدراً وأجل


الثالث : معرفته أن زهده فيها لا يمنعه شيئا كتب له منها


وأن حرصه عليها لا يجلب له ما لم يقض له منها


فهذه الأمور الثلاثة تسهل على العبد الزهد في الدنيا وتثبت


قدمــه..


"حقيقة الزهد" هذا هو الموضوع الذى اختاره أ. جاسم محمد المطوع لمناقشته خلال برنامجه "تعالى نؤمن ساعة" ،

حيث بدأ الحلقة متساءلاً ما معنى الزهد في الدين وما معنى الزهد في الدنيا....؟ فالزهد أن نكون عما في يد الله تعالى أوثق مما في أيدينا.

أبو ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه صحابي جليل أعطانا منهجا في التعامل مع الزهد في الدنيا وليس كما يفهمه كثير من الناس اليوم فماذا قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه.....؟ قال ليست الزهادة في تحريم الحلال ولا في إضاعة المال حتى لا يكون ما في يديك أوثق مما في يد الله تعالى.

معنى هذا أن يصل المسلم إلى مرحلة اليقين بالله عز وجل ويصبح قلبه مرتبطا بالله تعالى وهنا قال عبد القادر الكيلاني وهو ينصح أحد غلمانه:

يا بني لا يكن همك ما تلبس ولا ما تأكل وما تسكن وما تنكح فليكن همك ما أهمك وليكن همك ما عند الله تعالى.

وقال المطوع : جميل من الإنسان أن يجلس تحت نخلة وجميل منه أن يتحرك في الحديقة لكن يتذكر حدائق الجنة وجميل منه أن يرى الزرع والثمار والخضروات ويستمتع بها لكن الاستمتاع أكثر أن يرتبط قلبه بما عند الله تعالى.

وهكذا فإن أبا ذر علمنا أن يكون ما في يد الله تعالى أوثق مما في أيدينا وعبد القادر علمنا أن يكون همنا وقلبنا متعلقا بالله تعالى.

هكذا كان السلف يفهمون الدنيا فهم لا يفهمون الدنيا على أنها كراهية ولا أنها مكان للأوساخ وللقاذورات حتى يكرهها الناس.

إنما مبدؤهم كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل،والنبي عليه السلام يصف المسلم والدنيا كأنه راكب قد استظل تحت شجرة ثم تركها ومضى.

فالدنيا تجري وتسير بسرعة والنبي عليه السلام وصفها لهذا علمنا كيف نتعامل معها بقوله كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل.

هل رأيت غريبا في بلد إنه لا يعتدي على أحد ويكون هادئا لا يسأل وإذا سأل يسأل في الوقت المناسب وإذا طلب يطلب في الوقت المناسب هكذا الغريب.

والدنيا يجب علينا أن نتعامل معها مثل الغريب لكن ما معنى عابر سبيل....؟

عابر سبيل أي عنده هدف واضح في حياته وهو ينطلق من أجل تحقيقه لهذا فهو عابر سبيل.

سيدنا أبو بكر الصديق كان من أغنى أغنياء قريش كذلك عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم.

لماذا ذكرت اسمهم الآن........؟

لقد ذكرت اسمهم لأنهم تربوا على يد الرسول وكانوا أغنياء وسمعوا هذه الأحاديث التي ذكرتها فلم يفهموا من هذه الأحاديث أن يتركوا الدنيا والتجارة والفلوس وأن يتركوا القيادة.

إنما أبو بكر الصديق قبل أن يستلم الخلافة كان من أكبر تجار مدينته في الأقمشة وتجارته كانت عبر الجزيرة العربية كلها.

فاجتمع الصحابة وقالوا له يا أمير المؤمنين إما التجارة أو الخلافة فقال كيف أعيش ويعيش أهلي قال عمر نفرض لك مالا من بيت المال لك ولأهلك.

وبالفعل أخذ أبو بكر راتبا وترك التجارة لأولاده وبعد ذلك طلب أبو بكر زيادة راتب.

نعم زيادة راتب ومن يصدق هذا في واقعنا لقد حضرت خطبة جمعة خطب الإمام عن الدنيا وذمها بشكل غير طبيعي وكأنه جعل الناس كلهم في خطأ في هذه الدنيا.

وسألته لم ذلك فقال أريد من الناس أن يسيروا على الكتاب والسنة فقلت له الكتاب والسنة على رأسي لكنهما أمرانا بغير ما ذكرت لقد أمرنا الدين أن نتعامل مع الدنيا بالشكل الصحيح وأن نقود الدنيا قيادة صحيحة فندعم رجال الأعمال حتى يكون ولدي وولدك من أكبر رجال الأعمال في العالم وندعم الصناعة حتى يكون ولدي وولدك عندهم أكبر المصانع.


وهنا طرح المطوع سؤالا :كيف نفهم الإسلام ونتعامل معه ونتعامل مع الدنيا؟ نحن لو فهمنا كيف نتعامل مع الدنيا لكانت

أمتنا في خير وما نعانيه اليوم من معاصي وابتلاءات ليس إلا من عدم فهمنا للدنيا فهما صحيحا، لا بد أن نفرق بين حقيقة الدنيا وذم الدنيا.

هذا الكوب من الماء له قصة وقصة هذا الماء حصلت مع الإمام الحسن البصري وهو تابعي جليل،

ففي يوم من الأيام جاءه رجل فقال له يا إمام إن لي جارا لا يأكل الفالوذج وهو نوع من أنواع الحلويات كالبقلاوة.

فقال الحسن لماذا لا يأكل الفالوذج قال لأنه يقول لا أحسن شكره ولا أستطيع أن أشكر الله تعالى على هذه النعمة.

فقال الإمام الحسن إن جارك لجاهل وهل يستطيع شكر الماء البارد.

هكذا كان علماؤنا يتعاملون مع النعمة ويتعاملون مع الدنيا ونعيمها ونعم الله تعالى كثيرة قال تعالى "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها".

وهكذا كان سلفنا الصالح يتعامل مع الدنيا حيث إنهم كانوا يشكرون الله تعالى على كل نعمة وطالما أنني أتكلم تحت هذه الشجرة التي فيها ثمر جميل أتذكر قصة آدم وحواء عليهما السلام عندما ابتلاهما الله عز وجل فقال ولا تقربا هذه الشجرة وبعض الناس يقول إنها شجرة تفاح وهذا لم يثبت.


إذن فإن الله عز وجل قبل أن ينزل آدم إلى الدنيا أدخله في دورة تدريبية فيها نصر وخسارة وفوز وتأنيب للضمير وفيها حوار مع الزوجة وتبادل في الآراء وفيها معركة دخلها آدم عليه السلام مع زوجته مع عدو البشرية إبليس ثم بعد ذلك تاب وأناب.

من خلال هذه الدورة أنزل الله تعالى آدم وزوجته إلى الأرض إلى هذا الكوكب الذي نسميه الأرض,

وهكذا فإن آدم لم يخلق للجنة لكنه خلق للأرض فلماذا إذن كانت قصة الشجر والثمر...؟

هذه عبارة عن تهيئة ودورة تدريبية في التعامل مع الدنيا وهذا هو الأساس في تعاملنا مع الدنيا.


نحن بحاجة إلى فقه التعامل مع الدنيا، لقد وصف النبي هذه الدنيا فقال الدنيا حلوة خضرة.


وعندما قال النبي عليه السلام إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها فالخلافة تتطلب أن نرى من بعد حتى نعرف كيف نتعامل مع هذه الدنيا.

إن هذه النخيل والأشجار تذكرنا بالمزارع الكبيرة التي كانت لسيدنا عبد الرحمن بن عوف وهو من أغنى أغنياء الصحابة وكذلك أبو بكر الصديق.

لقد كنت أتأمل النصوص وبدأت أقرأ القرآن بهذا النفس وهنا سؤال.

هل القرآن وما عبر الله فيه من عبرة وسير تدعو إلى الغنى وإلى صناعة الدنيا أم إلى الفقر ،

أولا ذو القرنين ملك الأرض وهذا يعني أنه كان غنيا و قائدا عظيما.

ثانيا داود عليه السلام كان يعمل في صناعة الحديد وقد ملك الدنيا ثالثا سليمان عليه السلام ملك العالم كله وموسى عليه السلام كان ربيب فرعون وخامسا عيسى عليه السلام سأل الله تعالى أن يكون وجيها في الأرض.


فنحن كيف نفهم هذه النصوص....؟

طبعا نفهم منها العزة والقوة وأن يكون الإنسان مساهما في صناعة الدنيا بأن يساهم في الإنتاج في مجتمع بلده وأن يكون مضيفا على الدنيا شيئا.

وإلا كان هو زائدا عليها.

مثل هذه القيم والمواضيع التي أثرناها عليكم اليوم قد تثير تساؤلا وهذا التساؤل هو لماذا عاش النبي فقيرا....؟

هذه مسألة جوهرية فالنبي عليه السلام ذات مرة خرج وقت الظهر فيرى أبا بكر وعمر ويسألهما ما الذي أخرجكما قالا الجوع قال عليه السلام وهذا الذي أخرجني.

وفي رواية أخرى تقول السيدة عائشة يمر علينا الهلال تلو الهلال ولا يوقد في بيتنا النار.

أي لا يطبخ في بيت النبي عليه السلام طعاما.

وهناك روايات كثيرة تبين كم كان عليه السلام يجوع ويحتاج حتى إن السيدة عائشة قالت مات رسول الله ولم يأكل في اليوم مرتين الخبز والزيت.

وهنا نقول لقد عاش النبي فقيرا فبماذا نعلق......؟

التعليق على هذا أن الفقر الذي عاشه عليه السلام كان فقرا اختياريا أي باختياره أراد أن يعيش فقيرا.

ولو أراد أن يعيش غنيا لفعل ألم ينزل عليه ملك وخيره بين ملك الأرض أو أن يعيش عبدا فقيرا؟لقد خير واختار أن يعيش فقيرا حتى يكون قدوة للأغنياء والفقراء.

وبعد هذه الجولة مع أحاديث الفقر والفقراء هنا سؤال وهو:

هل هناك أحاديث وجهنا النبي فيها إلى الغنى؟ الجواب نعم وهذه من النظرة الصحية للدنيا فقد قال عليه السلام إن الله يحب العبد التقي الغني وقال أيضا اليد العليا خير من اليد السفلى فما معنى هذا....؟ أي اليد العاملة المنطلقة الغنية والتي تتحرك وتنطلق وتقود الحياة هذا معنى اليد العليا.
44 kl ,;,^ù yrr 3//
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
aboali140
مرتبة
مرتبة
avatar


الجنس : ذكر عدد المساهمات : 13
نقاط : 17
السٌّمعَة : 1

تاريخ الميلاد : 01/01/1975
تاريخ التسجيل : 11/09/2010
العمر : 49
الموقع : جدة
العمل/الترفيه : ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المزاج : الحمدلله طيب
تعاليق : ربي ييسر لي انهاء مشروعي!

الزهد في الدنيا Empty
مُساهمةموضوع: رد: الزهد في الدنيا   الزهد في الدنيا Icon_minitime1الأربعاء سبتمبر 15 2010, 05:22

موضوع جدا رائع ونشكر الاخت وجميع المشاكين في الموضوع وسوف أقوم بحفظ هذه الصفحة في المفضلة للاستفاد منها مستقبلا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الزهد في الدنيا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشريعة والقانون  :: الفضاء الشرعي :: رواق العقائد والأديان والتصوف والسلوك والرقائق-
انتقل الى: